أيها الشعب السوداني العظيم، هذه الثورة يجب أن تُحقق أهدافها، ليس أمامنا خيارات في هذه المعركة التي نعلم فيها أن النظام قد اختار مواجهة سلميتكم بقمعها بكل الأسلحة. وهو نظام لا يملك غير هذه الوسيلة، فقد بدأ بها عهده، وها هو ينهي عهده بها. أليس قادته من ظل شعارهم الموجّه تجاه الشعب السوداني "فالتُرق منهم دماء أو تُرق منّا دما أو تُرق كل الدماء". نظام هذا شعاره لن يفلح في إعمار البشرية، وقد أكّدت الأيام ذلك. لقد فارقوا هذا الشعب يوم سطوا على سلطته، وشوّهوا هويته وأذلّوه وسرقوا قوته وقتلوه. أيها الشباب المعتصم بقوة الوطنية والطموحات الأبيّة، لقد سطّرتم بأحرف من نور ملاحم وشموخ في مواجهة النظام الإنقلابي الدكتاتوري القمعي الفاقد لأي رؤيا سوى الممارسات التي عصفت بالقيم والأخلاق والوطنية، وأكّدتم له أنكم نفس الشعب الذي وفي كل مرّة يقفز فيها أحد الطغاة الطامعين ليعبث بالوطن، يجده حاضراً في مواجهته وإن مكث لحين. فبقدر جور النظام وبطشه، أثبتت عزيمتكم أنها أقوى وأمضى. إن مرور الأيام والأسابيع، لم تعد محل قلق في هذه الثورة، لطالما ظل النظام معتقداً أنها تخدمه. بل هي سلاسل يزداد استحكامها على عنق النظام يوماً بعد آخر. نعم، سيتألم الوطن كثيراً، لكنه الألم الأخير فيتعافى بعد أن تجتث الثورة بؤر آلامه، وتستبدلها بما يشفيه. إن البناء المهترئ لا يصلح ترميمه، والدولة قد اهترأت على أيدي هذه الطغمة، بل وانهارت على أبنائها، وقد حان الآوان لإزالة تلك الأنقاض وتهيئة المناخ لبناء سليم. إن انحياز القوات المسلّحة، هو إيفاء لقسم الولاء الذي أدّوه للزود عن حياض الوطن وليس لحماية الطغمة الحاكمة المستأثرة بخيرات البلاد، والواغلة في إذلال الشعب وإفقاره وقتله. لقد ظلّت القوات المسلّحة متمثّلة في الضباط وصف الضباط والجنود يراقبون عن كثب، ذلك أن قادتهم في قمّة هرمها قد خانوا العهد، وتمسّكوا بحماية النظام، وادخلوهم في نزاع ضميري بين الإلتزام بقسم الولاء للوطن وإطاعة أوامر من هم أعلى رتبة وفق تسلسل القيادة. ولما بلغ منهم الأمر حداً لا عودة فيه لقادتهم عن غيّهم، كان لا بد من الإنحياز إلى الشعب والوطن، فكانوا على الموعد والعهد، وهو عهد الوفاء بالواجب في أحلك الظروف، فلهم فوق الواجب الثناء. أيها الشعب العظيم، إن حزب العموم ومنذ يوم إعلان تأسيسه في أكتوبر من العام 2016م، تمسّك بقراره بعدم التسجيل لدى مسجّل الأحزاب في وجود هذا النظام، ورفع شعار إسقاط النظام ومضى فيه، وأنه لا اعتراف ولا حوار مع النظام، مستنداً إلى التجارب العديدة التي أكدت أن هذا النظام وبرغم إدراك الجميع لعدم شرعيته، فقد منحوه الفرصة تلو الأخرى عبر عشرات الإتفاقيات والحوارات لعله يتغيّر ويُدرك أنه يسبح عكس تيّار الوطن، لكنه ظل عوداً أعوجاً لا أمل في إصلاحه. الآن وقد بدأ يتألم من إصرار الشعب على كسره، إزداد صراخه وهو لا يدري أنه يصرخ في فضاء وعلى مسامع أصبحت صمّاء تجاهه. ليس أمام النظام سوى خيار التسليم وإعادة السلطة إلى الشعب ومواجهة قادته ما فعل من جرائم وفساد أمام القانون، وأن قوى إعلان الحرية والتغيير وكل القوى المنادية بالإسقاط، قد أعلنت أن مجلسها حاضر للجلوس مع القوات المسلّحة لاستكمال ترتيبات تسليم السلطة، توطئة لتشكيل الحكومة الإنتقالية للبدء في مسيرة الإصلاح. ومن هنا، وحتى يتحقق ذلك بشكل سريع، فإن حزب العموم ينادي كل أفراد الشعب وأؤلئك الذين في القوات المسلّحة والشرطة وفي المليشيات أن يسارعوا للإنضمام إلى ساحاة الإعتصام، وأن هذا الوطن الغني بموارده، قد عانى كثيراً على أيدي أبناء عقوق، وأنهم كشعب يستحق أفضل مما هم عليه، وقد آن الأوان لتحقيق ذلك. حرية سلام وعدالة ولا بديل لإرادة الشعب حزب العموم السوداني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. www.omompartysudan.org