أين ذهب قادة قوى الحرية والتغيير؟ لماذا توقفوا عن ارسال البيانات والتوجيهات بما ينبغي أن يفعله الثوار والشارع كما كان يحدث في السابق وكانت تستجيب لهم الجماهير خطوة بخطوة !! لماذا سمح قادة الحراك بتباطوء إيقاع الثورة وحماس الشباب حتى كاد أن ينطفئ، وبما سمح من إفساح الطريق للفلول وأعوان النظام للانطلاق والتمدد على النحو الذي نراه اليوم !! يجب على قادة قوى الحرية والتغيير أن يتحركوا بسرعة، ففي كل يوم يمر، يكسب المدعو حميدتي أراضي جديدة، ويزداد عدد الذين يلتفون حوله من أعوان الاستبداد والأنظمة العسكرية، كما أن فلول النظام الذين كانوا قد اختبأوا في جحور مظلمة من الخوف، شعروا الآن بالأمان وخرجوا الى العلن، فقد ظهر الصحفي الرزيقي ضمن الوفد الحكومي الذي سافر إلى السعودية، وغداً سيخرج الطاهر التوم وحسين خوجلي والخبير الوطني عبدالعاطي ويعودوا إلى تعليمنا معانى الوطنية. كما أن المجلس العسكري مستقوياً بحليفه حميدتي لم يعد يحسب حساب لقوى التغيير أو يخشى الثورة عليه، فقد رأينا البرهان كيف قام بتوقيع تفويض النفس للنفس، فقد قام بالتوقيع على مرسوم فوض بموجبه من المجلس العسكري بممارسة جميع صلاحياته وبما يجعل منه حاكم عسكري منفرد. لقد تجاهلت قيادة قوى الحرية والتغيير دعوة شيخ المناضلين علي محمود حسنين غادر الدنيا فجر اليوم، التي أوصى فيها قيادة التغيير بأن تستبق المجلس العسكري وتعلن عن تشكيل الحكومة في كل مستوياتها، بتسمية أعضاء حصتها بمجلس السيادة وتعيين مجلس الوزراء والبرلمان، بما يحقق ذلك من التفاف الشعب حول حكومته ويجبر المجلس العسكري على الرضوخ للأمر الواقع عند حصول الحكومة علي اعتراف دولي. لا تزال قوى الحرية والتغيير تتلكأ في الاعلان عن الإضراب العام والعصيان المدني، ويفوت عليهم أن الطرف الآخر يعمل بكل طاقته على الأرض ويتقدم عليهم بخطوات تتسع مع كل شمس تشرق. على قيادة قوى الحرية والتغيير أن تخرج عن صمتها الذي مضى عليه الآن ثلاثة أيام أو أكثر، وأن تعلم أن مضي ساعة زمن واحدة في هذا الظرف سوف تكلف الوطن سنوات وسنوات من النضال القاسي حتى يبلغ اللحظة التي وصلها الآن بدماء وارواح غالية وعزيزة. تبقى القول أن السعودية التي تريد استبدال الجيش السوداني بمليشيا عسكرية تمنح فيها الرتب بالمدى الذي يسعه كتف الضباط ل "الاسبليطة"، هي نفسها التي تخوض حرباً ازهقت فيها حتى الآن ما يقارب نصف مليون روح وهدفها الوحيد هو القضاء على مليشيا عسكرية لا تختلف في شيء عن مليشيا حميدتي، وتقول أنها تريد من ذلك تثبيت الشرعية باليمن. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.