عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. صراع العسكر و الاحزاب سيدفع المدنيين ثمناً باهظاً منذ سقوط الديكتاتور اصبح كل شي مجهول برغم ارحاصات الفرح التي دخلت في نفوس الثوار بسقوط الرئيس المخلوع سرعان ما تولى العسكر محسوبين للنظام علي مقاليد السلطة واستغل الاحزاب شارع الملتهب التي انهكته الوضع الاقتصادي ومظالم المتراكمة في ظل حكم الشمولي التي استمر اكثر من ثلاثة عقود من دون احداث اي تغيير يذكر برغم تطور شعوب العالم في كافة مجالات ونهوض دول من حولنا التي نالت استقلالها بعد السودان الذي لها مكانة مرموقة في القارة السمراء والشرق الأوسط وصاحب قدح المعلى بمنتوجاتها و حامي الشعوب بجيشها الباسل و راعي السلام عبر الموتمرات الدولية التي اصبحت القبلة للرؤساء الدول والملوك لبحث عن قضايا الشعوب والأمم و تميز السودان بعلمائها وجامعاتها. اليوم اصبحت السودان امام مفترق الطرق بسبب غياب الديمقراطية و سيطرة العسكر علي السلطة عبر انقلابات وسيناريوهات متكررة من حين لآخر . نحن الان امام التحدي كبير اما نتفق علي التأسيس الدولة بمفهومها الديمقراطي تقوم علي العدالة والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية و تتساوى فيها الجميع بعيدا من مجاملات و محصاصات الحزبية واستثناءات ما يحدث الان الجميع تحت الشرعية الثورية لا احد له السلطة كي تفرض علي الآخرين كل الشريك لعبور الي مستقبل مشرق الان مطلوب من جميع الاطراف ان تجلس معاً تحت الطاولة الحوار بعيداً من اي إقصاء وانفراد بحكم ألي اتفاق حول الدستور التي التلائم مع القيم والأعراف والتقاليد السودانية وتوقيع علي الميثاق الشرف تنبذ العنف وتحاسب المجرمين والمفسدين امام المحاكم الدولية والوطنية وتعمل علي اعادة البناء الموسسات الدولة بأسس جديدة وتوقيع علي عقد اجتماعي ترسم شكل الدولة التي تنشده السودانيين . رموز النظام البائد ما زالوا يمارسون نفورهم في السلطة و يحركون كل شي خلف الكواليس بدلاً من القبض عليهم وإحالتهم الي العدالة برغم حدوث تغيير طفيف في شكل الدولة الا ان هنالك كثير من الأمور لم تكن واضحة للرأي العام لا سيما خلاف بين اجهزة أمنية متمثلة في الجيش مازال هنالك ضبابية لموقف الجيش برغم ادعاء رئيس المجلس العسكري الانتقالي ان الجيش يلتف حوله و جهاز الامن الوطني بكامل هياكله تدير الأمور من وراء الستار عبر رئيسها السابق صلاح قوش مقرب من المخابرات الأمريكية ومهندس انقلاب الحقيقي الذي يقوده البرهان . و هو يصرخ من حين لآخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويفتي في مالات الوضع الحالي وهذا ينفي حديث المجلس العسكري عن وجوده تحت الإقامة الجبرية . واخطر هو وضعية قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي الذي اختلف كثيرين حول هويته حميدتي شخصه و جيشه من انتماء الي السودان الا انه يشكل خطر حقيقي علي الثورة وللوطن بسبب خلفية جنوده الذين ينتمون الي دول اخري ويشكلون عداد كبيرة لدوافع الإثنية والارتزاق هولاء تم تجنديهم تحت إشراف الرئيس المخلوع ويعتبر من قوات خاصة له والان تم إحضارهم الي الخرطوم بكامل عتادهم ويسيطرون كل مواقع الاستراتيجية من قيادة العامة والإذاعة و القصر الرئاسي والمباني الوزرات ومقرات الجيش الاستراتيجية مدعومين من دولة الأمارات لصفقات ارتزاق وارسال الميلشيات الي اليمن من اجل قتال بجانب السعودية . اطماع حميدتي نحو الرئاسة واردة بكل المقايس وسينقلب علي رئيسه البرهان متى ما سنحت له فرصة و لديه عدد من المستشارين مقربين منه اثنياً من اتباع النظام السابق يعملون معه كالمعونبن منذ توليه هذا المنصب و يتبخون له سياسيات علي مدار الساعة وتخوف وحيد له هو السلاح المدرعات و المدفعية اللذين يشكلان خطر علي قواته و يعتبر محل التخوف للجيش حميدتي وكانت الأول الزيارة له بعد تنصيبه نائباً لمجلس العسكري قام بزيارة للسلاح المدرعات ربما يكون دخلها الأول مرة علي هذه المؤسسة المحصنة ومخصصة لمقربين من النخب النيلية لذوي رتب العليا مع جنود من ابناء الهامش وكانت الزيارة استكشافية من اجل بحث عن نفوس داخل هذه المؤسسية لكي تأهله لهذه المهمة صعبة ، علي اي حال لا توجد مستحيلات في العالم السياسية كل الأمور تأتي معكوسة في حالة حدوث صراع بين قوات الدعم السريع و الجيش الذي لم يعترف صراحةً بمجلس العسكري وهنالك تطهير واسع في أوساط الجيش خلال الأيام الماضية تم اقالة عدد من الضباط في الجيش والشرطة في إطار تصفية حسابات وبحث عن مراكز نفوز في داخلها نسبة لتوقعات حدوث ضد المجلس العسكري . قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الأمر متوقع في اي اللحظة ، وجود مجموعات المسلحة خارج المؤسستين الجيش والشرطة سيشكل كارثة للوطن ويعتبر قنبلة موقوتة سينفجر في اي الوقت . في حالة حدوث صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع هناك طرف الثالث مستفيد من هذا الصراع هو فلول النظام في اجهزة الأمنية الذين يتربصون علي الثورة . المؤسف قوي اعلان والحرية والتغيير تدرك هذا خطر محدق ولكن رفض تناول هذه الملف التي يقويض الثورة وقبل بقوات الدعم السريع ضمن قوات النظاميةواعترف بالانقلابين وهذه كانت وصمة العار للديمقراطية وخيانة العظمي ونكوص لعهد الشهداء الذين قتلوا في السودان بيد قوات الدعم السريع خلال حروب في دارفور و كرفان وجبال النوبة و شهداء الثورة الذين قتلوا امام مواقع الاعتصام في الخرطوم . لا توجد اي دولة في العالم لديها جيشين وهذه السابقة فريدة من نوعها وربما يهدد مستقبل السودان واخطر هو تركيبة هذه مجموعات وأهدافها وخلفياتها الاجتماعية وصراعاتها مع الاطراف متصارعة في البلاد .