حيقيقة يا سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وبعد خمسين يوماً من توليك رئاسة المجلس العسكري في سوداننا المنكوب خذلتنا وأثبت للشعب السوداني وللعالم أجمع أنك رجل ضعيف ومحدود القدرات وغير جدير بتلك المهمة الجسيمة التي كانت تحتاج للقوي الصادق الأمين الذي يشرع، ومنذ ساعة الصفر، في تلبية مطالب الشعب التي ضحى من أجلها بالأرواح والدماء والغالي والنفيس، من خلال ثورة شهد العالم بعظمتها وروعتها، بل آثرت التشبث بكرسي الحكم معتمداً على التحايل والتسويف وصناعة الأزمات وأنت لا تعرف أن شعبنا لا يخاف الأزمات لأنه يصنع منها النجاحات والمعجزات .. فماذا تريد من هذا الكرسي؟ وماذا تريد من هذا الشعب؟ وهل تستطيع رؤية وقراءة الغد وكيف سيكون حال البلد في ظل ولائك لدولة الإنقاذ على حساب الولاء لدولة السودان المدنية المنتظرة؟ لا أعتقد نراك عاجزاً عن أي فعل صائب ولكن العجز الأشد يتجلى في عدم مقدرتك على تجنب الأخطاء الفادحة المهلكة كونك ترتمي قافزاً في أحضان دول خارجية بعينها، وبدون أي شرعية أو تفويض دستوري أو شعبي، في الوقت الذي تطعن فيه في شرعية تجمع المهنيين وإعلان الحرية والتغيير، في هذه الأيام العصيبة والمنعطف التاريخي الخطير، وأنت حديث عهد بالسياسة والرئاسة وليس لديك تجربة تذكر لكي تجالس جهابزة المكر والخداع والإنصياع للإمبريالية والصهيونية العالمية .. فأنت لم تتغول على السلطة فحسب بل عملت على إلغاء دور الحكومة القادمة وخاصة في ملف العلاقات الخارجية وفرضت عليها مواصلة المسار في طريق الإنقاذ الإنبطاحي الشحدوي الأِمِعيّ التابِعيّ .. نحن يا رجل نحتاج للإنغلاق المطلق في الوقت الراهن وقفل الباب أمام كل المؤثرات الخارجية حتى نتفرغ لحسم قضية السلطة الحاكمة بمستوياتها الثلاث ونصنع دولتنا المدنية القوية الجامعة لكل طموحات وصمود الشعب ثم بعدها نخرج للعالم أشد تماسكاً وصلابة ونواجهه مباشرة وليس من خلف حجاب ولا وسيط وحتى نفرض عليه إحترامنا ونفرض عليه أن يرفع الحصار عنا ونعيد هيبة سوداننا ونسترد مكانته الطبيعية بين الأمم التي تعرف قدرنا وقدم حضارتنا وإنسانيتنا لماذا الإنزواء والإختفاء؟ أخرج للشعب يا رجل في لقاء تلفزيوني مفتوح على الهواء مباشرة وتحدث عن رؤيتك للثورة وأهداف الثورة .. حدثهم عن لماذا لا تريد تسليم السلطة كاملةً للمدنيين .. وما هو تصورك للحكومة المدنية القادمة وما هو المطلوب منها .. وضح المصلحة في بقاء العسكر غالبية في مجلس السيادة وبل رئاسته، وقل لهم وبكل أمانة أنك تعرف خطورة توليك رئاسة البلد أمام المجتمع الدولي الذي لا يقبل التعامل مع الحكومات العسكرية ولكنك ستخلق المعجزات التي تجعلنا نستغنى عن العالم أجمع .. حقيقة لو كنت مكانك لرشحت مجموعة من الكوادر الوطنية المحايدة لأسلمها السلطة وأعرضهم على الشعب وحتماً سيقبل إن كان هؤلاء المرشحين من الذين لم يتلوثوا مع الإنقاذ ولم تحوم حولهم الشبهات مطلقاً .. ولكنك يا البرهان أنت خائف أن تأتي حكومة وطنية شريفة نزيهة صارمة لتصفي الإنقاذ وتكنس آثارها .. نصيحتي أن لا تعول على فض الإعتصامات وقمع الثوار فذلك لن يفيدك في شيء 1 يونيو 2019 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.