بكلمات موشحة بدماء أرواح الشهداء والمصابين والجرحى، وحسرات الأباء ودموع الأمهات والأبناء والبنات والأزواج والزوجات والاصدقاء ورفاق النضال وآهات الشعب السوداني في مدنه وقراه الذي خرج قبل ستة أشهر في دورب النضال والتضحية، بحثاً عن حريته وكرامته التي عبث بها الطاغية عمر البشير ، وأذياله. بمشاعر الأخوة والجيرة التي بين بلدينا وشعبينا، أرسل إلى فخامتكم هذه العبارات تعبيراً عن شكرنا وتقديرنا لهذه اللفتة الأخوية الرائعة، بغض النظر عن ما يسفر عنها، زيارتكم في حد ذاتها قد أثلجت صدورنا وعبرت عن عظمة شعبكم وحكمتكم وبعد نظركم. زيارتكم كان لها وقعها وأكدت لنا كم هي اثيوبيا زاخرة بالوفاء والبهاء . فعلاً . . في الأوقات الصعبة تكتشف معادن الرجال، وتختبر مواقف الأخوة والاصدقاء. يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال. فمبادرتكم الحكيمة للتوسط بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، في تقديرنا هي تعبير صادق عن وعيكم وحبكم وتقديركم لشعبنا وبلادنا تتعرض هذه الأيام لمؤامرة ظلامية خبيثة من قوى داخلية وخارجية، تستهدف سرقة ثورتنا الظافرة باْذن الله وارادة شعبنا وعون الخيرين في قارتنا الحبيبة ماما أفريكا والساحة الدولية. تشرفنا بزيارتكم الكريمة، لذلك نثمن عالياً هذا اللفتة البارعة . وإن كانت ليست غريبة في عهدكم الذي شهدت فيه الشقيقة أثيوبيا تطوراً لافتاً تمثل في الإنجازات الرائعة التي وضعت بلادكم في صدارة العالم في مؤشرات النمو والتطور بجانب دوركم الكبير في نشر ثقافة السلام والتعايش في المنطقة. أملنا كبير في قيادتكم ومن خلفكم الإتحاد الإفريقي لدعم نضال الشعب السوداني المشروع من أجل ضمان نقل السلطة للمدنيين بأسرع فرصة ممكنة ، حتى يتمكن الشعب من تثبيت الأمن والإستقرار وإطلاق عجلة التنمية والإنتاج لتساهم بلادنا في نهضة قارتنا الفتية وتحقيق الإكتفاء الذاتي لما يتوفر عليه بلدينا من خيرات وثروات هي كفيلة بتوطيد دعائم الأمن والسلام والإستقرار وخلق فرص التنمية والتطور والتقدم وتوسيع آفاق التعاون بين بلدينا في إطار قارتنا التي عانت كثيراً من قهر وإستبداد النظم العسكرية والحروب الأهلية والمجاعات وظروف الفقر والمعاناة وعدم الإستقرار. وفقكم الله في مساعيكم الخيرة التي لن ينساها لكم الشعب السوداني. نرفع الأيدي ترحيباً بكم، ونطلق الدعوات الخالصة أن يوفقكم الله في جهودكم المباركة باْذن الله. ويسدد خطاكم في بناء دولة أثيوبيا الحديثة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
