أمر مقلق للغاية للأوساط المحلية والإقليمية والدولية – إنفصال جنوب السودان عن الشطر الشمالى ، قد يكون إنفصالاً غير سلمى تصاحبه حروبات على الحدود بيد إن أمر الحدود بين الجنوب الشمال لم تحسم بعد رغم إنه تبقى من عمر فترة الإستفتاء أقل من عشر أشهر . والجدير بالإشارة إن الإتحاد الأروبى حسب بعض وسائل الإعلام يفضل بقاء جنوب السودان متوحداً مع الشمال وتحذو المنظمة الدولية الأممالمتحدة نفس النهج وكذلك الإتحاد الإفريقى خوفاً من ان تنتقل عدوى الإنفصال إلى بقية الدول الإفريقية حيث إن افريقيا فيها صراعات لاتختلف كالتى موجودة فى السودان . تقول التقارير الصحفية إن نسبة الداعيين للإنفصال منذ توقيع إتفاق مشاكوس إرتفعت إرتفاعاً بعد تضمين بند تقرير المصير فى الإتفاق ، سبق وإن صرح الرئيس الإريترى فى التلفزيون المصرى منذ بضع سنوات أن لو خير الجنوبيون اليوم قبل الغد بين الإنفصال والوحدة لإختاروا الإنفصال ، والذى دفعنا إلى إستطلاع أراء الشارع الجنوبى فى مصر هو الإنقلاب المفاجئ للأراء وسوف نفرد مساحة أخرى لهذا الموضوع . التاريخ يشهد : يشهد التاريخ ان الجنوبيين هم الذين حافظوا على وحدة السودان رغم الفارق الحضارى بين الشمال والجنوب والتهميش على كافة الأصعدة إلا انهم ظلوا متمسكين بوحدة السودان ، فطوبى للجنوبيين والويل للإستعمار الإنجليزى الذى وضع كل هذه السياسات اللعينة ومن وبعده الحكومات الوطنية التى اخفقت فى مسؤلياتها السياسية تجاه الوحدة الوطنية . أول من إلتقينا به فى مسألة الوحدة والإنفصال هو السيد / لينو عامل وقال بصريح العبارة ليش الإنفصال نحنا مش عايزين الإنفصال عايزين نقعد فى السودان الواحد . وقال دينق وول / عامل قال كنا متحمسين فى موضوع الإنفصال فى بادئ الأمر ولكن بعدما حسبناها كدة لقيناها ماجايبة حقها أحسن نكون فى دولة واحدة ونناضل جوة السودان ونطلع حقوقنا . وقال طالب جامعى فضل عدم ذكر أسمه إنه لايرى سبباً مقنعاً لإنفصال الجنوب حسب رأيه إن الجنوب أفضل حالاً من السابق ، وعندما سألناه لماذا يرفض ذكر إسمه قال تجنباً أن يدخل فى حساسية مع دعاة الإنفصال . ويقول أحد سلاطين بحر الغزال أيضاً " رفض ذكر إسمه " يا ولدى إنت مابتعرف إنو السلاطين هم لهم الفضل الكبير فى وحدة السودان فكيف أكون إنفصالى بس ديرين وحدة بأسس جديدة . وؤيده فى الرأى أيضاً أحد سلاطين أعالى النيل فى جمهورية مصر العربية . أما الأستاذ / إنفى بابتس مدرس بإحدى المدارس السودانية فى القاهرة وناشط إجتماعى يرفض الإنفصال جملة وتفصيلاً كلمة ومضمونا ولكنه يطالب الوحدة بأسس جديدة قائمة على الإحترام المتبادل وحرية الإعتقاد وغيرها من الحقوق المتساوية بين المواطنين . وقالت لوشيا ديير ربة منزل : الجنوبييون وحدويون من بدرى جداً بس ماصاح أن نكونوا مواطنين من الدرجة الثانية فى كل الحقوق إذاً نطالب الرئيس القادم أن يؤمن حقوق الجنوبيون وتفضل بقاء السودان دولة واحدة وتدعو إلى حوار هادئ لمناقشة كل القضايا وترفض الحرب لأن الحرب حسب رأيها تتضرر منها المرأة أكثر من الرجل . ويقول دينق بديت / مدرس لا داعى للإنفصال نحنا ديرين وحدة بأسس جديدة . أما الأستاذ / نيكولا سنترلينو / مدرس وناشط إجتماعى يرفض الإنفصال ويصفها بالتهور وقال إن لو إنفصلنا اليوم اكيد حنرجع غداً . إذاً الأفضل بقاء السودان متوحداً ونحاول أن نحل القضايا محل الخلاف ، كل دول العالم تعانى من مشكلات داخلية ولكن لاتحل بالإنفصال .