عندما صرح علي عثمان بوجود كتائب الظل لإرهاب وتهديد الشعب من مواصلة ثورة ديسمبر المجيدة ، لم يكن يدرك بأن كل الجرائم السابقة واللاحقة ستعلق في عنق الجسم الشبحي الجديد ، إلا ان الذين يصفون رموز النظام بالكذب في كل أحاديثهم ، وجدوا في حديثه ما يوافق أهواهم في ادمان تعليق كل الاخفاقات علي الطرف الثالث والشيطان الشاطر ، ووقعت قوي الحرية والتغيير في ذات الفخ وبدأت التسويق لفكرة الطرف الثالث ابان احداث الثامن من رمضان ، وتجري محاولات كثيفة لتبرئة قوات الدعم السريع من مجزرة فض الاعتصام والمجازر الأخرى باستخدام ذات الجسم الشبحي مصحوباً بموسيقي تراجيديا يظهر فيها حميدتي بوجه حزين يزرف الدموع خوفاً علي الوطن وأمنه كما قال احد المفاوضين الذي جلس مع المجلس العسكري نيابة عن الشعب لاسترداد الوطن من أتون الفوضى وبحور الدماء التي غرق فيها بسبب قوات الدعم السريع ، فإذا به يحدثنا عن مدي حرص قائدها علي الوطن وأمنه ، يا لبؤس الذين ضل سعيهم عن طريق الثورة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . -2- ما جدوى التفاوض وكل يوم يسقط عدد من الشهداء والجرحى ، وما فائدة التفاوض ومازال بعض الثوار في السجون بذات الدعاوى الكيدية وممارسات النظام البائد ، وما هي ثمار التفاوض التي تصر عليها بعض القيادات لتكوين حكومة مشلولة اليدين لا تجروا علي محاسبة المجرمين ومن يأمر بارتكاب الجرائم ، فمعظم القوات الموجدة خارج عن السيطرة حتى في ظل الحكومة المدنية المرتقبة ، ولا خيار سوى المواجهة بالوسائل السلمية المجربة وابتداع وسائل مقاومة جديدة قادرة علي اسقاط الطغاة ، او غض الطرف والقفز فوق كل ذلك والتعود علي الموت العبثي والجرحى والمفقودين والاكتفاء بإصدار بيانات إدانة خجولة لا تحقق عدالة ولا تكبل ايادي من يمسك بفوهة البندقية . --3- التبرير الذي يسوقه اصحاب الحكمة المتوهمة بأن كل ما يحدث من قتل وبطش الغرض منه عرقلة الاتفاق مع المجلس العسكري ، ويجب ان نضبط النفس وتفويت الفرصة علي اصحاب الثورة المضادة ، حديث مردود عليهم ، فالاتفاق الممهور بدم الشعب وانين الجرحي لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به ، وبشكله الحالي سينتج حكومة ضعيفة غير قادرة علي وقف نزيف الدم ، فحقن الدماء لا يتم عن طريق التوقيع علي اتفاق مخل يشرعن وجود قوات غير رسمية وغير منضبطة تسيطر علي المشهد السياسي ، بل يتم حقن الدماء عن طريق اظهار قوة الشعب وقدرته علي قلب الطاولة على رؤوس الجميع من اجل المطالب المشروعة ، وان سطوة الشارع وجبروته قادرة علي تصحيح المسار وانتزاع الحقوق المهدورة ، وإيقاف العبث في ردهات القاعات المغلقة ، اما السؤال عن من هم اصحاب المصلحة في الاحداث الدموية الاخيرة ؟ والوقوع في فخ التبسيط والقفز فوق تحركات وتحالفات المجلس العسكري لإظهار طرف اخر منفصل عنه له مصلحة في عدم حدوث اتفاق ، هذه اجابة مضللة تغض الطرف عن افعال المجلس العسكري التي تكرس للهيمنة والاستبداد ، كما أن الافتراض الساذج بأن الاتفاق بمجرد توقيعه سيوقف كل هذا العبث ويحسن من سلوك هذه القوات عبارة عن تضليل وأحلام معلقة في الهواء تكذبها افعال المجلس العسكري علي ارض الواقع . -4- التظاهر السلمي لن يتوقف حتى في ظل الحكومة المدنية المرتقبة ، وهو حق دستوري ومكفول بموجب القانون ولا يستطيع كائن من كان ان يصادر هذا الحق ، وواهم من ظن أن بمقدوره اعادة عقارب الساعة الي الوراء ، فالحق في الحياة الكريمة وفي الحرية الكاملة ضحي في سبيلها الشعب ودفع مهرها تشريد وتنكيل وأرواح زكية ودماء طاهرة ، ولا يمكن ان يتنازل قيد أنملة ، لا عن طريق البطش والإرهاب او بنصائح المرجفون في المدينة . -5- علي قوي الحرية والتغيير أن تتخذ موقف يوازي حجم الانتهاكات والدماء التي سالت والأرواح التي زهقت ، وان لا تسترخص دم الشعب وتتماهي مع المجلس العسكري من اجل اتفاق ولد ميتا ، وأن تنحاز لنبض الشعب وتؤمن بقوته وقدرته على ترجيح ميزان القوة لصالحها ، فالطوفان الشعبي قادر علي الاطاحة بالمجلس العسكري ومن يتفق معه ، ولا عاصم من أمر الشعب ، وعلي القيادات السياسية ان تتبني قضايا الجماهير العادلة وجعل شعاراتها تمشي بين الناس في الصحة والتعليم والأمن والسلام عن طريق رؤية واضحة قابلة للتنفيذ لا بالمكر والخداع والاستهبال السياسي وبيع الامال الكاذبة والوعود الزائفة ، فالشعوب ستنتصر ولو بعد حين . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.