فى 23 يوليو 2019، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم إعتقالات واسعة لشخصيات قيادية بالحركة الإسلامية وضباط برتب رفيعة من القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطنى على خلفية إعدادهم لإنقلاب على المجلس العسكرى المسيطر على السلطة، وتجدر الإشارة إلى أن الإسلاميين يعتبرون مدير جهاز الأمن السابق الفريق اول/ صلاح عبد الله قوش والفريق أول/ محمد حمدان حميدتى خونه لنظام البشير، وموقفهم من الإحتجاجات المتصاعدة فى ديسمبر 2018، هو ما رجح إنتصار الحراك فى السودان وأدى لتثبيت ميدان إعتصام القيادة العامة التحول لمرحلة الإنتفاضة الشاملة، وخاصة مع وجود معلومات عن إقالة الرئيس السابق عمر البشير لمدير جهاز الامن فى أبريل بعد رفضه لخطة فض الإعتصام بالقوة مشتركاً فى رفضه حميدتى آنذاك، الأمر الذى دفعهما للإنقلاب على البشير وإعتقال الفريق أول/ عبد الرحيم محمد حسين كأول معتقل من قادة نظام البشير. حمدان حميدتى الذى زار مصر مؤخراً فى 28 يوليو، وحسب تسريبات، إلتزم حميدتى فى لقائه مع المسئولين المصريين بتسليم الإخوان المصريين المتخفين بالسودان، وما يؤكد العلاقة والتنسيق بين حمدان حميدتى و صلاح قوش تواجد الآخير حسب التسريبات بجمهورية مصر آوان زيارة حميدتى. 2 فى تقديرى أن الإعتقالات جاءت نتيجة للتحقيقات مع سبعة ضباط إعتقلتهم الإستخبارات العسكرية سابقاً فى يونيو 2019، حيث إعترفوا وقدموا أدلة عن المخططين والمشاركين فيه. تم تسجيل بيان الإنقلاب وحُددت ساعة الصفر فى 3 يونيو بعد فض الإعتصام من أمام القيادة العامة، بحيث يلقى القبول الأولى ومن ثم هناك خطط آخرى لجعل الشارع الثائر يتقبل السلطة الجديدة، والتى خلفها الحركة الإسلامية، ويتضح من لغة البيان المزمع عرضه أن لغة الديمقراطية والحريات مفردات وردت فيه بوضوح وهذا يعبر عن محاولة إمتصاصه للشارع ويعبر عن مستهلكى مفردة "الحريات" الذين يقفون وراءه. 3 فى سياق متصل، فى كلمة لنائب رئيس المجلس العسكرى حميدتى فى حفل تدشين المبادرة السودانية للسلم والمصالحة بمحلية أُمبدة بمدينة أُمدرمان فى 23 يوليو مخاطباً المواطنيين مردداً " كلنا نقول مدنياااااو"، وأجزم بأنه أدرك أن لا مستقبل أو إستقرار له إلا بحماية الإتفاق السياسي مع قوى إعلان الحرية والتغيير، الذى يضمن إستمراره فى السلطة لحين حتى ينتهى مخطط الإمارات العربية والسعودية المراد به إحلال قوات الدعم السريع محل القوات المسلحة عبر عملية إحلال وإبدال طويلة نسبياً، يتم فيها تأهيل وتدريب وإنشاء وحدات جديدة تجعل من الدعم السريع قوة مؤثرة ومكافئة للقوات المسلحة بحيث يصبح لهم جيش تحت تصرفهم لكن فى دولة آخرى. وتتصاعد أصوات فى القوات المسلحة ضد الدعم السريع بأنه يسعى لفرض سيطرته على كافة البلاد، ويؤكد هذا السيطرة على المطارات الحربية والقاعدة الجوية بوادى سيدنا، والتى منع الطلعات الجوية فيها مرات عدة، مما يؤكد مساعى حميدتى لفرض السيطرة الكاملة وكذلك يوضح هذا الموقف مخاوف حمدان حميدتى من القوات الجوية التى تعد القوة التى يمكنها حسم قواته مستقبلاً. بالنظر لقوات الدعم السريع التى يبلغ عددها حوالى 100.000 مقاتل 30.000 منهم باليمن مقارنة بالقوات المسلحة التى يبلغ عدد جنودها 189.000 جندى 85.000 منها قوات إحتياط حسب موقع global fire power المتخصص فى تصنيف الجيوش، مع إستمرار الدعم السريع فى التجنيد مما يعزز إمكانية نجاح خطة الامارات والسعودية مستقبلا،ً إذا ما تم إدماج هذه المليشيات فى القوات المسلحة فعلياً، بحيث تمتصها فى داخلها وتصبح هى الأساس. هذه المعضلة تحتاج إرادة و حصافة سياسية لطبيعة التعقيدات المحيطة بها من جانب، ومن جانب آخر مهنية القوات المسلحة وتأريخها ومؤسساتها وشروط التجنيد لها والتأهيل والتدريب والعقيدة العسكرية.....ألخ، الذى يجعلها مؤسسة منضبطة خلاف الدعم السريع الذى يجند القُصر دون سن ال 18 ويفتقد المؤسسية، مما يجعل الأمر من أعقد المشكلات التى تواجهها الدولة مستقبلاً ومن المتوقع بالضرورة أن تتجاهلها الحكومة الإنتقالية لتثقل كاهل الحكومة المنتخبة لاحقاً إذا ما إستقر الوضع السياسى. 4 كشفت الأيام القليلة الفائته لحميدتى بأنه مهما هادن الإسلاميين و حاول شرائهم بالمال، فهم لن ولم يغفروا له، فمال الدولة الذى فى أياديهم وتحت تصرفهم يمثل مئات الأضعاف لما يملك، كما يعتبرونه خائن للمشروع فى نظرهم، وسوف يسعون بكافة الطرق للتخلص منه وخاصة أن القائمين بأمر الإنقلاب، هم من قيادات المشروع الأيدولوجى الإسلامى، وكذلك فى كل المرات التى أنكر فيها حميدتى بقيام قواته بقتل المتظاهرين السلميين مبرراً بأن هناك جهات تعمل ضده، ومتناسياً أن الدعم السريع كان تحت مظلة جهاز الأمن والإسلاميين فيه بالتحديد، فإذ لاخيار أمامه إلا القيام بضرب الإسلاميين بقوة بدلاً عن جعلهم مستشارين له، وإلا سوف يقف "حمار الشيخ فى العقبة". مدينة الأبيض وثقت للإعتراف بالإنتهاك والمحاسبة لأول مرة منذ تولى المجلس العسكرى للسلطة، حيث قال حميدتى يوم الأثنين 5 أغسطس لدى مخاطبته لقوات الدعم السريع "ياريت لو لم نفض كولمبيا"، هل سنشهد اللحظة التى يقول فيها "ياريت لو لم نشارك فى المجلس العسكرى؟" عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////////////