إن فوكس في يوم سبت اسود عنوانه الحزن وكله حزن في أركان القلعة الحمراء وفي مشهد جنائزي حزين سقطت البطل إيداهور موشحاً بالأحمر ويدافع عن ألوان القلعة أمام فريق الأمل العطبراوي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد نقله من الملعب بسيارة الإسعاف التي نقلته من الملعب إلى مستشفى أم ادرمان. من خلال اتصالاتي المتكررة عرفت أن اللاعب قد فارق الحياة قبل أن تصل سيارة الإسعاف إلى المستشفى لقد وكان وقع الخبر علينا كالصاعقة لمكانة اللاعب في قلوبنا و قلوب كل السودانيين الذين زرفوا دمعهم السخين كما فجع كل الرياضيين عند سماع خبر الوفاة الخبر وترك الجميع المعلب قبل أن يعلن حكم المباراة نهاية المباراة قبل نهاية الحصة الأولى وتوجه كل من في الملعب وحدانا وزرافا وتزاحم الآلاف من أنصار القلعة الحمراء وكل الألوان الرياضية وطوقوا المستشفى لمعرفة أسباب وفاة النجم الخلوق واللاعب الرائع ولإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه إنه الموت مفرق الجماعات والأحبة. أقول هذا رضاءً بقضاء الله وقدره الحمد لله على كل حال عزائنا انه شهيد ونحن ولله الحمد نؤمن بقضاء الله تعالى وقدره لكنها إرادة الله التي تسبق كل شئ فلكل اجل كتاب نقول وداعاً وداعاً إنا لله وإنا إليه راجعون. فماذا بعد الحزن فماذا بعد الفراق وماذا نقول غير وداعا ولن ننساك يا ايداهور لن ننساك لأنك منحت أهل القبيلة الحمراء الفرحة والأمل والابتسامة في دواخلهم لن ننساك يا رمز الوفاء والعطاء وتاريخ عملاق في سطور صفحات القلع الحمراء عاش حياة كروية حافلة بالتألق داخل الملاعب فقد لعب دورا أساسيا في فوز المريخ ببطولة الدوري والكأس وتألقه في المنافسات الإفريقية وتفننه في إحراز الأهداف الحاسمة بكل الطرق بالرأس وبالقدم كما يجيد الألعاب الفضائية بكلتا قدميه ولعب دورا مؤثرا في فوز المريخ في المنافسات الإفريقية وأحرز أجمل الأهداف في البطولة الإفريقية الحالية في مرمى فريق سانت جورج الإثيوبي وكان أخر هدف يسجله قبل الرحيل حيث لعب في كل المراكز الظهير والوسط والهجوم صاحب مهارات فنية العالية وضارب وقناص وتسديدات قوية أرعبت كل الحراس كما يمتاز بإرسال العرضيات المتقنة لمهاجمين لديه كل الحلول داخل منطقة العمليات كما أنه لاعب نموذج في الأخلاق والسلوك ومثال للاعب الملتزم. إيداهور لاعب فوق العادة وتغنت به الجماهير الحمراء وكانت ترد ) يا ايداهور الخبت بالدور) وأخيراً ختم مسيرته مع المريخ بأداء رائع في الدوري الممتاز أمام الأمل العطبراوي قبل أن يفارق الحياة بدقائق معدودة بالإضافة إلى إحرازه هدفاً في البطولة الإفريقية في غاية الروعة والجمال في مرمي فريق سانت جورج الأثيوبي وصنف من أجمل الأهداف في البطولة علي الإطلاق وكأنه يقول لنا وداعاً وحقاً أنه هدف مودع. ايداهور فقد كبير لنادي المريخ بل والكرة السودانية والإفريقية التي فقدت لاعباً فذاً وخلوقاً محبوبا من كل زملاءه، والجماهير الرياضية بكل ألوانها ملتزما بالروح الرياضية أتمنى من أدارة المريخ في أول مشاركة للفريق أن يكتب على قمصان اللاعبين عبارة لن ننساك يا ايداهور أو ايداهور في قلوبنا وفاء وعرفاناً لما قدمه للمريخ والكرة السودانية . ونحن على يقين بأن المريخ سيكون وفياً مع اللاعب حتى بعد مماته لأسرته الصغيرة والكبيرة وفياً لتاريخه الحافل مع المريخ . هذه سانحة مؤاتية لجميع الرياضيين من لاعبين وإداريين وإعلاميين ومشجعين في كل المعسكرات للتسامح وجعل الرياضة سفارة للتآخي والتسامح في هذه الدنيا الفانية التي رأيناها دار فناء و زوال. وختاما خالص التعازي لأسرة اللاعب ونادي المريخ وأنصاره ولكافة الجماهير الرياضة النيجيرية إنا لله وإنا إليه راجعون