لم أستغرب لما صاحب المؤتمر الصحفي لدكتور حمدوك برفقة وزير الخارجية الألماني. . فمن خربوا بلداً بأكمله طوال ثلاثين عاماً لن يعجزوا عن تخريب لقاء صحفي لرئيس وزراء حكومة ثورة اقتلعت رأس نظامهم الفاسد. . توقعت دائماً مثل هذه الأفعال التي تعكس مدى قبحهم وانعدام الحس الوطني لدى هذه الفئة الضالة. . و"لسه الغريق قدام"، فما سوف يسعون لتنفيذه _ إن مُنحوا الفرصة_ أسوأ بكثير من مجرد ارباك مؤتمر صحفي. . ولم يكن غريباً أيضاً غياب قناة السودان التي تديرها إحدى المنتسبات لهذه الفئة الضالة عن المناسبة. . لذلك ركزت في هذه الزاوية مراراً وتكراراً على ضرورة الحسم السريع لهؤلاء المخربين. . فلا يعقل أن نتركهم يسيطرون على أجهزة الإعلام والكثير من مفاصل الدولة حتى يومنا هذا وفي ذات الوقت نتوقع أن تمضي الأمور كما نحب ونشتهي. . منذ ذلك اليوم الذي ظهر فيه دكتور حمدوك تحت حراسة بعض أمنجية شاركوا في قتل وضرب الثوار قلنا أن من أوجب واجبات قوى الحرية والتغيير أن توقف مثل هذه المهازل لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة. . لكننا للأسف تعودنا أن نُلدغ من ذات الجحر لعشرات المرات قبل أن نعي الدروس. . الطبيعي والمفهوم أن يتوفر لرئيس الوزراء الإنتقالي منذ لحظة تعيينه فريق عمل ولو مؤقت جديد يحظى بثقته ويخلص لأهداف الثورة. . أما بدون ذلك فمن المستحيل ألا يقع مثل ما صاحب المؤتمر الصحفي من تخريب متعمد. . بالنسبة لي كنت سأعتبر أن هناك خبراً يستحق التداول لو قالوا أن المؤتمر كان رائعاً في تنظيمه ومضى بسلاسة حتى نهايته. . فأرجو مخلصاً أن نعي الدرس هذه المرة، وأن يُمنح دكتور حمدوك الفسحة الكافية لتنظيف البيئة المحيطة به من كل الأدران سريعاً، فالوضع لا يحتمل. . وبعد إعلان الحكومة يُفترض أن تتسارع وتيرة تحرير الوزارات وكافة مؤسسات البلد من المجرمين الذين دمروا البلاد وأفسدوا حياة أهلها، فبدون ذلك لا نستطيع أن نفرح بثورتنا التي نالت إعجاب كل العالم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.