1. 2. * إن عبث الكيزان و الفلول عبث لا تخطئه العين.. إنهم يتجرأون على الثورة علانية.. و تزداد جرأتهم يوماً بعد يوم لزعزعة الإستقرار في السودان و الدفع بالحكومة الإنتقالية و بالمكتسبات المأمولة إلى الهاوية.. 3. * كانت استراتيجية قحت تتمحور حول قيام فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تكفي لاجتثاث دولة النظام العميقة من جذورها المتجذرة في أعمق أعماق الدولة السودانية بطول ثلاثين عاماً.. * لكن المجلس العسكري حاول العمل، بكل جبروته، على تقليص الفترة إلى عام واحد فقط.. و كانت تسانده في مطالبته تلك جموع الكيزان و الفلول و بعض العناصر من داخل قحت (تطمع) في إجراء إنتخابات مبكرة (تحلم) باكتساحها متى قامت.. * و في الاسبوع الماضي صرَّح الإمام الصادق المهدي بما مفاده أن الحكومة الانتقالية (ضعيفة) و أن التحديات التي تواجهها ستُدْخِلها في نفقٍ مظلم لا يرى السيد الإمام ضوءاً فيه، دعك من أن يرى ضوءاً في نهايته.. * و يقول الإمام أنه و معه (حلفاء الخير) سوف يواجهون إنسداد الأفق (الإنقلاب) إذا وقع.. و أن المواجهة سوف تكون بالعمل من أجل الاحتكام إلى الشعب عبر الانتخابات العامة الحرة.. * لا تسَلْني: من هم (حلفاء الخير) هؤلاء؟! * و من غرائب الصدف أن هاتفني أخي اليومَ، خصيصاً، و أنا أشرع في كتابة هذا المقال، ليعكس لي سخطه الشديد على (ضعف) الحكومة الانتقالية و (مثاليتها) وعدم تعاملها بحزم مع فلول النظام (المنحل).. مع أن أخي هذا ليس من الذين يهوون الحديث في السياسة.. * إن سخط أخي على ضعف و (مثالية) الحكومة الانتقالية نابع، في تقديره، من الحياة الطويلة التي عاشتها معظم كفاءاتنا السودانية في كنف الغرب و تشربها من مثالياته.. ما جعلها تتعاطى مع ما يجري في السودان بعقلية الغرب دون مراعاة لظروف السودان المؤسسة قوانينه لحماية النظام (المنحل) و الموالين له.. * إن أخي ليس وحده الحانق على الضعف (الظاهر) في تعامل الحكومة (الليِّن) مع فلول النظام (المنحل) و مع ممتلكات الكيزان و الفلول المغتصَبة من الشعب و الموظَفَة حالياً لقمع الثورة.. و الثورة ما تزال في مرحلة الإعداد للتحليق بالسودان الجديد إلى الأعالي.. * أيها الناس، لا تتعجبوا و أنتم تسمعون ضجيجاً و عويلاً يسدَّان الأفق يسبقهما عواءٌ و نباحٌ داوٍ يستحث الثوار للخروج إلى الشارع في يوم 21 أكتوبر الجاري ضد الغلاء و ندرة السلع و الخدمات و شح السيولة.. * إنهم الكيزان و الفلول يعوون و ينبَحُون و يقرعون طبول الخروج في يوم 21 أكتوبر بزعم اللحاق بثورة ديسمبر المجيدة قبل أن يأكلها ( الدودو)؛ و يتبعهم المهرِّجون الذين لا يدرون ما يجري وراء الكواليس و لا يعترفون بأنهم لا يدرون.. * أما ترى الكيزان و الفلول و المهرجون في كل وادٍّ يهيمون.. و على صفحات الصحف الممولة تمويلاً سخياً من النظام البائد يبرطعون.. و من إذاعات (الإف إم) و التلفزيونات المدعومة من النظام على الهواء مباشرةً يجعجعون..؟ * و ألا تسمع الدعاة و علماء السلطان يستغلون منابر المساجد لضرب الثورة في مقتل.. و ألا تراهم على المساس بالدين الإسلامي الحنيف بدموع التماسيح يتباكون؟ * أَ وَ لم تَنْهَش قلبك غثاثات الهندي عزالدين على الورق و طنطنات حسين خوجلي على الأثير و جعجعات عبد الحي يوسف من على منبر مسجده في جبرة؟ * المؤسف جداً أن عدداً من الثوار يلَبُّون (عواء) الذئاب و الثعالب و أبناء آوى، فيصدرون (زئيراً) مخيفاً دعوةً للخروج إلى الساحات و الشوارع ضد الثورة التي لا تزال تخطو ب(بطء) ممِّلٍ، لكن ثابتٌ، نحو تحقيق أهدافها.. * و من تناقضات تأثير الدعوة لتلك التظاهرات في يوم 21 أكتوبر أن وعي الشعب السوداني تجاوز بطء و (مثالية) تحرك الحكومة الإنتقالية في الإجهاز على الكيزان.. إذ قفز معظم أفراد الشعب إلى تأكيد أن الكيزان هم سبب الأزمات المتتالية في السودان و ليس أحد سواهم! و حتى الندرة التي لم يكن للكيزان يد فيها، صار إلقاء اللوم على الكيزان بالتسبب فيها هو الشائع.. و تلك محمدة في حد ذاتها.. * أيها الناس، إن المسئولية عن تحقيق أهداف الثورة مسئولية تضامنية بيننا و بين الحكومة الانتقالية.. و أي فشل لهذه الحكومة هو فشلنا إذا ما (رَّبَّعْنا) أيادينا و قعدنا على الرصيف نتفرج على الصراع المحتدم بينها و بين فلول النظام المتربصين بالثورة، و كأننا لسنا جزءاً أصيلاً في ذلك الصراع.. * علينا تكثيف الرقابة الشعبية على مؤامرات الكيزان و الفلول في الأحياء و في مواقع العمل و في كل مكان.. و علينا إخطار المعنيين في الحكومة الإنتقالية بكل كبيرة أو صغيرة تستهدف إعاقة مسار الثورة.. * و على المعنيين في الحكومة الإنتباه و دراسة الإخطارات التي يتلقونها من الحادبين على الثورة.. كما و أن عليهم التعامل مع الشعب بشفافية تامة تجعل ثقة الشعب في حكومته أقوى و أمتن.. * و يا سعادة النائب العام و يا وكلاء النيابة أوقفوا عبث الكيزان و الفلول بأسرع ما بوسعكم، ففي الوثيقة الدستورية مجالات رحبة تتيح لكم قطع دابر الكيزان و الفلول و إسكات ترهاتهم و دعواتهم للفتنة.. * و يا سعادة رئيس القضاء إن ظرف السودان الحالي يستدعي إقامة محاكم ثورية خاصة بالفساد، لكثرته و بالفاسدين لكثرتهم و كثرة تطاولهم على الثورة و الثوار.. * عجِّلوا بمحاكمة المجرمين و الفسَدة و المخربين كي يرعوي الذين في قلوبهم نية إجهاض الثورة.. عجِّلوها، حتى يقول الواحد منهم إذا التقى أخاه: إنجُ سعد، فقد هلك سعيد..! 4. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.