أن يتأخر صدور القانون او القرار السيادي الذي ينظم عمل إدارة الولايات خلال الفترة الانتقالية، خير ألف مرة من ان يخرج سراعا وتنقصه المنهجية وتقييم التجربة العملية السابقة خاصة في ولاية الخرطوم التي هي بالطبع ليست كبقية الولايات باعتبارها حالة استثنائية وتحتاج الي تدابير استثنائية في ادارة شئونها وخدماتها المحلية. وقد سبق لكاتب هذا المقال ، وعبر صحيفة الراكوبة الالكترونية، ان نادي بتطبيق الناجح المجرب في ادارة المدن الكبري بوجود ( عمدة المدينة) بأمل الاستفادة من تجارب مدن عريقة قامت بذلك مثل لندن وباريس ونيويورك واستانبول وغيرها...حيث كانت النتائج رائعة ومبهرة. وتستطيع الخرطوم ان تفعل الشيئ نفسه حتي تنهض من كبوتها باعتبارها من المدن من ذوات الاحتياجات المتعددة ان لم نقل من ذوات الاحتياجات الخاصة حيث ينقصها الكثير الكثير حتي تصبح مدينة وعاصمة لدولة تنهض من جديد لتلحق بركب المدن الحديثة وهي تلج بوابة الألفية الثالثة. لقد درست المدينة من حيث هي مدينة من قبل علماء وباحثين كثر وتخصصات متنوعة فاختلفوا وتقاطعوا في مرئياتهم حول دور المدينة في النواحي الاقتصادية والتجارية والثقافية والدينية والبيئية وغيرها...باختلاف الاطر والمنطلقات العلمية والمنفعة العملية...ولكنهم لم يختلفوا في وصفها بانها ملتقي الاضداد والمتناقضات...فيها الإثارة والملل..فيها الامان والخطر...فيها الجد واللهو والنوم مبكرا والسهر...يوجد بها الخير والشر ...والغني والفقر...والمنفتح علي الناس والمنعزل..والحياة في المدينة جيدة لبعض الناس وسيئة لآخرين....وتزيد عاصمتنا الخرطوم علي كل تلك المتناقضات بانها (العاصمة الدولة)(Capital state ).حيث تتمركز فيها كل اجهزة الحكم حتي الذي يخص الاقاليم وتخدم وتوفر حاجات سكانها بما فيهم السلطات السيادية والتنفيذية باعتبارهم من رعاياها وداخل حدودها الجغرافية!! والخرطوم اليوم لم تعد خرطوم الامس..فقد امتلأت وفاضت بسكانها واتسعت حتي تعبت من ان تضم الي صدرها جناحيها ...ورغم كل ذلك لم يتغير نمط واسلوب ادارتها المحلية منذ ان تركها الانجليز وانسد افق التفكير والابتكار التجديد امام المسئولين الذين يتبادلون ادارتها ويقلدون اسلافهم بينما العالم حولهم يتغير ويتحرك ويتجدد وينتقل من ادارة المدن التقليدية الي المدن الذكية ومدن المعرفة .. : تري ...ما هي الرؤية المستقبلية لادارة الخرطوم الكبري ( الخرطوم عموم،بحري وام درمان 5) لمن يكلف بامر إدارتها بغض النظر عن قسمة المناطق وتسمية وتوصيف المسئوليات؟ وما هي الاهداف التي تطمح اليها العاصمة الخرطوم حتي يليق بها هذا الاسم لعاصمة دولة عريقة ومتطلعة نحو مستقبل افضل اسمه السودان الجديد؟ وكيف يمكن دعم تلك الرؤية( ان وجدت ) وجعلها منسجمة مع رؤية الدولة المركزية؟ ام لازلنا نفكر بتلك العقلية المتوارثة المتشبثة بالحلول التقليدية ونظرية المحاولة والخطأ وكفي الله المؤمنين شر القتال ؟ الخرطوم الكبري....يا سادة يا كرام....يجب ان تغادر فورا وتخرج من خيمة وجلباب التفكير النمطي القديم في ادارة المدن..ولن يتم ذلك الا بتاهيل الكوادر البشرية القادرة علي الخلق والابتكار ...والابتعاد عن مسميات الادارة النمطية والبحث عن حلول هي موجودة بكل تأكيد في تجارب وتطبيقات المدن الحديثة... الخرطوم تستحق الافضل في ادارة خدماتها وبكفاءة متكاملة تستجيب فيها الي احتياجات سكانها ...مدينة حديثة تتبني الحديث من نظم الادارة والتنظيم واستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تعتبر مكونا اصيلا من مكوناتها.. صحيح حتي الان لا يوجد تعريف محدد للمدن الذكية...ولكنني مع مدينة الخرطوم الكبري اتصوره اسلوب ونظام تستحقه لتحليل مشاكلها اليومية وبرنامج عمل لخدماتها الانية والمستقبلية وتلبية احتياجات مواطنيها بطرق واساليب مبتكرة غير تقليدية تؤدي للارتقاء بمستوي الحياة لكل الذين يعيشون ضمن حدودها الادارية. د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////////