لقد دانت السلطة للأُسود وتوطدت صلاحياتُ العرين، إستناداً إلى القوةِ الباطشةِ وحدها، ولكنها، إي سُلالة الأسد بن الأجرب، واجهت الغير، من الخصوم السياسيين والمعارضين، بالتشفِّى والتنكِيل متى فكَّروا في القيام بعمل المثل واستخدموا القُوَّة! وقد رُوِّعت الغابةُ وأهتزت أوكارها في بدايات عهد اللبوة بمقتل ثمانية وعشرين صقراً كانوا من خيرة صُقُورها: بَازاً وشاهيناً وجِديان، ودفنت بعضَهم أحياء لمُجرد أن تلك الصُقُور عملت على إسقاط سلطة العرين بلإنقلاب، بالطريقة ذاتها التي استولت الأسود الجرباء بها على مقاليد الأمور في الغابة. وجرى اغتيالهم في الخفاء ذاتَ ليلةٍ من ليالي آواخر شهر رمضان الكريم، والدُّنيا قبايل عِيد، وقد نفذت تلك التصفيات دون مُحاكمات فعليّة، ودون أن تنال الصقور المأسورة فرصتها الطبيعية المستحقَّة في الدفاع القانوني عن النفس. وكان ذلك كله (فجيعة) جديدة من فواجع العرين وفظائع عهد اللبؤة، ألجمت الألسن وألهبت الضمائر، وأوغرت الصُدُور. وعُدَّت، تلك المجزرة، مع إنتهاكاتٍ ومجازر أخرى، نقاطأً كالحة في عهد حكم اللبؤة البغيض بل وفي تاريخ الغابة بطوله وعرضه. وواصلت اللبوة تخويف الحيوانات على طريقة دَقَّ القُراف، فاغتالت أيضاً أبناءَ الأُسَر من ظِباءَ المسالمة اللذين ورثُوا الثروة والمجد من جدودهم، بتهمة امتلاكهم أموالاً، وحفنة من الأوراق النقدية، وهولت الأمر لأن بعض تلك الحفنات كانت من عملات عالميّة ومن دول الجوار... أدانتهم وهي التي تتاجر في الروحانيات والموروثات والأرواح والأرض والعرض، وتنهب وتنهش اللحم والعظم، وتُخزِّن جميع الغلال! وكان الهدف من تلك الإعدامات هو تخويف الجوارح والكواسر الأخرى، من غير سلالة الأسود الجرباء، مقروناً بالدأب على السيطرة على موارد الغابة من واردات الميزان التجاري من عُملات الغابات الإقليميَّة والعالميَّة. بالإضافة إلى قمع وإرهابِ الحركةِ المطلبيَّة واقتلاع جذورها الضاربة في تاريخ غابة السعد، واسكات صوْت النقابات والتنظيمات المهنيّة الأخرى. ثمَّ ما لبثت أن أقبلت بكلياتها على المضاربة والمرابحة والسمسرة في العملات الصعبة في اسواق علنية انتشرت في كل مكان، وصارت السرقات وتجارة العملة أحد أركان إقتصاديَّات نظام اللبؤة وعهد حكم الأسد المهزول الشائه. وبذلك توطدت في نفوس الحيوانات أن للعرين واللبوة تنظيماً قويّاً، ومالاً وفيراً، وسلاحاً ماضياً... فاستكانت إلى الخدر دون أن تستكين... وكان أن إغتالت في فجيعة تالية ثلاثمائة صغير وصغيرة، من أبناء الأفيال و الزرازير والغزلان والطيور الصادحة، لأنها كانت قد ارتعبت من حِراكهم الذي فاحت منه ريحة الموج ومن هُتافهم الذي نادى النوارس في شهر سبتمبر من العام 2013م. وقد أكسب إعتماد آلة قمع العرين على سياسات البطش والتخويف بلا حدود، وابراز العضلات، أكسبت نظام الأسد المهزول حجماً زائفاً أكبر من حجمه، لأن العرين كان يرفع السيف والسُّوط أمام جميع الحيوانات، وفي وجوهها لا فرق بين صغير وكبير، ولا يرحم أحد، ولا يضع وزناً لقيم الغابة أو لحيواناتها المُسالمة، حرة الإرادة... ولذلك، وعندما حان أوانُ الصدامُ الجِدِّي في 19 ديسمبر 2018م.، تبدى للحيوانات عجز العرين وخواره، وذهبت عنه الهيبة والسطوة، وذاب حجمه الوهمي وانحسرت قوته إلى ثلاثين بالمائة مما كانت عليه تلك التقديرات قبل الثورة. فواجهته الحيواناتُ صغيرها وكبيرها، مريضها وصحيحها، حاضرها وغائبها، واجهته مجتمعة بوحدةٍ أطاحت بالثلاثين بالمائة المتبقية من السمعة والقدرة الأفتراضية للعرين على البطش والتنكيل، وانحسرت مرَّةً أُخرى إلى النصف، وبات العرينُ كصنمٍ تصدعت قواعدهُ، و تشققت أعمدته، وآل بُنيانُه للسُقُوط! وسقطت عنه أوراق التُّوت فبانت سوآته للحيوانات، وصار جيشُ العرين كالثورِ الجريجٍ في مستودعٍ من الخزف، يضرِبُ ذاتَ اليمين وذاتَ اليسار دُون دراية كافية بمن يجب أن ينكل، وكيف يبطش؟ ومتى يبدأ أو ينتهي؟ وسقطت منه، ومن بين يديه (عصا سليمان)، فقد كانت الأرضه قد فتتها وأكلها السُّوس، فصارت هَشِيماً مدحُورا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.