«سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [30]» هذا المقال تكملة للجزء الاول المتعلق بالوجود غير الشرعى للجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى اليمن. لماذا يلهث الجيش السودانى وراء الأموال الخليجية؟ بما أن الجيش السودانى جيش غير مهنى ويفتقر إلى القومية والمهنية فى عمله والدليل على ذلك تحول عقيدته القتالية من قتال الأعداء إلى قتال أبناء شعبه الذى أوكله للدفاع عنه ويدفع له مرتباته من خزينة دولته ويساعد فى تأهيله لبناء قدراته وأصبح الجيش ألعوبة فى يد السياسيين من مجموعة الأخوان المتأسلمين وتجار الدين لذلك تغيرت عقيدتهم القتالية وانطبق عليهم ما يناسب المثل «أسد على وفى الحروب نعامة»! كل قادة وجنرالات كبار الجيش هم من بقعة جغرافية واحدة والبقية من الجنود وصغار الضباط من أقاليم أخرى وهى بالتحديد أقاليم الهامش السودانى لذا فى غياب المهنية من الطبيعى للجيش عقد صفقاته لبيع الذمم للخليجين وأخص هنا بالتحديد الامارات والسعودية وفق التقارير التى وردت من مواقع صناعة الحدث فإن القوات المسلحة المتواجدة فى اليمن خسرت آلاف كثيرة من أرواح بنى السودان فى حرب لا طائل منها بسبب سياسات عقلية الحاكمين من العسكر المسيسين والمدنيين هل هناك جدوى من بقاء القوات المسلحة السودانية فى اليمن؟ طالما خوض الحرب ضد الحوثيين فى اليمن ليس شرعيا" من أساسه وباطل وغير عادل فلا جدوى من بقاءها هناك. و«ما بنى على باطل فهو باطل» و«لايستقيم الظل والعود أعوج» تعتبر قضية الجيش السودانى فى اليمن واحدة من الملفات العالقة والمطالب الثورية التى لم يفصل فيها بصورة جذرية ولكن لوحظ في الأونة الأخيرة عودة الكثير من هذه القوات إلى أرض الوطن بعد عودة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك ابان زيارته التاريخية للولايات المتحدة التي استغرقت 6 أيام مع أركان حربه من الوزراء وكبار رجال الدولة أشار فى المؤتمر الصحفى الذى عقده ولقاءاته مع وسائل الإعلام بان الحرب لا جدوى منها فى اليمن ولاداعى لوجود هذه القوات هناك. يذكر أن العدد الموجود من القوات السودانية في اليمن تقلص إلى 5000 جندى سودانى وستتم عودتهم تدريجيا" بالتنسيق مع حكومة البلدين والجهات ذات الصلة الى ذلك وصف حمدوك ما حدث من النظام السابق بالعمل الكارثى والحكومة الحالية ورثت الكثير من المشاكل سيتم التعاطى مع كل واحد على حداه عبر القنوات الرسمية لتجنيب البلاد شر الوقوع فى أخطاء استراتيجية مرة أخرى هل من واجبات الحكومة عوده القوات المسلحة السودانية إلى بلادها وثكناتها؟ بلا أدنى شك هذا الدور من صميم عمل الحكومة الانتقالية المدنية مع شركاءها فى وزارة الدفاع والمجلس السيادى بشقيه العسكرى والمدنى ويتوجب عليها أى الحكومة الحالية الاعتذار لليمن حكومة وشعبا" انابة عن السودانيين جراء ما لحق بهم من أذى ازاء السياسات العقيمة غير المدروسة وفتح باب جديد لعلاقات ممتدة ومتعمقة ومتجذرة وفق المصالح المشتركة التى تقتضيها الأعراف الدولية لاسيما اتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدولية1969 التى تنظم وتدير طبيعة العلاقات القنصلية والدبلوماسية بين الدول -على السعودية والإمارات ومصر عدم الزج بالسودان فى أتون حروب من هذه الشاكلة وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للسودان وخاصة المسائل المتعلقة بالسيادة الداخلية والخارجية وبالأخص مواضيع ذات الحساسية العالية مثل:«الأمن والدفاع» وأن تعتبر هذه من الخطوط الحمراء التى يجب عدم التعرض لها وممنوع الاقتراب والتصوير منها! السعى الحثيث وعمل ترتيبات لازمة لعودة القوات المقاتلة إلى أرض الوطن ومباشرة مهامها الدفاعية لوطنها والزود عنها بكل ما أوتيت من قوة لتلافى الكم الهائل من هذه القوات ولتنظيم الميزانية وتوجيهها نحو غايات عليا ولتجويد أداء الجيش واعتماد الجودة بدلا" من الكم الهائل « Quality instead of quantity» يجب إعادة هيكلة لهذه القوات بالإحلال والتبديل، الدمج، التسريح،الاحالة الى التقاعد،انهاء خدمات بعض الجنود وتسريحهم حسب معايير الاداء والكفاءة فى أدبيات وفلسفة القانون العسكرى المختص بالترقيات والاحالات وغيره من الإجراءات اللازمة. على الجيش عدم إدخال البلاد فى جحر ضب وبيع الإرادة السودانية فى سوق النخاسة وقبض الثمن البخس ذو الدراهم الاماراتية والريالات السعودية المعدودة.! أى ترتيبات فنية أخرى لازمة تراها المؤسسة العسكرية مناسبة فى هذا التوقيت -رسالة أخيرة إلى وزارة الدفاع ومن بأمرهم السلطة الجيش الحالي فى حوجة لإعادة الهيكلة بصورة كلية حتى يكون جيش قومى بمعنى الكلمة والاحساس الواقعى المترجم على الأرض ومن دونه لانعرف معنى للتغيير! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.