كتب حسين السيد عبد الباقي فى سودانايل مقالاً بعنوان {مجلس الجاليات السودانية يضع سمعة (بي بي سي) على المحك} بتاريخ العاشر من مارس الجارى إستهله بقوله: (حتى لا تكون فتنة، فإن من الواجب إعطاء هذه الخلفية للمهتمين بالشأن السياسي السوداني، لأجل منحهم معرفة يسيرة بقضية شغلت المتهمين بالشأن الإعلامي والسياسي السوداني في لندن... طالعنا منذ أيام خلت عبر موقعي سودانيزاونلاين وسودانايل ذائعي الصيت اعلاناً نشره ما يسمى بمجلس الجاليات السودانية بالمملكة المتحدة وأيرلندا - أمانة الثقافة والإعلام، توجه من خلاله بدعوة مجموعة منتقاة من الإعلاميين لحضور ندوة أقامها بعنوان (ملامح الشخصية السودانية) بتاريخ 27 فبراير 2010 وتحدث فيها كل من خالد المبارك، إمام محمد إمام ومحمد خالد، وتم على هامشها الاجتماع التفاكري الثاني للصحفيين السودانيين، علماً بأن الاجتماع الأول للصحفيين السودانيين عقد بترتيب من المجلس ذاته بتاريخ 16 يناير 2010). ربما خان التعبير كاتب المقال حسين السيد عبدالباقى الذى يبدو انه كان يود ان يقول حتى تكون هناك فتنة. نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن ما يسمى بمجلس الجاليات كما يقول ولكنا بصدد مضمون ما تناوله المقال الذى لم يخل من أخطاء تحريرية كانت ام لغوية وهو ما يمكن تمييزه من الجملة الإعتراضية التى استهل بها حديثه ويبدو انها الملح والفلفل لتحسين مذاق الطبخة. فإن كانت مقالة الكاتب تحاول ان تحذر من هذا الكيان على إعتبار انه يمثل السلطة الحاكمة فى السودان فجانبه الصواب لسببين الاول اننا لم نسمع بكيان سياسى جديد اسمه مجلس الجاليات ولكن الكاتب جزاه الله عنا خير الجزاء عرفنا على هذا الكيان الذى نعرف انه منظومة إجتماعية تعمل من اجل كل السودانيين والثانى ان دخول كيان سياسى جديد غير الكيانات القديمة الموجودة اصلا يعنى ان لعبة سياسية جديدة بدأت فصولها بين اهل حكم ومعارضة وهى عين الديمقراطية. الكاتب جزاه الله خيرا عرفنا ايضا ان فى بريطانيا كيان للمؤتمر الوطنى وهو لعمرى امر عظيم ان تفتح الساحة على مصراعيها امام كل الفرقاء وفى ذلك إثراء للديمقراطية ولا نقول الديمقراطاوية الممارسة من طرف اوحد تواجد على هذه الارض من سنوات خلت. هداه الله عبدالباقى السيد تحدث بلغة مطلع التسعينيات وكانه لم ير ان كل معارضى الامس اموا الخرطوم ومنهم من إنخرط فى نظامها الحاكم بعد سنوات طويلة من العداء وان السودانيين فى كل المهاجر تعبوا وملوا من السياسة والخصومة. لم يحاول الكاتب ان يكلف نفسه عناء القراءة ليعرف إلى اين يتجه السودان اليوم بعد التحولات التى كانت تعد من المستحيلات قبل سنوات بل اشهر قليلة. الم يفتح الله على الكاتب ان يكتب عن السودانيين فى البلاد التى يعيشون فيها وعن مشاكلهم الا يدرى ان عددا كبيرا من ابنائنا وهم فى ريعان الشباب داخل السجون بسبب المخدرات. هل الجالية السودانية فى بريطانيا هى جالية سياسية فقط واين اهل السياسة الذين كانت تعج بهم هذه الساحة قبل سنوات بل اشهر قليلة ماضية الآن ؟ لماذا لم ينظر للأمر من نواحيه الإجتماعية والثقافية وانطلق فى توجيه سهامه شمالا ويمينا. المؤكد ان كاتب المقال لم يحضر الندوة التى روى عنها لان ما ذكره غير المتحدثين د. خالد المبارك وإمام محمد إمام لم يكن صحيحا خاصة وان الاخ محمد خالد الذى ذكر انه كان من المتحدثين لم يحضر فى الاساس. تحدث المذكور عن الدورة الرمضانية التى اسست لاول عمل رياضى راتب فى بريطانيا لم يجمع غير الرياضيين السودانيين ولم يكن اصلا تجمعا سياسيا او جهويا وعلى العكس من ذلك اسست هذه الدورة لميلاد الإتحاد الرياضى السودانى الذى ما زالت مباريات الدوى الثانى له لم تنته بعد. كما ان هذا الإتحاد يعد العدة لإنطلاقة دورة المغفور له الطيب صالح ويقوم على امر هذا الإتحاد نفر كريم بذل من وقته ومن ماله لخلق بيئة سودانية صالحة لم تلوثها السياسة وضغوطات الحياة وهو نواة قامت اصلا لحماية ابنائنا فى هذه البلاد لإبعادهم عن كثير من المسالب والتى يعرفها الكاتب جيدا ان كان من ارباب الاسر التى تعيش فى بريطانيا وتحديدا فى لندن. لقد كرس الكاتب جل مقاله للهجوم على المؤتمر الوطنى وذلك من حقه بل ونؤيده ان يدافع ويكتب عن موقفه ولكن ذلك لا يمنحه الحق فى توزيع الإتهامات جزافا لأناس لا يعرفهم ولا يعرف ما يقومون به وهم ايضا لا يعرفونه سياسيا كان ام صحفيا. السيد عبدالباقى السيد حسين ان كان اسمه صحيحا كما ورد لا ندرى من هو اصلا إن كان من اهل الصحافة او من اهل السياسة ولكن قطعا هو من اهل السياسة وهذا ما يوحى به ما سطره. فالحديث عن مجلس الجاليات والمؤتمر الوطنى وغير ذلك اصبح بضاعة بائره بعد ان تراضى جميع السودانيين اهل حكم ومعارضة الإحتكام لصناديق الإقتراع وهو ما يعنى ان الكل. فعلى من كتب ذلك المقال ان يراجع نفسه او على الاقل التاكد من المعلومات التى ينشرها عبر هذا الفضاء اللانهائى وهو فضاء شكل إحدى نقمات تكنولوجيا هذا العصر التى تفتح الباب على مصراعيه امام كل من يسطر حرفا دون ادنى قيود تحفظ للآخرين حقوقهم كما عليه ان يعلم ان صحفى البى بى سى يعرفون مهنية الصحافة ومحازيرها ان كانت سياسية او غيرها فلا داعى للجذب الرخيص بعنوان مضلل لا معنى له. خلاصة الامر ان ما كتبه المذكور فى مقاله ليس سوى تنفيس عن شئ يعتمر فى صدره ضد كل ما هو مخلتف وجديد يمكن ان يؤثر إيجابا على المجتمع السودانى بعيدا عن السياسة التى اصبحت وسيلة للتكسب. وختاما نقول ان هذا الرد ليس لقيمة ما كتب وإنما لتصحيح مفاهيم مغلوطة وقد كتبت بعد تردد طويل لتناول هذا الموضوع رقم قناعتى الكاملة بعدم التعقيب على مناضلى الكى بورد. mo sadig [[email protected]]