لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب الإمام الصادق المهدي في نفرة ولاية الخرطوم
نشر في سودانيل يوم 26 - 01 - 2020


بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
ولاية الخرطوم
اللجنة العليا للنفرة الإستثنائية لجنة التعبئة
ساحة مسجد الخليفة، أم درمان
كلمة الحبيب رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي
25 يناير 2020م
رسائل من القلب للقلب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه،
أخواني وأخواتي، ابنائي وبناتي،
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر الزملاء في عملنا الذين جمعوا هذا الجمع الطيب المصمم، وأنا أرجو أن تستمعوا لما سأقوله لكم. هذا اللقاء يصادف أربعة رموز:
 رمزية اللقاء في هذا المسجد الذي أبعدنا منه الطغاة وعدنا إليه بعد الثورة الظافرة.
 رمزية أم درمان مركز نبوغ أهل السودان ومجمع شعوبه.
 رمزية ذكرى تحرير وتوحيد السودان الأول، فالدعوة المهدية كانت باعث استنهاض مستنبت من وحي الدين من داخل الوطن، ووصفها المنصفون من غيرنا أنها حركة تمثلت فيها كل حركات الإصلاح في عصرها.
 ورمزية قمة النفرة الاستثنائية رباعية الأهداف:
- أنها عظم الظهر لمراحل الثورة الثلاث.
- أنها شبكة الأمان ضد شياطين الإنس.
- أنها تمهيد للمؤتمر العام الثامن.
- أنها استنهاض للهمة يرفد الثورية بكتلة بشرية.
سوف أحدثكم من القلب للقلوب عبر 10 نقاط استهلها بنداء اثني عشري رددوه معي:
الطغاة الثلاثة دمرناهم
الديمقراطية عادت نحميها
السلام واجب نرعاه
الاقتصاد خراب نعمره
معيشة الناس ضاعت نستردها
الظلم الاجتماعي طاغ نغلبه
إنصاف المرأة واجب وطني
تصفية التمكين درع الثورة
دماء الشهداء لن تذهب هدرا
المصالحات القبلية واجب وطني
منطقة أبيي للتمازج الأهلي
سلامة البيئة لإنقاذ البشرية
وأرجو أن تولوني بحاستي السمع والبصر فلا هتافات ولا تكبيرات ولا اي شيء غير الاستماع لما سأحدثكم به.
للعبور نحو بناء الوطن أقدم لكم عشر تذاكر:
أولاً: تذكرة السلام العادل الشامل:
تناول مشروع السلام دون مرجعية إستراتيجية يفتح المجال لخطأين: الأول: مزايدات في المواقف، وتحالفات انتهازية. والثاني: خلط الأوراق، فدخلت مطالب سياسية حزبية مكانها ساحة التنافس الديمقراطي لا طاولة السلام.
حقيقة تذكرة السلام هي:
1) برنامج إجرائي مكوناته: اعتراف بأن الثورة قد عبرت بالبلاد نحو مرحلة جديدة فيها الشعب ملك مصيره، وتتطلب الالتزام بوقف شامل للعدائيات. وعفو عام مع كافة مآلاته، وكفالة الإغاثات الإنسانية، وبرنامج ملزم للدمج والتسريح، وتسريح المليشيات القبلية، وإعادة مسلحين سودانيين لوطنهم. الاتفاق على هذه المسائل الإجرائية يتم خارج الوطن بمراقبة إفريقية، وعربية، ودولية.
2) تحديد أن شركاء عملية السلام سبعة هم: السلطة الدستورية الانتقالية، قوى المقاومة المسلحة، النازحون، اللاجئون، المجتمع السياسي، المجتمع المدني، المجتمع القبلي. مهمة هؤلاء هي تحديد أمرين:
الأول تحديد الأسباب التي أدت للاقتتال وهي سبعة مظالم: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، إدارية، ثقافية، نقص المشاركة في الأجهزة المدنية والنظامية، وخلل في العلاقات الخارجية. هذه المظالم يتفق على برامج لإزالتها.
الثاني: تحديد آثار الاقتتال لإزالتها وهي: عودة آمنة للنازحين واللاجئين لقراهم، وعودة الحواكير لأصحابها، وجبر الضرر للأفراد والمجتمعات، وجمع شامل للسلاح المنتشر، وإجراء مصالحات قبلية، وتطبيق قانون العدالة الانتقالية.
هذه المناهج طبقت بنجاح في جنوب أفريقيا وحتى في الجارة أثيوبيا. فبعد إصلاحات ابي أحمد قبلت الحركات المسلحة المقيمة في الخارج، مثلاً حركة تحرير الأوغادين، وحركة تحرير الأورومو، وغيرهما، إنهاء النضال المسلح والعودة للبلاد وتسجيل أنفسهم أحزاباً سياسية.
ينبغي أن يشرف على هذه الخطوات مفوضية مؤهلة للسلام حتى لا يسبب الأمر تضارباً وخللاً.
ثانياً: التذكرة الاقتصادية:
سبب التدهور الاقتصادي هو: إسراف في الصرف، تراجع الإنتاج الزراعي والصناعي، ضعف الاستثمار، قلة الصادر، زيادة الواردات، تدهور منشآت القطاع العام، تكوين قطاع خصوصي صار مدخلاً لفساد مؤسسي، تفشي فساد جعل السودان يصنف ضمن العشر الفاسدات من الدول.
هذا الموقف كان كما قلنا ونكرر يتطلب عقد مؤتمر قومي اقتصادي للاتفاق على التشخيص ثم الاتفاق على 15 نقطة هي:
- إجراءات عاجلة لوقف التدهور المالي والنقدي والمعيشي مهما كانت التكاليف السياسية.
- إعادة تأهيل كافة منشآت القطاع العام.
- إصلاح النظام المصرفي باعتماد استقلال البنك المركزي واعتماد شباكين للمصارف.
- دعم الإنتاج الزراعي بشقيه، والإنتاج الصناعي بتوفير مدخلاتهما.
- الحرص على عدم تصدير المواد الخام بل تصدر محولة.
- الحرص على ترشيد الاستيراد بالسعي لنقل ما نحتاجه من مصنوعات للسودان كما فعلت رواندا مع شركة الفلوكسواجن.
- الاهتمام بمشروعات البنية التحتية وعرض مشاركات للممولين بنظام BOT وPPP.
- رفض قاطع لأية محاولة لتحميل السودان الحر تبعات نظام السودان الراعي للإرهاب.
- وضع خطة شاملة للتعدين في السودان.
- مراجعة كل الامتيازات التي منحت لأفراد داخل وخارج السودان للتأكد من خلوها من الفساد والمحسوبية والاحتكار.
- وضع خطة لاسترداد الأموال المنهوبة ضمن قانون من أين لك هذا؟
- رفع مستوى الشفافية بصورة منهجية وشاملة.
- تحديد الدور الاقتصادي المطلوب من الأشقاء والأصدقاء.
- إقرار خطة لثلاث سنوات لتحقيق هذه الأهداف والاتفاق على آلية تخطيطية عليا لتحقيق هذه الأهداف.
- يتخذ القرار بهذه المطالب عبر مؤتمر قومي اقتصادي يحشد له الرأي الفني والمدني والسياسي.
القاعدة الذهبية هي أن أية قرارات اقتصادية تفتح الباب لمزايدات سياسية لا يحتويها إلا قرارات المؤتمر القومي الاقتصادي المنشود.
ثالثاً: تذكرة العدل الاجتماعي
المجتمع الذي لا يرفع مظالم أغلبية سكانه لن يستطيع أن يحقق السلام الاجتماعي، فالأمر كما قال الإمام علي: ما جاع فقير إلا بما متع به غني. فيما يلي تذكرة العدل الاجتماعي: نسبة الفقر في بلادنا عالية تبلغ 70%، ونسبة العطالة عالية تبلغ 40%، ويعيش نحو ثلاثة ملايين في معسكرات النازحين، وهناك كثيرون يعيشون في معسكرات اللاجئين بدول الجوار، ويعيش كثير من أهلنا في المدن في عشوائيات معدومة الخدمات. ويعيش كثير من أهلنا في الهامش. الهامش ليس جغرافياً بل حالة اجتماعية موجودة حتى في الخرطوم.
هذه العوامل قنابل موقوتة تنفجر لتودي بالسلام الاجتماعي. والتعامل معها بالشعور الفردي لا يجدي، بل الذي ننادي به هو التزام بالاشتراكية العملية الأخلاقية، التي يرجى أن يخطط لها مؤتمر قومي بهذا العنوان لاتخاذ قرارات قومية ملزمة، ثم تسخير الخطة العامة بما في ذلك فريضة الزكاة لتحقيق أهداف العدل الاجتماعي. قال تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[1])، وقال نبي الرحمة: "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ، فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأحدٍ مِنَّا في فَضْلٍ[2]". كثير من الأديان العالمية صارت تهتم بهذا الأمر ففي المسيحية لاهوت التحرير. ولكن عالمنا الآن في حالة في غاية السوء فالإحصاء يقول: 2153 ملياردير في العالم يملكون أكثر من 60% من ثروة سكان العالم كله. هذا الوضع لن يستقر.
رابعاً: تذكرة التمكين:
التمكين معناه الانفراد بالسلطة والثروة، ما أفرز تجربة سودانية تحت شعار ديني لوث اسم الإسلام وصار مضرب المثل الطارد في كل مكان، ومرابطه واضحة هي:
معاملة الحزب الحاكم كمؤسسة للدولة حظيت بالدعم من المال العام.
إنشاء القطاع الخصوصي وهو مكون من شركات ومنافع للمحاسيب.
اختراق كافة مؤسسات الدولة المدنية والنظامية والدبلوماسية وتعيين الموالين لإدارتها.
تسخير كافة الأجهزة الإعلامية لحجب الحقائق والترويج لأكاذيب النظام.
إخضاع المؤسسات النقابية كلها لخدمة الحزب الحاكم لا لأغراضها المحددة.
إنشاء مؤسسات في ظاهرها خيرية وفي حقيقتها للتمكين الحزبي.
إخضاع تنظيمات الطلبة والشباب والنساء للاستغلال لصالح الحزب الحاكم.
تكوين أجهزة موازية مستقلة كالدفاع الشعبي، والشرطة الشعبية، واللجان الشعبية.
إقامة علاقات تحالف مع جبهات غير سودانية ذات أهداف مماثلة.
وبعد خلع رئيس النظام فإن مرابط التمكين هذه نشطت في الدفاع عن مصالحها بموجب وسائل مختلفة كالزحف الأخضر اسما، الأغبر حقيقة، واستخدام النقد الذي طبع أثناء حكمهم بكميات كبيرة لشراء الدولار فزاد ثمنه في 10 أيام إلى أكثر من مائة جنيهاً سودانياً.
هؤلاء يمثلون خطر الردة على منجزات الثورة.
والحل مواجهة هذه الردة بالقوانين الرادعة كقانون من أين لك هذا، وقانون العدالة الانتقالية وغيرها.
هنالك بعض مؤيدي النظام المخلوع فإذا تخلوا عن الانقلاب على الديمقراطية، وأدركوا خطايا الشمولية والفساد وأبدوا استعداداً للمساءلة القانونية في برنامج نقد ذاتي يرجى أن يعتبر هذا الموقف عربون توبة لكي يعيدوا تعريف الذات ويستعدوا للمشاركة في بناء الوطن.
خامساً: التذكرة الأمنية:
تركة النظام المخلوع في هذا المجال كبيرة، فقد اتبع سياسة فرق تسد، وإليها تعود الأزمات الحالية في الجنينة، وفي بورتسودان، وفي أبيي، وفي مناطق أخرى؛ علينا أن نهتم بمعالجة هذه الأزمات بنهج عاجل لاحتواء النزاع وتوفير الإغاثات الإنسانة: ونهج أعمق لعقد مؤتمرات محلية في الجامعات الإقليمية كجامعة الجنينة، لدراسة الأسباب واتخاذ التوصيات اللازمة التي تواجه الإدارة الجديدة.
مشكلة أبيي مختلفة لأنها تقوم على أساس تحكيم دولي لم يقبل مكون سكاني به، ما جعل الموقف الآن مشكلة بين دولتين.
القوى الدولية الموجودة لا تستطيع القيام بالواجب المطلوب، والحل في مؤتمر بين مكونات أبيي ترعاه الدولتان.
إن الأزمات الإقليمية المتفجرة في المناطق المختلفة أخطر على السلام من غيرها لأنها قابلة لاستغلال داخلي وخارجي.
سادساً: ومن أخطر تركات النظام المخلوع على الدفاع والأمن في السودان اختراقه للمؤسسة العسكرية بولاء حزبي، وتكوينه لأجهزة قتالية موالية له كما شهدنا في هيئة العمليات.
هذه التركة أفضل من يتصدى لها هم القوات المسلحة بتكوينها الذي يشمل الدعم السريع.
يرجى أن تقوم المؤسسة العسكرية بدراسة الموقف من جميع جوانبه، وتضع في حسبانها موضوع الدمج والتسريح المرتبطة به اتفاقية السلام العادل الشامل المنشودة.
ينبغي أن تكون النتيجة قوات مسلحة موحدة ومنضبطة، وخاضعة لقانون واحد فلا يستقيم كيان الدولة دون وجود قوات مسلحة موحدة ومنضبطة. القومية والانضباط كذلك تنطبق على الشرطة وجهاز الأمن والاستخبارات.
نحن نستطيع أن نقدم الرؤية والسياسات المطلوبة من أجل كيان الدولة ولكن الأمر يتعلق بقيام القوات المسلحة نفسها بهذه المهام.
سادساً: تذكرة البيئة الطبيعية:
عندما نتحدث عن هذا الموضوع تواجهنا الحلاقيم المنفصلة عن عقولها بالاتهامات كأننا نتهرب مع أن سجلنا في النضال والبلاء لا يجارى. العالم كله صار يدرك أن كوكب الأرض يمكن أن يحوله الاحتباس الحراري إلى فرن يشوي البشرية.
ومع نصيبنا في هذا المآل فهنالك عيوب خاصة بالسودان، فالاحتطاب العشوائي والزحف الصحراي يهددان بلادنا.
لقد كونا لجنة للتحضير لورشة لبحث قضية البيئة الطبيعية، لبحث المسألة والدعوة لمؤتمرللبيئة يركز على السودان بساط السندس الأخضر، والاستخدام الواسع للطاقة النظيفة كالشمسية. ويرجى أن تهتم الدولة بهذا المؤتمر وتشارك فيه.
وعلى أساس العدالة المناخية سوف نجد دعماً دولياً لهذا البرنامج، فالعالم يدرك أن المطلوب هو الحد من بث الغازات الدفيئة، والتوسع في التخضير لامتصاص الكربون، والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة كالشمسية، لذلك قلنا بأهمية التشجير والتخطيط للسودان الأخضر.
سابعاً: تذكرة العلاقات الخارجية.
لا قطر مهما كان يستطيع أن يعيش معزولاً.
- نخاطب الاتحاد الأفريقي بالحرص على إسكات البنادق في القارة بحلول 2020م، وأن يضع أنموذجاً يقتدى به للانتقال من الاحتراب للسلام، ومن الطغيان للديمقراطية، وأن يدعم بصفة عامة السلام والتحول الديمقراطي في كل مكان.
- ونخاطب الأشقاء في العالم العربي لا سيما دول الخليج إدراك أن في التنمية في السودان فرصاً كبيرة لهم لتحقيق الأمن الغذائي والتعاون التنموي. ويرجى الاستفادة من أن المحورية فشلت وينبغي التخلي عنها، وأن يشاركوا في مشروع مارشال للسودان ترعاه المملكة العربية السعودية ويشارك فيه سائر الخليجيين. بل يمكن بنظرة أوسع أن يتجه الأشقاء في الخليج إلى تكامل تنموي بين شطري البحر الأحمر شرقه وغربه.
- ونخاطب الدول المجاورة للسودان بضرورة إبرام اتفاقية تعايش أمني بيننا جميعاً يدعم إيجابيات التعاون التنموي والأمني، ويتخلى عن سلبيات التدخل في الشؤون الداخلية.
- ونخاطب الأسرة الدولية بأن لها مصلحة كبيرة في سودان ديمقراطي ومستقر فلا مجال للاستقرار في السودان إلا عن طريق الديمقراطية.
صحيح المستقبل الديمقراطي في السودان يتطلب الاستفادة من دروس الماضي لتجنب العيوب، ولكن الدكتاتورية حتماً تؤدي للاضطرابات، فثورات السودان المدنية كانت ضد نظم ديكتاتورية، وكذلك حروب البلاد الأهلية الأربعة.
ولدعم السلام والتحول الديمقراطي في السودان يرجى أن تعقد الأسرة الدولية مؤتمراً دولياً من أجل دعم العبور السوداني. وقد أعددنا مذكرة بذلك سوف نقدمها لهم.
خامسا: التذكرة الفكرية
جا في مثل صيني: من لا يعرف الهدف لن يجد الطريق.
هنالك أفكار لها وزنها في الفكر السوداني المعاصر، أخص بالذكر خمسة: الفكر الأخواني، الفكر الشيوعي، الفكر البعثي، الفكر الأفريقاني والفكر العلماني.
- الفكر ذو المرجعية الأخوانية انطلق من اجتهاد لاستيعاب مستجدات العصر ولكن في مرحلة لاحقة صبغته أفكار الحاكمية التي انطلقت من مناطق مأزومة كالهند على يد الشيخ أبو الأعلى المودودي، ونقلها للثقافة العربية الأستاذ سيد قطب في ظروف مأزومة مماثلة.
الاجتهاد ذو المرجعية الأخوانية واجه ظروفاً جعلته في تونس يقبل أولوية الحرية وبالتالي التعددية. وفي تركيا يتصالح مع العلمانية. ولكن التجربة في السودان كانت أحادية وانقلابية، ومع أنها في مصر ركبت الآلية الديمقراطية لكن المخاوف من التمكين كما في السودان أدى لمواجهات.
التحدي أمام الحركة ذات المرجعية الأخوانية في السودان أن تتخلى عن أحادية الحاكمية، وأن تعلي شان الحرية وتقبل التعددية للتأهيل للمساهمة في بناء الوطن.
- الفكر الشيوعي: الفكر الشيوعي كما في تجربته العالمية محمل بالإقصائية والأحادية ويتطلب إعادة اكتشاف ما حدث في كثير من التجارب المماثلة. وكلمة شيوعي نفسها ليست ترجمة صحيحة لعبارة كمنزم، فهناك عبارات كثيرة تستعصي على الترجمة مثلاً كاثوليك وبروتستانت وغيرهما. وينبغي التخلي عن موقف يربط بين القيم الروحية والرجعية. وعن الرفض المبدئي للتعددية لصالح سلطان طبقي واحد. الكمنزم دون مراجعة لهذه المفاهيم تشكل خطراً على الديمقراطية التعددية.
- الفكر البعثي العربي: العروبة قاسم مشترك بين العرب المسلمين والعرب المسيحيين في المشرق العربي. ولكن في بلاد كالسودان ذي الإثنيات والثقافات المتعددة فإنه يشعل صراعاً ثقافياً إثنياً حاداً. ههنا حاجة لمراجعات من أجل المساهمة في بناء الوطن.
- الفكر الأفريقاني: هنالك ربط للأفريقانية بالإثنية كما في فكر نيريري وأصحابه مثل موسفيني، ولكن آخرين مثل نكروما ربطوها بالقارة الأفريقية بكل مكوناتها وهذه هي الفكرة في قيام الاتحاد الأفريقي. ينبغي تحرير الأفريقانية من الإثنية وإلا صارت هي والبعثية العربية أساساً لشرخ دائم.
- العلمانية ترجمة غير دقيقة لعبارة سكيولارزم ومعناها الحقيقي هو الدهرية. سكيولارزم نشأت كردة فعل للطغيان الكنسي، وأهم عيوبها إنكار أية قيمة لمعانٍ غيبية ما آثار مسائل فلسفية تطرق لها أهم فلاسفة الغرب، كانط، وأثبت القيمة للمسائل المتعلقة بعالم الشهادة في مجالها العقلي مع الاعتراف بوجود معان في المجال العلمي. المهم التخلي عن مآلات هذه العبارة كما تخلى عنها أهم دعاتها أمثال بيتر بيرقر، والمطالبة بالمدنية والتعددية.
- أما نحن فقد أصدرنا بطاقة فكرية تنطلق من فهم صحوي للإسلام يوفق بين الأصل والعصر، ويحتضن المساواة في المواطنة وكافة منظومة الحريات العامة وحقوق الإنسان، ويدفع بالنداءات الثلاثة: نداء الإيمانيين، ونداء المهتدين، ونداء حوار الحضارات. هذا هو النهج الذي ينادي بالإسلام ويستصحب أسس حقوق الإنسان الخمسة: الكرامة والحرية والعدالة والمساواة والسلام. وأسس الحكم الراشد الأربعة: المشاركة، والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون.
تاسعاً: تذكرة التحالفات:
أصحاب الفكر المحافظ في السودان يمكن أن يكونوا جبهة يمينية تغلب التأصيل على التحديث. وأصحاب الفكر اليساري يمكن أن يكونوا جبهة يسارية تغلب التحديث على التأصيل. ونحن نعمل على إقامة تحالف يوفق بين الأصل والعصر.
عاشراً: نحن نرجو أن يتفق معنا حلفاؤنا الحاليون، ونقترح الآن تطوير إعلان الحرية والتغيير إلى ميثاق يضم كل الذين ناصروا الثورة، لا مجرد الذين هم الآن في الحرية والتغيير، وتطوير التحالف الحالي إلى جبهة أعرض تتحمل المسئولية. سوف ندعم المرحلة الانتقالة ونناصحها بصراحة ونوفر للبلاد شبكة أمان ضد المغامرين والواهمين حتى تبلغ الثورة مرحلتها الثالثة الانتخابية في موعدها. ونصمد رغم جحود الجاحدين ونطمئن ذوينا جميعاً بأن الشعب بعد كل محنة كافأنا بتأييده، فقولوا للجاحدين:
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله فافحمه بالمعروف لا بالمنكر
ختاماً: أقول لكم: نعم سوف أتخلى إن شاء الله عن العمل الحزبي والتنفيذي. ولكن العمل العام الوطني والإسلامي والعربي والأفريقي والدولي الفكري والعملي فسوف أواصله إن شاء الله من الركاب إلى التراب.
والسلام عليكم،،
________________________________________
[1] سورة آل عمران الآية (92)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.