في خطوة غير متوقعة أعلن عضو المكتب السياسي والمجلس المركزي بحزب المؤتمر السوداني والناطق الرسمي للمجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير وعضو لجنة السلام والاتصال بمجلسي السيادة والوزراء ابراهيم الشيخ اعتزاله العمل السياسي واستقالته من جميع المناصب التي تبوأها. وأرجع نائب رئيس المؤتمر السوداني أحمد مستور استقالة ابراهيم الشيخ، لاعتقاده بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بعد أن ناضل لفترات طويلة، وجاء الوقت الذي يمكن أن ينسحب فيه من المشهد السياسي وقال ل"الجريدة": هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن رغبته في الاستقالة، وأردف: أراد أن يتأكد بأن المشروع الذي كان يناضل من أجله، يسير في الاتجاه الصحيح لاحساسه بأنه أدى دوره كاملاً و لا يمكن أن يكون هنالك مشروع والشخص يحققه كاملاً، بل هنالك مشروع تشتغل عليه أنت، ويأتي الآخرون لإكماله، ورأى أن الاستقالة يمكن قراءتها من زاوية أخرى ان الواقع الحالي يحتاج لادوار جديدة يقوم بها أشخاص آخرون. ورهن قبول استقالة الشيخ بموافقة مؤسسات الحزب لجهة أنه منتخب من أعلى جهة تشريعية بالمؤتمر السوداني، وأكد نائب رئيس الحزب أن الشيخ كان ينتظر اللحظة المناسبة والتي من خلالها، وبحسب تقديراته، فإن هذه هي اللحظة لاستقالته باعتبار ان السودانيين أصبحت لديهم ارادة حقيقية لتحقيق تطلعاتهم في المستقبل . ورأى مستور ان الوقت غير مناسب لاستقالة الشيخ لأن البلاد تحتاج الى مجهوداته، وأضاف: على الرغم من أنه ذكر في متن خطاب استقالته أن السلام في طريقه للتحقق، الا أن هنالك تعقيدات مازالت موجودة، وتتطلب مجهودات لاستكمالها، وكشف عن تلقيهم اتصالات من مواطنين وسياسيين بأن الوقت غير مناسب. من جهته نفى القيادي بالحزب الشيوعي وقوى اعلان الحرية والتغيير كمال كرار، وجود أي خلافات داخل قوى الحرية أدت لاستقالة الشيخ، وقال كرار: من الطبيعي أن يكون هنالك تباين في الآراء والافكار، وقلل كرار من التحليلات التي قطعت بأن وراء الاستقالة المفاجئة خلافات غير مرئية، وأقر بأنها قد تفتح الباب لأي تكهنات أخرى، واعتبر ان الوقت الحالي ليس أوان استقالة قيادات الثورة، وحذر من مغبة ذلك لأنه قد يفتح الباب للثورة المضادة وأعرب كرار عن أمله أن تعبر قوى الحرية والتغيير بالبلاد بنجاح المرحلة الانتقالية وجدد ثقته في قيادات الثورة، وأردف: أستطاعوا ادارة أنفسهم قبل الثورة وهم قادرون على تجاوز المرحلة الحالية.