من الواضح أن التسجيل الذي ظهر للشفيع خضر هو لقاء تنويري حول لقاء البرهان بنتياهو ، وأن اللهجة التي تحدث بها الشفيع لهجة العالم ببواطن الأمور ، لكن ليس من موقع رسمي ، فالشفيع لا يتقلد منصب رسمي بالواضح الا انه يعتبر علي علم بالكثير من مجريات الأمور وهذا ما يؤكده هذا الفيديو فقد ذكر في التسجيل المصور: (ان البرهان في الكم شهر الأخيرة كان يتشاور في حدود ضيقة جدا). --هذا يعني ان الشفيع نفسه كان عارف أن هنالك ترتيبات للقاء سري يجري الترتيب لها -- ولم يتوقف تأكيد الشفيع خضر علي علم رئيس الوزراء بالزيارة بل أكد أن البرهان أخطر نائبه حميدتى وقال ضاحداً (حكاية ما كان عارف دي ما صحيحة وما دقيقة). بينما كان نفي بيان الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء واضح ولا لبس فيه فقد اكد في الفقرة الأولي علي ( أن السيد رئيس الوزراء لم يكن على علم بزيارة رئيس مجلس السيادة الي عنتبي ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي ، ولم يحدث أي إخطار أو تشاور في الأمر ). في المجمل من الواضح أن الشفيع خضر يلعب دورا أقرب للرسمي منه لدور المحلل السياسي ، وأن له وجود في الدوائر الضيقة والضيقة جدا من الأحداث ، ويعتمد في ذلك علي علاقات افقية اجتماعية أقرب ل(الشللية ) وهو يتعامل مع المعلومات التي بحوزته بصورة ضارة وتصب الزيت علي النار في أوضاع هشة وملتهبة. إن الحصول علي معلومات بهذه الطرق تنسف فكرة تكوين دولة المؤسسات التي يسعي الجميع لتأسيسها . ففي دولة المؤسسات تظل هنالك بعض المعلومات سرية Classified information ولا يحق لأي من كان الحصول عليها ، إلا وفق تقديرات خاصة جدا بعد الحصول علي ما يسمي ب Clearance الذي يمكن حامله بشكل رسمي من التعرف على تلك المعلومات ولمصلحة قومية عليا ، فإذا ثبت أن افشي بها أو تعامل معها بصورة غير مسؤولة يفضي به الي المساءلة القانونية. ففي هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد وفي ظل الاستقطابات الحادة يكون من غير الأخلاقي تسريب المعلومات الداخلية السرية لأي كان مهما كانت صلة العلاقة به لاسيما إن كان لايحمل صفة رسمية لوظيفة محدد المهام. إن ما أدلي به الشفيع خضر في التسجيل المصور لا يعتبر بأي حال حديث مواطن عادي يرهف بما لا يعلم في الشأن العام. بل هو حديث انسان ملم بمعلومات خاصة لا تعرف إلا الدوائر الرسمية الضيقة ، مما يستدعي توضيح رسمي من جانب الحكومة عن موقع الشفيع خضر حتي لا يخلق مثل هذا الحديث بلبلة وسط الرأي العام.