شّن الهلال بالأمس حملته الرياضية القاصدة للفوز ببطولة الأندية الأفريقية من ملعب الرئيس فليكس بواني بالعاصمة العاجية أبيدجان، مثلما دشّن الرئيس البشير حملته الإنتخابية لكرسي الرئاسة من ملعب إستاد الهلال. دخول المدرب كامبوس مباراة الأمس تحت شعار إحترام الخصم أقصر الطرق لكسب النتيجة، وهذا ما دفعه للتعادل التجاري مع أفريكا طوال ال 90 دقيقة حيث لم يتوانَ ولم يتهاون ولو في الزمن الإضافي في تغيير الإسلوب الذي إنتهجه وهو الخروج بنتيجة إيجابية تعينه في مباراة امدرمان. *واصل كامبوس اللعب بالطريقة التي لعب بها مباريات الدوري، ولم يلتفت لأصوات الإعتراض والإحتجاج ولا عبارات النقد، لأن الرجل ذكر أكثر من مرة بأنه هدف من هذه الطريقة لتحقيق إنجاز للهلال بحسبان أن لاعبي الهلال يمتلكون من الموهبة والخبرة التي تساعد المدرب في وضع التنظيم الذي يراه مناسباً . *مضت المباراة من جانب الفريق العاجي على وتيرة واحدة تقريباً، حيث ظل اللعب الطويل هو نهج الإيطالي طوال زمن المباراة، وربما أراد أن يفوت الفرصة لخلو وسط الهلال حتى لا تكون مشاركة فاعلة في المباراة، خاصة وأن وسط الهلال يضم أفضل لاعبيه وأكثرهم خبرة وقائده هيثم مصطفى هو اللاعب الأشهر بين أصحاب الأرض ويعملون له ألف حساب، بالإضافة للمهاجم امبيلي الذي اراحهم كامبوس من مشاركته إلا قبل النهاية بأقل من ربع ساعة .. ومشاركة امبيلي كانت ستفيد في إستقلال الجانب النفسي وإرباك خطوط فريق يعمل له ألف حساب، ولكن كامبوس رغم إشراكه لثلاثة مهاجمين لكنه مازال يصر على إجلاس الكنغولي على الدكة أطول فترة ممكنة . *هل مشاركة أحمد عادل وطريقة الهرجلة التي يلعب بها وتوهانه (واللف صينية) في المنطقة الخلفية هى الأجدى والأفيد للهلال؟ أم وجود أمبيلي اللاعب المزعج والهداف المرعب والمراوغ الحريف الذي شاهدناه مجرد دخوله أصبح مراقباً بأكثر من ثلاثة لاعبين . *ولعل الطلعات والمحاولات الامبيلية على قلتها لم يأت أحمد عادل بمثلها طوال 75 دقيقة من زمن المباراة . *مابين كامبوس وامبيلي (لغز) حير الأهلة كثيراً فمن يتبرع بفك اللغز .؟ *في زمان مضى كنا نشاهد منقستو ملك النفطية كيف يتراجع الى الخلف لحظة تقدم الظهير الطائر تنقا فيملأ الملعب بخطواته الرشيقة وينتشر على الطرف الشمال فينثر الثقة وسط المدرجات ويملأ الملعب بالطمأنينة . *نهدي كل أشرطة الفيديو لمباريات منقستو وتنقا للاعبي اليوم أمثال خليفة وسيف مساوي . *مشاركة سادومبا وهو يشكو الإرهاق قللت كثيراً من المردود الهجومي في الهلال، وسادومبا لاعب عرف بالسرعة المخيفة لدفاعات الخصوم وكونه يشارك مرهقاً متعباً يعني مشاركته بدون سلاح، وكان الأولى مشاركة أمبيلي الأكثر جاهزية لأن هيثم الذي لعب بديلاً لسادومبا يحتاج للاعب سريع يستقل حسن تمريراته، وأحمد عادل كان أبعد لاعبي الهلال عن جو المباراة بعد أن فرض عليه كامبوس التراجع للخلف بغرض خلق كثافة في الوسط والتمرير والإنطلاق لزملائه المهاجمين . *دخول هيثم رمى منه كامبوس لتقليل الضغط على المدافعين باعتبار أن هيثم لاعب (ثابت) في الوسط ويجيد مهارة تخزين الكرة وتهدئتها والإحتفاظ بها لأكثر وقت ممكن وتوزيع حركة الكرة بين اللاعبين شمالاً وجنوباً خلفاً وأماماً. *وإن كان البعض يرى أن دخول هيثم لم يأت بجديد عليه أن لا ينسى أن طريقة اللعب الطويل من أصحاب الأرض، وعدم رغبة كامبوس في صناعة هجمات من منطقة الوسط أظهرت هيثم كما رأوه، ولكن دخوله كان ذو فائدة والمباراة تمضي نحو التعادل والفريق يحتاج في مثل هذه اللحظات والمواقف للاعب في خبرة ومعرفة هيثم مما يساعد الفريق في الحفاظ على نتيجة المباراة، وهذا مارمى إليه كامبوس وماحدث بالفعل وأكد سلامة وحسن قراءة الرجل . *ويجب أن لا ننسى أن قلة الأوكسجين وصعوبة التنفس تفرض أيضاً التعامل بواقعية مع طبيعة مناخ لا يتيح حرية الحركة، ولا يسمح بالكر والفر بالشكل الذي يرضي طموحات الراغبين في سيطرة كاملة على الوسط كما اعتاد الناس من لاعبي الهلال . *النتيجة تعتبر مكسباً كبيراً جداً بحسبان اسم الخصم وتاريخه في البطولات الافريقية، وهى منافسة تفرض في كثير من الأحيان (اللعب التجاري) لأنها منافسة نقاط من يكسب النقاط يذهب بعيداً نحو منصات التتويج ومن يكتفي باللعب المظهري قد يغادر هو ومظهره الى غياهب النسيان . *تعالوا معنا الى مقبرة الخصوم لتشاهدوا هلالاً غير الذي شاهدتموه في مدينة ابيدجان .. فالهواء هنا عليل والنفس طوييييل والاوكسجين يملأ الصدور ( ويدفق ) . *ظاهرة قديمة تجددت هذا الموسم وهى (تبرع ) لاعبي الهلال بنيل الكروت الصفراء بدون مبرر بسبب تأخير اللعب كما شاهدنا في حالة سيف مساوي، وكما كنا نشاهد كثيراً عند المعز والذي نفد منها بالأمس وربك لطف . *المعز لاعب عركته التجربة والخبرة وعليه أن يعلم أن مشوار الهلال (القاصد) لكأس البطولة طويل طويل، ولا يحتمل كرتاً واحداً دعك من كروت كثيرة، خاصة وأن حراسة المرمى تتطلب جاهزية ثلاثة حراس تحوطا لعوامل الإصابة التي لا يعلم سرها ووقتها إلا الله . *المعز اتى بسلوك إحترافي راقي وجميل عندما سارع وأخرج الكرة لحظة سقوط المهاجم العاجي على الأرض بعد إحتكاكه به. *الدعيع هنأ زميله المعز طويلاً جداً وعانقه بفرح بائن وكانت إبتسامة الرضا تعلو محيا المعز . *لاعبو أفريكا ادوا القسم بعد المباراة عشان مايتقلبوا كتير في ام درمان . *التحية لقناة الشروق وهى تنجح في نقل المباراة بعد جهود مضنية منهم ومن سفارة السودان في ابيدجان . *أفريكا فريق عادي لو لعب الهلال معه بدافع الإنتصار لفعل ولكنه الحذر. جملة أخيرة التحية لكامبوس وأركان حربه في الجهاز الفني واللاعبين الذين أحسنوا تدشين حملة الهلال لإحراز اللقب .. وعلى الجماهير حسن إستقبال البعثة غداً الثلاثاء .. هلال العز Alilal [[email protected]]