اليوم ، الأول من نيسان (أبريل) حيث اعتاد الناس في المجتمع الغربي تحديدا الاحتفال به كل علي حسب ثقافته باطلاق ( الكذب ) علي الاحداث السائدة او الشخصيات المرموقة وربما إختلاق توقعات كبيرة تهز العالم..وكان الشعب البريطاني ولازال أكثر الشعوب احتفاءا بهذه الظاهرة...ولا ندري كم ومقدار ( الكذب ) هذه السنة بعد انتشار فيروس كورونا الذي طال الشخصيات الكبري في المجتمع البريطاني. وبطبيعة الحال..من حيث الدين والعادات والتقاليد..فإن هذه الظاهرة غير مقبولة في عالمنا الإسلامي بشكل عام ..فالكذب غير مقبولا لا ابيضه ولا أسوده لأنه يهز ثقة المجتمع في أفراده..هذا من جانب..ومن الجانب الآخر فإنه لا يجوز للمسلم أن يشتبه بأخلاق غيره عندما تكون فاسدة خاصة بمثل هذه المظاهر الخادعة.. وبعيدا عن الصدق والكذب...والحلال والحرام..دعونا نلتمس اصل واساس هذه الظاهرة...متي...وكيف بدأت وما الهدف من وراءها في ذلك الوقت واستمرارها حتي الآن رغم الدعوات الاممية بمبادئ الصدق والشفافية والحوكمة التي تنادي بها معظم ان لم يكن كل المنظمات الدولية..؟ وكما تشير اغلب المصادر المعرفية وفي مقدمتها أبونا ( جوجل ) ،فإنه لا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه الظاهرة ...البعض يقول أنها بدأت في فرنسا مع بدء التقويم المعدل الذي وضعه( شارل التاسع ) عام ( 1562) ...وآخرون يقولون أنها بدأت في بريطانيا ولهم في ذلك قصص وحكايات...ولكن الراسخ الآن في الفكر العالمي فان الإنجليز حاليا هم الأكثر تمسكا بالظاهرة علي جميع مستوياته الاجتماعية. ربما كان من أهداف هذه الظاهرة في بداياتها إشاعة الفرحة والبهجة والمفاجأت السارة بين الناس ..خاصة الأسر والأصدقاء المقربين...ولكنها تطورت بتطور المجتمعات شأنها شأن كل الظواهر الاجتماعية...ولكن لم يعد المجتمع هو ذاته فقد تداخلت الثقافات وتنوعت الميول والاتجاهات واصبحت ( كذبة أبريل ) ذات خطورة أحيانا علي المجتمع ذاته... وتقول أدبيات تلك الظاهرة ان الناس في اوروبا أصبحوا لا يصدقون الأخبار الكبيرة التي يتم نشرها في هذا اليوم مهما كانت خطيرة او سارة للغاية خوفا من الانسياق خلفها ثم يكتشفون في اليوم التالي انها كانت ( كذبة أبريل ) !! ومن تلك الحكايات المؤسفة التي يتناقلها المجتمع الانجليزي ما حدث لتلك المرأة التعيسة في ذلك اليوم ...الأول من أبريل...وهي قصة قريبة جدا من قصصنا الشعبية ذات المغزي التربوي في نتائج الكذب وهي القصة التي نكاد نعرفها جميعا ..قصة( هجم النمر) ... وتتشابه قصة المرأة البريطانية تماما مع ( الكذبة المجتمعية) التي يتوقعها الناس في ذلك اليوم..فقد شبت النار في مطبخ العجوز فخرجت الي شرفة المطبخ وهي تصيح و تطلب النجدة لان المطبخ يحترق..ولكن المارة كانوا يلوحون لها بأيديهم باعتبار اجادتها للدور في اليوم الاحتفالي بالكذب حتي أتت النار علي كل المبني واحتراق وموت العجوز... بطبيعة الحال فإن الإشارة او الكتابة عن(كذبة ابريل) لا تعني اطلاقا تحبيذنا للفكرة او التشجيع عليها او تبني مثل تلك الظواهر السالبة..ولكن التذكير بها ربما يعطينا دافعا أكبر اجتنابها بما يحدث بسببها من مآسي وخسائر في الممتلكات والأرواح...خاصة وأن بعض شبابنا في بعض الدول العربية يعتبرها (نكتةعابرة) او ( نوع من ادخال البهجة واامسرة ) في قلوب الاصدقاء...وهي ليست بذلك أبدا. واتمني صادقا الا يتخذها البعض منفذا او سبيلا لنشر الأكاذيب والأخبار غير الصادقة عن تفشي فايروس كورونا سواء أكان ذلك بالاخبار السارة او الكاذبة حتي لا يعيش الناس في وهم الحقيقة ويكتشفون في التالي بأنها كانت ( كذبة ابريل) التي لاترحم حتي في استغلال الكوارث البشرية. د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////