رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلام القايد عبدالعزيز الحلو او الطوفان !! .. بقلم: ابوبكر القاضي/كاردف
نشر في سودانيل يوم 18 - 01 - 2020


++ ماهية المسألة السودانية ؟!!
** اذا لخصنا (المسألة السودانية ) من ( قمة الجبل) سنقول : (كلام القايد عبدالعزيز الحلو اوالطوفان).
و للتذكير فان كلام القائد عبد العزيز الحلو المنوه عنه هو موقفه التفاوضي في جوبا الذي قال فيه :(العلمانية او نذهب الي تقرير المصير كما ذهب الجنوبيون من قبل ) .
** و اذا لخصنا المسألة السودانية من علي ( سنكيت جمل ) سنقول : ( التعايش مع الدعم السريع او الطوفان) .
** و اذا اخصنا المسألة السودانية ( من بطن الوادي ) او من داخل حي ابروف او ود نوباوي) .. سنقول : (المساومة التاريخية مع الكيزان او الطوفان ) .. كل يري الحقيقة من منصته .. و كل علي يقين مما يقول !!
صاحب الملكية الفكرية لعبارة (هذا او الطوفان ) هو الاستاذ خالد محمد خالد في كتابه الذي يحمل ذات العنوان ، و لكن هذه العبارة (هذا او الطوفان ) قد دخلت قاموس الادب السياسي السوداني حين ارتبطت بعنوان منشور الجمهوريين الشهير الذي صدر بهذا العنوان يوم عيد الكريسماس /ديسمبر عام 1984 ، وهو المنشور الذي جري بسببه اعدام الشهيد محمود محمد طه صباح 18/يناير 1985 ، و تمر علينا هذه الايام ذكري اعدام الشهيد محمود و للجمهوريين حضور كبير في الساحة السودانية.
و القاسم المشترك الاعظم بين منشور الجمهوريين المنوه عنه و بين (كلام القائد عبدالعزيز الحلو المختصر جدا : (العلمانية او نذهب الي تقرير المصير كما ذهب الجنوب ). . القاسم المشترك هو قولة الجمهوريين الوردة في منشور هذا او الطوفان ، و مفادها ان قوانين سبتمر النميرية (تهدد وحدة البلاد ) و قد صدقت رؤية الشهيد محمود ، حيث تسببت قوانين سبتمبر في ذهاب الجنوب بالفعل ، و المصيبة الادهي هي ان قوانين سبتمبر مازالت سارية !! و لازلت تهدد وحدة البلاد !! و لا نتعظ !! ، القائد الحلو : يقول : ( العلمانية .. او تقريرالمصير ) .. مخطيء من يظن ان كلام الحلو هذا هو مجرد رفع سقوفات لغرض المناورة !! سوف ادخل محاور مقالي من الملف الاصعب للبلع من قبل ( اولاد ام درمان ) .. اعني ملف الدعم السريع .. ثم ادلف لملف مساومة الاسلامين وهو الملف الاسهل ، لانتهي ب ( كلام القايد عبد العزير الحلو) .. فالمحاور الثلاثة متشابكة .. و كل محور كفيل بان (يحرق الخرطوم و يمزق السودان ) .. فالي محاور المقال : .
(1)
التعايش مع الدعم السريع او الطوفان !!
في هذه الجزئية سوف اتحدث عن ( مشكلة السودان في مشاجرة الجنينة ) ..ففي مشاجرة الجنينة تتجلي كل المشكلات السودانية ، فقد حظيت (مشاجرة الجنينة بزخم سوداني و اقليمي و دولي لانها نتاج تراكم و انعكاس ل (المسألة السودانية برمتها.).
يجب ان نتفهم بان هناك هوة كبيرة من عدم الثقة بين قبائل الزرقة في دارفور ( الفور / الزغاوة / المساليت ) من طرف ، و بين القبائل العربية ( الجنجويد ) من طرف اخر ، و ذلك بسبب (سياسة فرق تسد ) التي طبقتها سلطة المركز منذ الديمقراطية الثالثة (تسليح القبائل العربية ضد الزرقة في جبال النوبة ) ، و لكن المسالة اخذت شكلها الوقح علي يد سلطة الانقاذ الاسلاموية الفاشية الفاسدة ، حيث قامت بتسليح القبائل العربية ، ليس في دارفور فحسب ، و انما بالتعاقب ، بدءا بالجنوب ، (المراحيل) ، ثم جبال النوبة ثم النيل الازرق . و شاهدنا ان ما جري في مدينة الجنينة /غرب دارفور ، حيث ادت (مشاجرة عادية بين شخصين ) ، ادت الي حرب اهلية بين قبيلتين (من الزرقة و العرب) ، هذه مسالة تحتاج الي معالجة اسمها ( الحوار الدارفوري/ الدرفوري ) ، و يهدف الي اعادة رتق النسيج الاجتماعي و اجراء المصالحات و التعويضات ، و ذلك كله في اطار آلية العدالة الانتقالية التي ينتظر ان تجري بعد ابرام السلام الشامل مباشرة ، تحت اشراف و تدريب الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي، وفقا للنموذج و الارث الافريقي الذي ارتبط باسم كل من نيلسون مانديلا و القس ديزمون توتو .
نترحم علي شهداء مدينة الجنينة، و ندعو للجرحي بالشفاء ، ، و في هذا المقام اقول شعرنا (بالتغيير في الخرطوم ) ..شكرا للمجلس السيادي الموقر ، و شكرا لمجلس الوزراء الموقر علي الحضور المعتبر في مسرح الاحداث في الجنينة .. فانتقال السيد النائب الاول لرئيس المجلس السيادي / حميدتي ، و السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الفوري الي الجنينة ، و البقاء لمدة 5 ايام متصلة و اتخاذ كافة التدابير اللازمةً ، له دلالة كبيرة ، فقد ادرك انسان الهامش في الجنينة ان السلطة في الخرطوم (تغيرت ) .. اتت سلطة تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه الدم السوداني .. فقد ولي العهد الذي يعمل فيه الشعب السوداني انتفاضة عظيمة /مثل انتفاضة ابريل 1985 ، ثم تاتي جريمة ابادة الدينكا ( حرقا ، مثل اصحاب الاخدود ) في الضعين ثم تمضي هذه الجريمة التي وثق لها الاكاديميان عشاري و بلدو - بلا حتي مجرد تحقيق ، و غابت العدالة !! ستبقي هذه الجريمة وصمة عار في وجه الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك .. و في وجه حزب الامة ، فقد كان النائب العام في ذلك الوقت هو المرحوم عبدالمحمود صالح /حزب امة،!! و يشارك البرلمان السوداني آنذاك في هذه المسؤولة ، و تتحمل الصحافة جزءا كبيرا .. فقد هان عليها الدم السوداني لانسان الهامش .. و عجزت من ان تجعل من محرقة الضعين قضية راي عام و تجبر البرلمان علي اجبار مجلس الوزراء علي احترام القانون . اقول : وقعت الابادة في دارفور (نظريا )عامي 2003/ 2004 و لكنها في الحقيقة حدثت حين صمت ، بل تواطأ الشعب السوداني بكل مؤسساته الدستورية /التشريعية و الحزبية و الاعلامية في الشمال علي محرقة الدينكا في الضعين في عهد الصادق المهدي !! شكرا حميدتي .. شكرا حمدوك .. فقد اعدتم الاعتبار للانسان السوداني في اي مكان (و من احياها فكانما احيا الناس جميعا ) .
الحذر .. كل الحذر من اعادة انتاج (نزاع اولاد البحر ضد الغرابة ) الذي جري عقب انتصار الثورة المهدية :
كلما تحدث مشكلة في اي بقعة في السودان يكون الدعم السريع طرفا فيها ، بالحق او بالباطل ، تتعالي الاصوت مطالبة (بحل مليشيا الدعم السريع ) علي حد وصفهم ، و انا هنا لست بصدد الدفاع عن الدعم السريع .. فلديه آلة اعلامية ضخمة تدافع عنه و تروج له ، كما و اني لست بصدد منحه صك براءة عن جرائمة (بالوكالة ) في دارفور و كردفان (بالوكالة عن سلطة الانقاذ الفاشية ) ، و يشارك نظام الانقاذ بالتواطؤ كل الذين رفضوا تسليم المخلوع البشير للمحكمة الجنائية و قالوا (البشير جلدنا !!)
الحقيقة التي يتوجب علينا الاعتراف بها ، و البناء عليها ، هي اننا ( لا نملك ضمير ووجدان امة سودانية واحدة ) .. بمعني انه لا يوجد اي تعاطف (وطني ) بين ابناء المركز من طرف و بين ابناء دارفور (عربا و زرقة ) علي السواء ، و لكن (لاغراض سياسة فرق تسد ) يحاول ابناء المركز استمالة القبائل العربية . . الدليل علي ذلك هو انه جرت الابادة الجماعية في دارفور التي هزت ضمير العالم ، و لكن لم تخرج مظاهرة واحدة في عطبرة او بورتسودان او القضارف او العاصمة المثلثة تندد بالابادة و التطهير العرقي و الاغتصاب في تابت !! في حين تخرج المظاهرات المؤيدة لغزة و المنددة باي مجزرة في غزة !!
هدفي من هذا المقال هو التحذير من العواقب الوخيمة التي تترتب علي فشل النخبة النيلية كلها - باحزابها اليمينية و اليسارية في التعامل مع الدعم السريع ، و مع القائد محمد حمدان دقلو /حميدتي ، و حركات المقاومة المسلحة (الجبهة الثورية ) + (عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور ) . و في هذا الاطار انوه بالاتي :-
(أ)
اخطات (بعض اطراف قحت ) - بعد سقوط المخلوع البشير - اخطات التقدير حين اصرت علي (التصعيد ) .. و الاستمرار في(الصبة ) امام القيادة ، معتقدة ان هذه هى الفرصة التاريخية الوحيدة (للتخلص من الدعم السريع ، و حميدتي ) الذي بدا نجمه يصعد (حيث اعترف شباب الثورة بدوره الحاسم في التغيير و ذلك حين لعب دور الجيش التاريخي في الانحياز للثورة و حماية الشعب ، و هتفت له جماهير القيادة ( حميدتي معانا ما همانا ) .. و علي صلة احتكرت قوي الحرية و التغيير التفاوض مع المجلس العسكري و همشت الجبهة الثورية التي كانت و لازالت جزءا من قحت من خلال نداء السودان . مهد رفض قحت للدعم السريع (من خلال التصعيد) ، و تهميش الجبهة الثورية من المفاوضات ، مهد ذلك الي ( لقاء انجمينا التاريخي ) بين المجلس العسكري الانتقالي / حميدتي ، من طرف ، و بين حركتي العدل و المساواة السودانية و التحرير /مني اركو مناوي ، في مناورة رائعة اثارت الزعر لدي العقل الجمعي لاولاد البحر ، فاكبر مهدد وجودي لديهم هو ان (يتصالح و يتعايش الغرابة، زرقة و عربا ). و علي مضض رجعت قحت للتفاوض مع المجلس للاتفاق علي قسمة السلطة ، و طار جزء منهم الي اديس ابابا للتشاور مع الجبهة الثورية .
(ب)
اخطات بعض اطراف قحت التقدير حين (نقضت عهدها بشان السلام الذي قطعته للجبهة الثورية في اديس ابابا) حين رفضت تضمين ذلك الاتفاق كاملا في الوثيقة الدستورية .
(ج)
اخطات بعض اطراف قوي الحرية و التغيير حين راحت تشكك في شرعية المواثيق الموقعة في جوبا بين السلطة الانتقالية و الجبهة الثورية .. مما عمق (فقدان الثقة بينها و بين الجبهة الثورية ) .
(د)
اذكر احزاب قحت كلها مجتمعة ، بان حروب التحرير التي تدور رحاها في الهامش (علي ارضي و حواكير مقاتلي الحرية)، هذه الحروب قد انتهت بسقوط دولة العنصري المغرورعمر البشير ، فقد اعلن الشهيد د خليل منذ عام 2008 ان حروب الهامش غير مجدية ، و دعا الي (نقل المعركة للخرطوم ) .. و نجح في ذلك بنسبة 90٪ باعتراف محللي الانقاذ انفسهم . و منذ دخول الشهيد د خليل ابراهيم العاصمة ايقن اهل الانقاذ ان دولتهم ساقطة لا محالة ، و ذلك لانهم عجزو عن الدفاع عنها بانفسهم ، فقد جندوا كل الفاقد التربوي من ابناء الحجارة الكريمة (حجر الطير .. و حجر العسل ) للدفاع عن دولتهم .. و لكنهم في اول مواجهة لهم مع (الاشاوس ) في (غبيش ) .. قال عنهم (نافع : شردوا ) .
(ه)
ختاما ، (الدعم السريع ) جزء لا يتجزأ من الجيش السوداني ، و يحمل ذات قدسية الجيش، و قد قام (الدعم السريع )اثناء ثورة ديسمبر 2018 بالدور التقليدي للجيش السوداني الذي حدث في ابريل 1985في الانحياز لثورة الشعب، فالثوار حين ذهبوا للقيادة االعامة في 6/ابريل 2019 كانوا يترقبون انحياز الجيش السوداني ، و ليس الدعم السريع .. و بالتالي فان اي اهانة للدعم السريع ( من نوع الهتاف في وجهه : الدم قصاد الدم في قاعة الداقة في احتفال تكريم الشهداء ) .. هذا التصرف المستهجن فيه جحود و انكار للدور الكبير الذي لعبه الدعم السريع في الحفاظ علي الدم السوداني ابان فترة الثورة .. فلولا الدعم السريع لسفكت كتائب علي عثمان ، و مليشيات الامن الشعبي و جهاز الامن بدماء الثوار ، و لحدثت مجازر اكبر ، بل اضعاف ابادة 2013 .
اذكر مرة اخري .. انتهت حروب الهامش التي يقودها ابناء الزرقة و حواضنهم البشرية .. انتهت بسقوط السفاح البشير ، و ان اي اتجاه من قحت للتقاعس عن السلام الشامل (في جوبا) و الذي يخاطب جذور المشكلة ، و يعالج اسبابها سيؤدي الي تجدد حروب التحرير .. و لكن بلاعبين جدد ، و في ميدان قتال مختلف ، و سوف تذهب راية الحرب هذه المرة للقبائل العربية في دارفور الكبري و كرفان الكبري .. و لن تقتصر الحرب علي الدعم السريع ، و انما ستشمل كل القبايل العربية ، و هي مسلحة من قبل المركز منذ عهد حكومة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة . و ذهاب راية حروب التحرير في الهامش الي (لاعبين جدد / هم القبايل العربية ) فهذه طبيعة الاشياء ، فمن جرب الحرب اللعينة لا يعود اليها ، و تجربة اشقائنا في الجنوب هي خير برهان ، فقد تحملت قبائل الاستوائية ويلات حرب انانيا (1) ، و حين نقض النميري اتفاقية اديس ابابا انتقلت الراية الي القبائل النيلية (الدينكا /النوير/ الشلك ) .. لان من جرب اللعينة لا يعود اليها .
و الحرب القادمة .. ان قمت لا سمح الله .. فلن تكون رحاها في الهامش و انما ستكون حرب مدن ، في العاصمة المثلثة ، لذلك : نحن امام فرصة تاريخية لنكتفي بدماء الزرقة ، و نبرم (المساومة ، و المصالحة التاريخية ، بين الغرابة (عربا و زرقة ) من طرف ، و اولاد البحر ، من طرف اخر، و الا فالطوفان !!
هذا الملف لا تكتمل الرؤية فيه الا اذا بحثنا المساومتين (المساومة التاريخية مع الاسلاميين ، و كلام القائد الحلو ).
(2)
المساومة التاريخية مع الاسلاميين ؟!!
ايضا من باب مراعاة الملكية الفكرية، فهذاالموضوع ارتبط باسم د الشفيع خضر، و قد نال قدرا من النقاش ، الجديد فيه انه تحول من فكرة تنبع من الطيبة ، و النوايا الحسنة للم شمل الوطن، كما طرحه د الشفيع ، الي مشروع للاصطفاف الجهوي ، العنصري ، و ذلك حين رجع ابراهيم الشيخ مغاضبا من جوبا كما تقول الروايات ، مقررا الاستقواء بحزب المؤتمر الوطني الانقاذي الفاشي المحلول ضد الجبهة الثورية ، و ذلك بعد ان اعلنت الجبهة الثورية انها فقدت الثقة في احزاب قحت ، لنقضها للعهود .
فقد تجمعت احزاب قحت في دار حزب الامة (كما تقول الروايات التي ترشح من الخرطوم ) .. و مافي دخان بلا نار .. و خرجت بفكرة التكتل (مع بني جلدتهم في حزب المؤتمر الوطني ) في مواجهة ( الغرابة - زرقة و عربا ) ! و انا اصف لمة قحت مع المؤتمر الوطني ب (لمة التعيس علي خائب الرجاء ) .. لانهم جميعا لا يحاربون ..، فقد ادركت كل احزاب تجمع الميرغني منذ السنين الاولي من عمر الانقاذ ان هذا النظام الفاشي لا يمكن ان يسقط بالمظاهرات ، و انما بحمل السلاح ضده ، (الانتفاضة المحمية ) و قد فشلت كل احزاب تجمع الميرغني في بناء جيوش او مليشيات حقيقية قادرة علي تهديد النظام ، فانتهي التجمع كله بمجرد توقيع الحركة الشعبية لاتفاقية السلام مع سلطة الانقاذ في نيفاشا . و شاهدنا ان الجيش الشعبي بقيادة الشهيد د جون هو الذي كان يحارب في الجبهة الشرقية اصالة عن نفسه و نيابة عن احزاب تجمع الميرغني (قحت حاليا ) .. و خلاصة القول هي انه لا يستغرب اي محلل سياسي ان تتحالف احزاب قحت ( و بهذه السهولة و السرعة ) مع بني جلدتهم في حزب المؤتمر الوطني الفاشي الفاسد ضد الغرابة (زرقا و عربا ) .. و السؤال الاهم هو : علي اي اساس ، و استناداالي اي (مشروع تلتقي احزاب قحت مع بني جلدتهم من الكيزان الحرامية ؟!!)
هل ياتري (يلتقيان علي الشريعة ؟ ) كما حدث في اجتماع السفينة (بين النميري و الصادق المهدي نيابة عن الجبهة الوطنية ؟!! ) ام علي الشريعة مرة اخري كما حدث في اتفاق القاهرة بين بين تجمع الميرغني و الحزب الشيوعي ..الخ و الذي بموجبه (مارس تجمع الميرغني الهبوط الناعم ) الذي يحاول قوي الاجماع اسقاطه علي نداء السودان ، و دخل بذلك تجمع الميرغني (بيت الطاعة - المجلس الوطني) و اصبح شريكا للاخوان المسلمين في السلطة ؟! هل ستتحالف قحت مع بني جلدتهم من الكيزان ليجلب لهم الكيزان القاعدة و داعش و بوكو حرم (ليخوضوا الحرب نيابة عنهم في مواجهة الدعم السريع و الجبهة الثورية؟ ) كما فعل (البشير و نافع و علي عثمان و عوض الجاز .. الخ) من قبل حين جلبوا بن لادن و كارلوس ليثبتوا بهم اركان دولتهم ضد الجيش الشعبي بقيادة الشهيد غرنق ؟!!
ام ستكون مساومة القحاتة مع بني جلدتهم في المؤتمر الوطني (علي كلام القائد عبدالعزيز الحلو / (العلمانية .. او نذهب لتقرير المصير كما ذهب الجنوب ؟!! ) .. بحيث تكون مساومة قحت مع بني جلدتهم علي اساس الاتفاق علي مشروع وطني ، يستند الي العلمانية ، و يجنب البلاد المزيد من التمزيق ؟!! . و في مقابل قبول الكيزان بالعلمانية تجري معهم المساومة التاريخية ، و ذلك ، في اطار اجراءات العدالة الانتقالية ، و التي لا تقبل الافلات من العقاب ، و تشمل التسوية تسليم ال 51 من المطلوبين للمحكمة الجنائية ، بما يلبي مطالب الضحايا من النازحين و اللاجئين ، و رد الاموال المنهوبة ، و بعد المصراحة و المكاشفة و الاعتراف ، و التعويض العادل للضحايا المتضررين ، يجري العفو و التسامح ، من منظور وطني يهدف الي تجنب تكرار التجربة العراقية (تجربة اجتثاث البعث ) التي ادت الي تعقيدات كثيرة لاحقا ، بقصد ادماج الاسلاميين في الدولة العلمانية بعد تفكيك دولة التمكين ، و اعادة هيكلة الدولة السودانية ، بما يمهد لاستقرار الدولة السودانية ، و التوجه نحو الانتاج و الاعتماد علي الذات .
3)
كلام القائد عبد العزيز الحلو او الطوفان !!
القائد عبدالعزيز الحلو .. قائد متفرد .. شبيه ذاته .. له كارزمة القائد الرصين .. انه رفيق الشهيد د جون غرنق ، و رفيق الشهيد يوسف كوة مكي ، و رفيق القائد الشهيد / داوود يحي بولاد ، و كان نائبا لبولاد ، فلو قدر المولي لبولاد و الحلو الوصول الي جبل مرة في ذلك الوقت المبكر من عمر الانقاذ (عام 1991) لتغير مجري تاريخ السودان !! اعترف الحلو بثورة ديسمبر ، ووافق الحلو علي التفاوض في جوبا (وحدها ، و دون غيرها ) .. عرفانا للعلاقة التاريخية (بين جوبا و كاودا) منذ عهد الشهيد غرنق . زهد الحلو في الخليجيين .. لذلك سعي اليه الخليجيون سعيا حثيثا . واذا سالني احد : ( ما سر الغرام بين دولة الامارات و القائد عبدالعزيز الحلو ؟ اقول (بلا تردد استنادا الي التحليل ) : اقول ان الاماراتيين معجبون بكارزميته ، و ( رؤيته ) الواضحة ، و كلامه موضوع هذا المقال (العلمانية ، و الا سنذهب الي تقرير المصير كما ذهب الجنوب من قبل ) . فدولة الامارات استثمرت كثيرا في مصر و ليبيا و السودان ، و هي تخشي من ارهاب الاخوان المسلمين ، و قد وجدت في (رؤية) القائد الحلو الخلاص العقلاني الذي يبعد السودان من شبح الارهاب الاسلاموي الاخواني .
لقد ادخل القائد عبد العزيز الحلو الفرح و البهجة في نفوس السودانيين جميعا حين شاهدوه وهو يستقبل الحكومة السودانية ممثلة في السيد حمدوك / رئيس الوزراء و ضيوفه من سفراء المجتمع الدولي لاسيما امريكا و النرويج ، فدخول حكومة السودان (سلما ) مدينة (كاودا العصية ) يعني للشعب السوداني ان السلام قد صار في متناول يد الجميع . لقد لعب القائد عبد العزيز الحلو لعبة ذكية جدا ، (اعطي عربون السلام .. قولة خير ) .. و حول الكرة لملعب الحكومة ، و المجلس السيادي ، و المجتمع الاقليمي و الدولي .. (مهر السلام الذي يريدته الحلو لعروسته الجميلة (كاودا ) هو (العلمانية ) .
ما المشكلة في العلمانية ؟!!
(1)
العلمانية ليست نقيض (الاسلامية ) ، و لا تعني نفي الدين ، و لا تعني الالحاد ، و انما تعني ( وقوف الدولة علي مسافة واحدة من جميع الاديان ) .. لقد اخذ كيزان السودان باكثر مفهوم متطرف للعلمانية وهو (اللائكية الفرنسية ) ، فالعلمانية ضروية حتي في حالة الدولة الموحدة الخالية من التعددية الدينية (مثل تونس - دين واحد هو الاسلام ) ، اما في حالة الدولة متعددة الاديان و اللغات و الثقافات مثل الهند و السودان و اثيوبيا ، فان (العلمانية تصبح فرض عين ، و المخرج الوحيد ، و بدونها فان تقسيم الدولة و تفتتها يصبح امرا حتميا .
(2)
تطبيق العلمانية شيء لا علاقة له بالاغلبية ، و بالتالي المسألة لا علاقة لها بالديمقراطية ، بالواضح كدة .. لا يجوز للمسلمين ان يقولوا : (نحن اغلبية بنسبة 98٪ مثلا .. ليس مهما كم هي النسبة - فلماذا تمنعنا الاقلية في الجنوب الذي ذهب .. او في جبال النوبة كما يطالب الآن عبدالعزيز الحلو، لما تمعنا (من من تطبيق ديننا و نحن الغالبية العظمي ؟! لماذا تتحكم فينا الاقلية ؟!! ) .. الاجابة تجدونها عند الزعيم غاندي الذي فتن به السودانيون كثيرا .. تراث غاندي يقول: العلمانية لا علاقة لها بالاغلبية ، في عام 1947 كانت نسبة الهندوس في الهند 85٪ ، و المسلمين 12٪ ، و المسيحيين و السيخ 3٪) .. في ذلك الوقت طالب الهندوس بان تكون دولة الهند هندوسية ، فرفض غاندي ذلك (و دفع حياته ثمنا لذلك من المتطرفين الهندوس .. لان غاندي يعلم ان تبني (الهندوسية كدين للدولةً يعني طرد الهويات الاخري لاسيما المسلمين) .. فالعلمانية التي يطالب بها الحلو تعني ببساطة ( ان تقف الدولة علي مسافة واحدة من جميع الاديان ) ، لانه و كما جاء في منشور الجهوريين : هذا او الطوفان .. اذا كانت الدولة اسلامية .. فان المسيحيين يصيرون اصحاب ذمة ) .. و مواطنين من (الدرجةالثانية ) .
. باختصار فان (علمانية الحلو تعني : ان تكون مرجعية الحقوق في الدولةالسودانية هي (المواطنة ) و ليس الدين الاسلامي دين الغالبية .. و هذا ما تطالب به جميع حركات المقاومة المسلحة ، و قد قامت الجبهة الثورية في كاودا (بعد انفصال الجنوب) علي هذا الاساس .
(3)
جاء في الاسافير ان القائد عبدالواحد محمد النور قد اعلن عن ترحيبه ، و سعادته بزيارة معالي رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الي كاودا ، و اعلن القائد عبدالوحد عن رغبته هو الاخر في زيارة كاودا و هو في طريقه الي مقر قواته في دارفور ، و انه (اي عبدالواحد) سيوجه الدعوة ايضا لمعالي رئيس الوزراء لزيارته في مقر قواته في دارفور . فالقايد عبدالواحد هو صاحب الصوت الاعلي (بين قادة الجبهة الثورية في الدعوة للعلمانية ، و عدم المساس بالحواكير ) .. و هذه كلها بشائر تحقيق السلام الشامل ، و بالنسبة لكاتب المقال هذه دلالة نهاية حروب (الزرقة في دارفور و كردفان ) .. و اذكر مرة اخري .. ان من جرب ويلات الحروب لا يعود اليها ، نتطلع الي سلام دائم و ليس هدنة ، فالسلام يكون دائما حين يخاطب جزور المشكلة ، و ليس افرازاتها .. حكومة الانقاذ المبادةً، و كثير من قيادات قحت الان يهتمون فقط بافرازات حروب الهامش ( معسكرات النازحين و اللاجئين ) ، و يتوهمون ( من قراءتهم السطحية هذه ) ان قضية دارفور سوف تنتهي بمجرد تصفية معسكرات النزوه و اللجوء !! . و شاهدنا ان ( السلام الشامل .. بمشاركة التحرير/ عبدالواحد محمد النور) .. هو بشارة خير بانتهاء حروب الزرقة علي الاقل .. و نسبة لان التهميش في الجزء الاكبر من تجلياته (جغرافي ) فان (الراية سوف تنتقل تلقائيا الي القبائل العربية في الغرب الاجتماعي كله (دارفور و كردفان ) مثلما حدث في الجنوب ، فقد حاربت قبائل الاستوائية ثم وقعت اتفاقية اديس ابابا 1972 ، وحين تجددت الحرب عام 1983 كان من الطبيعي ان تنتقل الراية الي القبائل النيلية (الدينكا و النوير و الشلك ) .. لذلك ، نحن في حركة العدل و المساواة اكثر سعادة بالتفاهمات التي تجري بين حركات المقاومة خارج الجبهة الثورية ، و هما الحركة الشعبية شمال جناح القائد الحو ، و حركةً التحرير جناح القائد عبدالواحد محمد نور) من طرف ، و بين الحكومة المركزية /حمدوك ، لانها السبيل الوحيد الي (السلام الشامل ) . كما يتمني كاتب المقال ان تمتلك السلطة الانتقالية الشجاعة للاستجابة (لكلام القائد الحلو ، و رفيقة عبدالواحد - و كافة اطراف الجبهة الثورية) .
(4) بصراحة مشكلة العلمانية (ليست في ماهيتها و مضمونها ) و انما في (سمعتها ) .. اعني ان هذه الكلمة ملطخة بابعاد شعبوية غوغائية ، هتافية كيزانية ، تجعلها رديفة للكلمتين .. الشيوعية و الالحاد (لا شيوعية و لا الحاد .. اسلامية 100٪) . بسقوط نظام الانقاذ .. و الشروع في تفكيك دولة التمكين فقد انتهي التخوف من ( البعد الشعبوي الغوغائي ضد ( العلمانية) ، خاصة اذا وضعنا في الحسبان ان التفكيك قد شمل جزءا من (الالة الاعلامية لدولة الكيزان - قناة الشروق ، و طيبة ..الخ.) ، فضلا عن ان جمهور ثورة ديسمبر قد صار ينازل الكيزان (التصدي لمظاهرة الزحف الاخصر في مدني ) .. ادري ان الكيزان يسعدون بالفوضي .. و يسعون الي استفزاز الثوارللمضي في اتجاه العنف و السيخ كعادتهم منذ زمن الطيب سيخة . و شاهدنا ان دولة ثورة سبتمر بيدها الان السلطة و كل الاعلام ، بمقدورها ان تزيل البعد السالب المتعلق بكلمة العلمانية ، و تقدم حوارات جادة تفرش البساط الاحمر لتقبل العلمانية ( التي تعني : الدولة المدنية التي لا تسمح باقامة دولة دينية تعلن (الجهاد) علي جزء من شعبها ، و تقهر النساء باسم الاسلام كما فعلت طالبان و دولة الانقاذ .
5) العلمانية ضرورية لكل من يملك (رؤية لوحدة السودان / وطن الجدود) - من نملي الي حلفا - فقد انفصل الجنوب بسبب اصرار الشمال علي تطبيق دينه علي كل السودان (حتي الخرطوم العاصمة !! يا لها من قلة فقه !!). لقد ترك الجنوبيون الباب مواربا .. سموا دولتهم (جنوب السودان ) .. مثل المانياالشرقية و المانيا الغربية ، و مثل كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية - قياس مع الفارق .. (علمانية السودان الشمالي ) تشجع علي ممارسة الحريات الاربعة (بين دولتي السودان، و تشجع علي تحقيق الوحدة الطوعية في المدي المتوسط و الطويل في اطار (رؤية مشتركة بين الدولتين خلال مدة 20 الي 30 سنة )
(6) ونحن نتحدث عن ضرورة تطبيق العلمانية بهدف تحقيق وحدة السودان علينا ان نتذكر بان (الاسلام ليس في خطر في السودان ) ، و انتما (الوحدة الوطنية هي التي خطر ) .. و المؤسف ان الاسلام و ادعيائه من الكيزان هما (اكبر مهدد للوحدة الوطنية في السودان !! ) .. فقد تسبب الاسلام - كما يفهمه الكيزان - تسبب سلفا في تفتيت السودان ، و ذهب الجنوب ( لقلة الفقه لدي كيزان السودان) ؟!! فهل يتسبب (الخوف من الكيزان و زحفهم الاخضر ) مرة اخري في مزيد من التفتيت لوحدة السودان .. و ذلك برفض العلمانية التي ينصح كبيرهم (اردغان في تركيا) بالاخذ بها .. و يطالب بها /اي العلمانيةً/ المسلمون في الهند وهم اكبر مجموعة اسلامية في العالم ؟!!
(7)
حالة (الاسلاموية الموجودة في السودان منذ سبتمبر1983) اتت بطريقة غير دستورية ، و من (نظام مايو الانقلابي ) الفاقد للشرعية ، و قد ظلت سارية بسبب مماطلة الامام الصادق و حزب الامة حول تنفيذ اتفاق الميرغني غرنق الذي خلص الي تجميد قوانين سبتمر ، - ظلت سارية حتي جاء انقلاب الانقاذ المشؤوم الذي كرس قوانين سبتمر التي ادت الي تقسيم السودان و ذهاب الجنوب ، السؤال : هل يستمر (خازوق ) قوانين سبتمبر (البطالة ) كما وصفها (النميري) نفسه في تفتيت (السودان الي 60 حتة؟!! لقد اعلنت حركات المقاومة المسلحة كلها عن ثقتها في جدية المجلس السيادي و حكومة حمدوك بشان تحقيق السلام العادل و الشامل الذي يخاطب جذور الاسباب التي الي حروب الهامش ، و هذا يبشر بان ثورة ديسمبر المجيدة ستحقق اهدافها الواردة بالوثيقة الدستورية ، و تعبر بالدولة السودانية الي دولة الي التحول الديمقراطي، و تحقق الامن و الاستقرار للوطن و المواطن ، بما يسمح باسغلال موارد البلاد من اجل رفاهية الشعب السوداني .
(8)
الآلية المناسبة لموافقة السلطة الانتقالية علي كلام القائد عبدالعزيز الحلو / العلمانية ، هي عبر مفاضات السلام في جوبا ، فعلي السلطة الانتقالية التي تباشر التفاض في جوبا باسم الدولة السودانية و حكومة السودان ، ان تكون شجاعة و توافق علي الخيار الاسهل (القبول بالعلمانية ) .. و الا فلن يكون هناك اي سلام في جوبا . . مسارات التفاوض متعددة ، و لكن الجبهة الثورية لن توقع اي اتفاقية اذا رفضت حكومة السودان (كلام القائد عبدالعزيز الحلو ) .. و هذا يعني فشل السطة الانتقالية و قوي الحرية و التغيير في (دفع فاتورة السلام ) .. علي السلطة الانتقالية ان تتجنب اعادة انتاج (نيفاشا و تقرير المصير) .. لذلك (العلمانية ) هي افضل الخيارات لتحقيق السلام الشامل و تجنيب البلاد محاطر المزيد من التفتت و الانقسام .
ابوبكر القاضي
كاردف / ويلز /UK
17/يناير/2020
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.