8-1/ الإِخْتَشُوُا مَاتُوُا وتحكي قِصَّةُ المَثَل عن شقيقتين، يتيمتي الأبِ والأم، لم يكُن لهُمَا إخوة. وإعتادت الشقيقتان أن تناما على فراشٍ واحدٍ وهما عاريتان، ولكن، في ذات ليلةٍ وقع مصباحُ الزيت على البساط، وشبَّ منه حريقٌ هائل. وعندما استيقظت البنتان، كانت النارُ قد التهمت كلَّ شيْ، واحترقت ملابسهما بالكامل، ولكن، الناسَ، في الخارج، كانوا قد تجمهروا لإنقاذهما. ولكن كانت البنتان دون ملابس، وتجرأت إحداهن وخرجت عاريةً، ونجت من الحريق، أمّا الأخرى، فقد اختشت أن تخرج من غير ملابسها على الناس، فأحترقت بالنار، وماتت. فقيل: - (الإِخْتَشُوُا مَاتُوُا!). تعبيراً عن إنعدام الحياءِ لدى البعض، وقُوَّةِ العين، في مُجابهةِ الأمور. 8- 2/ اللِّي الإِخْتَشُوُا مَاتُوُا (روايةٌ أخرى): - وهي القصة المصريَّة للمثل: كانت الحمامات العامة القديمة تستعملُ الحطب، والأخشاب، والنشارة لتسخين أرضية الحمام وتسخين المياه لتمرير البخار من خلال الشقوق. وكانت قُباب، ومناور معظم الحمامات من الخشب. وحدث أن شبَّ حريقٌ في أحد حماماتِ للنساء، فهرب أكثرهن، فرارًا من النيران التي إُستعِرَتْ. أما النسوة اللائي لم يستطعن ارتداء كامل ملابسهن، فقد بقين حياءً، وخشيةً، من العار والفضائح، وفضّلن الموت على الخروجِ وهن عاريات. وعند وصول مالك الحمام، هاله مارأى، وسأل عاملة الحمام: - هل ماتت واحدة ممن كُنَّ بالحمام؟ فأجابته: - نعم، يا سيدي. فقال: - من ماتت؟ فقالت له العاملة: - (اللي الإِخْتَشُوُا، مَاتُوُا!).