قدم د . بخاري اوراق اعتماده لملكة بريطانيا . بعد الفراغ من الطقوس الرسمية البروتوكولية جري العرف ان ينتظر السفير لحظات مع مضيفه يتجاذبان اطراف الحديث الذي لا يخرج في مجمله عن المجاملة . وبعدها تقف الملكة وهذا ايذان بان المقابلة انتهت فينهض الضيف مودعا وينطلق الي مقر اقامته . والحديث يجري بينهما عذبا رقراقا المح د . بخاري انه ينظم الشعر بالانجليزية والابتسامة تضئ وجهها المشرق اعتبر هذا جواز مرور للذائقة الملكية . وطفق يردد الابيات تلو الابيات والملكة تتابع باهتمام وتركيز فاق حد الوصف وخلجاتها تستزيد فاليوم سعيد والدنيا عيد وكانهم في حدائق البان جديد . المدة المخصصة للمجاملة انتهت وبدا رجال البروتوكول يشيرون للملكة يذلك من طرف خفي ولكن كانت بكل مشاعرها هائمة في وادي عبقر فرع بريطانيا وتجاهلت اشاراتهم . فرغ درة سفراء السودان من نصوصه السكسونية ومع الرياح المؤاتية افصح بانه يمكنه ايضا ان يقرض الشعر بالفرنسية . وواصل ينشد ابيات تتبعها ابيات بلسان باريسي معطر والملكة يبدو انها استغرقت تماما في خدر من النوع الذي يملك علي المرء اقطار نفسه وحواسه . وثانية تجاهلت اشارات موظفي البروتوكول الذين كاد ان يغمي عليهم ولا يصدقون ما يجري امام اعينهم . في اليوم التالي خرجت الصحف البريطانية وبمنشتات عريضة كتبت : ( الفتي القادم من النيل سحر الملكة ! ) . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا. امريكا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.