فيروس كورونا المستجد أو الفيروس التاجي استحق هذا التوصيف بجدارة ، لا لأنه يشبه تاج الملوك فقط ولكن لأنه الآن صار ملك الأمراض وعلي كل لسان وفي كل الوسائط ووسائل الاعلام مقروءة ومسموعة ومرئية وعلي مدار الساعة والكل يقول كورونا !الصغير والكبير! فهو تاج علي رأسه تاج! أي ملك بتاجين ! يا ريت لو يلقي ليه فتاة يتزوجها يتوجها وينشغل بها ونرتاح منه، لكن يبدو انه عنده رأي في الزواج! ومادي لسانه للناس قائلا : مين قال ليكم أنا عايز أتزوج! أنا كدة مرتاح خمسة وعشرين قيراط! فالعالم كله متفق علي شيء واحد فقط وهو أنى ملك الساحة بلا منازع! يسبب فيروس كورونا المستجد أحد الأمراض الوبائية سريعة الانتشار وقاتلة، وهو مرض مستجد كانت دولة الصين وبالتحديد مدينة ووهان في مقاطعة أوبي بؤرة الوباء والتي انتشر منها الي بقية أنحاء العالم. المرض ينتقل بشكل أساسي عن طريق الجهاز التنفسى وقد يصيب أي شخص ، صغير أو كبير ، غفير أو وزير، ليس له لقاح يقي الفرد من الإصابة به وليس له علاج لمن يصاب به وهنا تكمن المعضلة. وحسب نتائج احدي الدراسات فان فيروس كورونا يصيب الرجال أكثر من النساء بسبب اختلاف المناعة وبعض الهورمونات والكرموزومات الجنسية. كل الناس عرضة للإصابة بهذا الوباء لكن أكثر قطاعات المجتمع عرضة للإصابة به هم العاملين في القطاع الصحي بحكم عملهم ، فهم أكثر اتصالا بالمرضى ووتتفاوت درجة اصابتهم به حسب درجة اتصالهم بالمريض أو مخالطيه وحسب توفير معدات وأدوات الوقاية والسلامة الشخصية الموفرة لديهم وكفاءتها ودرجة استخدامهم لها فهناك الكثير من ضحي وفقد حياته من كل الكوادر الطبية هنا في السودان وبقية دول العالم وهم يقدمون الخدمة الطبية بتضحية عالية ونكران ذات. رغم التدخلات التي تقوم بها وزارة الصحة وشركائها فان حالات الإصابة بفيروس كورونا في ازدياد هذه الأيام ما يعني ارتفاع المنحني الوبائي للمرض ولم يصل بعد الي قمته، متي يصلها ؟ ومتي نشهد انخفاض في الحالات ونزول المنحني الوبائي؟ وهل سنصل الي الحالة الصفرية كما كان الحال قبل انتشار المرض؟ ومتي سيكون ذلك ؟ أم سنصل الي درجة التعايش مع المرض بحيث لا يصبح مشكلة صحية كبيرة ويتم رفع الاغلاق ويرجع الناس الي أعمالهم مع أخذ الاحتياطيات الوقائية الضرورية والي حين اكتشاف لقاح أو علاج للوباء. ليس كل من يصاب بالفيروس يفقد حياته فهناك نسبة شفاء عالية بين المصابين وتزداد الوفيات بين كبار السن لقلة مناعتهم أو لحرمانهم من أجهزة العناية المركزة كما حدث في بعض الدول حيث ركزت العناية والرعاية في الأقل سنا (دون الستين من العمر) في خطوة جارحة للإنسانية ! وتتفاوت نسبة الاماتة بين المصابين وقد تصل الي 10% ويعتمد ذلك علي الاكتشاف المبكر للحالات وتوفر الكادر الطبي المؤهل إضافة الي توفر أجهزة العناية المركزة لإنقاذ المصابين وبأعداد كافية. كثير من الناس ينكر وجود وباء كورونا! وكثير منهم يعتقد بأن وراء الأمر مؤامرة وما يحدث من اتهامات واتهامات مضادة بين أمريكاوالصين أكبر شاهد علي ذلك! والحقيقة الماثلة انه اصبح واقعا أصاب وفتك بآلاف الأرواح وأنهي اقتصاديات دول كانت (تهز وترز) والكل الآن يسعي لاحتواء الوباء بالتوازي مع تنافس بين الشركات والدول لايجاد لقاح ناجح أو علاج ناجع. أحدث فيروس كورونا خوفا وهلعا شديدين للكثير من الناس وكما يقول المثل (كتلوك ولا جوك) وهذا الخوف قد يكون مفيدا في أن يتبع الفرد الوسائل الوقائية الضرورية لتفادي الإصابة بالفيروس .فيروس الكورونا لايطرق الباب عند الزيارة! وبعض الناس لا يصدق ما يجري الا اذا دخل الفيروس الحوش وأصابه أو أصاب أحد أفراد العائلة، قارنا البيان بالعمل وهذه بالتأكيد زيارة خطيرة تصبح معها عملية المكافحة شاقة وصعبة وهي زيارة غير مرحب بها لأنها وخيمة العواقب! ويجب علينا أن نمنع مثل هذ الزيارات بتطبيق شعار لآت أثنين " لا نمشي لناس(كورونا) لا يجونا" مع الاعتذار للشاعر والفنان للتحوير. أخيرا اغسل يديك (قبل الأكل)، البس الكمامة وخليك في البيت. تحية واشادة حارة بكل العاملين في الحقل الصحي، رحم الله من فقدنا جميعا وحفظنا ورعانا. اللهم ابعد عنا الوباء والبلاء. د/ سيد حلالي موسي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.