أنقل إليكم نقاش تكرر مع بعض الأصدقاء حول ما يجري على واقعنا السياسي وإنعكاس أزمة الكورونا. حيث وقف فريق يرمي اللوم على د. أكرم ويعدد مواقف يراها سالبه ويتحسر على أن واقع البلد كان سيكون أفضل لو كان في مكانه زيد أوعبيد.. وفي الجانب الآخر يدافع البعض عن د. أكرم ويرمي اللوم على الشعب الذي لم يلتزم بالسياسات والموجهات. نقول لهؤلاء اننا لا ننكر دور الوزير ودور الشعب في التعامل مع اي مشكلة وطريقة التعامل معها لكننا نجزم بأن دورهم مهما عظم أو قصر فهو ليس العامل الحاسم. بل هو عامل مؤقت لا يمكن ولا يفترض ان نتركه يؤثر على واقع معاشنا ولا نواتج أزماتنا. إننا نجزم إن أزمتنا هي في غياب المؤسسيه وانعدامها. إن الشعوب لا تترك مصيرها على إمكانيات فرد مهما كان عظيما ولا يمكن ان تترك مستقبلها على أيد رئيس ملهم أو وزير ذو خبره وعلم. إيماننا بأن البشر يخطئون وأن كل فرد مهما كانت خبرته أو حسن نواياه فوحدها لا تكفي... فهناك عوامل ذاتيه قد لا تساعده في تقديم أفضل ما لديه. أي شعب مهما إرتفع وعيه وسمو تقاليده وموروثاته فهناك من العوامل التي تجعل من الإستحاله أن نضع عوامل النجاح لتستند على التنبؤ بردود فعل الشعب وتعامله. فلا توجد أمه تضع تاريخها ومستقبلها على ملكات أفراد ليقودوا التغيير ولا على إمكانيات شعب في الإلتزام بخط معلوم. إن نجاح أمريكا وألمانيا في تجاوز الصعاب لاتعتمد على مقدرات خارقه لترامب لا نراها او ميركل اونتيجه لسمات مستبطنه في الشعبين الامريكي والألماني. إن دور القياده والشعب في التعامل مع الواقع لا ينكره أحد ولكنهما ليس بالعامل الحاسم.. هي عوامل مؤقته وثانويه فالعامل الحاسم هو المؤسسيه التى تستطيع تغيير القياده والسيطره على الشعوب للقيام بالواجبات المحدده. إن أزمتنا ليس في أخطاء د. حمدوك او د. أكرم أو نجاحاته وقضيتنا ليس في استهتار شعبنا وعدم انضباطه.. إنه تبسيط مخل عندما نظن إن أزمتنا هي في شخص واحد ستتحل بتغييره.. أو في شعب لا يسمع بالنواهي والقوانين. فليتوقف جدلنا المفارق لدروب المنطق وابجديات عوامل التغيير. نقول للجميع تعالو لكلمة سوا... لو أتى لوزارة الصحه من يحمل عصا موسى و علم نبي الله الخضر فلن يكون الحل الجذري بيده في غياب المؤسسيه.. ولو غيرنا شعبنا واستبدلنا بشعب الله المختار لن نبلغ مرافئ النجاح في انعدام المؤسسيه.. إنها المؤسسيه الترياق والدواء الذي قدم الشهداء دماءهم مهرا لها... إنها المؤسسيه بهياكلها ولوائحها التي ترتب لنا نظام الحكم وتضبط حركته.. فلنجعل معركتنا في التأسيس لنظام دولة يعتمد على المؤسسيه لا يهتز بأخطاء او وزير وتقاعس شرائح من شعبنا. مؤسسيه تعلم أهمية القياده وضرورة تعاون الشعب لذا ترسم له من القوالب والبدائل تجعل حركة التغيير لا تتوقف بأخطاء فرد أو جماعه. إنها المؤسسيه التي. 1.تعطى الشعب سلطة مراقبة رئيسه ومحاسبته وتغييره إن لم يرض عنه. 2.مؤسسية تعطي الرئس صلاحية أن يتابع عمل وزاءه يراقب ويحاسب ويستبدله ان لم يحقق ما طلب منه. 3.مؤسسية تجعل لوزير صحتنا الصلاحيه في توزيع السلطات والتكاليف على شبكة تنفذ سياسات صنعها الخبراء والعلماء يتابعون تنفيذها ويستبدل المقصرين. 4.مؤسسيه توفر الاجسام الرقابيه التي تعبر عن هموم الشعب وأحلامه تكون يده التي تغير جهازه التنفيذي اذا لم ينفذ مهامه ولم يلتزم خط الشعب. 5.مؤسسيه تمتلك جهاز خدمة مدنيه له تقاليد المهنيه والإنضباط تنفذ قرارات الحكومه وعينا رقيبا على اي فشل في التطبيق والتنفيذ. 6. مؤسسيه تستند على جهار قضائي وأمني يضع اللوائح والقوانين يضمن تنفيذها ولا يعتمد على مزاج شريحة ما أو طبيعة شعب او تقاليده سالبه كانت او ايجابيه. 7 .مؤسسيه تخلق إعلاما حر يعبر عن صوت الشعب. يعكس جذور الازمات يتابع اداء الحكومه يعري القصور والإخفاق.. أحبتي.. إن ثورتنا هي ثورة مفاهيم..لا تعتمد على الأفراد.. هي ثورة تسعى لتغيير الاسس والأنظمه ورسم الهياكل التي تستند على المؤسسيه المحكومة بالقانون والشفافيه لا يهزها أخطاء أفراد مهما عظمت مكانتهم ولا طبيعة شعبنا ومابه من سلبيات.. مؤسسيةصوتها واضح وقرانها معلوم تقول آياته... إن أخطأ الرئيس او الوزير يصحح و يحاسب وإن أخطأت أي شريحة من الشعب فهناك القانون الذي يمنع وينظم.. أحبتي قوموا لثورتكم يرحمكم الله نبني المؤسسيه فهى التي ستضمن ان يسير و زراءنا وشعبنا في صراط الثورة المستقيم وتصل بشعبنا لمرافئ الخير والعداله..