الخرطوم - 1/6/2020 شارك الاتحاد النسوي التعاوني متعدد الأغراض بفعالية ضمن جموع الشعب السوداني بثورة ديسمبر المجيدة، كأحد القطاعات المهنية العاملة بالقطاع غير المنظم. كما تعززت مساهمته ضمن المشاركة النسوية الفاعلة بالمواكب والاحتجاجات التي انتظمت بكافة أرجاء السودان وصولاُ ل 11 أبريل 2019 بسقوط نظام المؤتمر الوطني المنحل. وقد واصل الاتحاد عبر جمعياته التعاونية لبائعات الأطعمة والشاي في تسهيل العديد من المهام اللوجستية بميدان الاعتصام بالقيادة العامة، جنباً إلى جنب مع بقية تنظيمات المجتمع المدني. حيث كان (مطبخ الاتحاد التعاوني النسوي) بمثابة شعلة حركة دائمة لعضوات الاتحاد في تقديم الوجبات للثوار طوال فترة استمرار اعتصام القيادة العامة. و مع مجئ ذكرى أحداث 3 يونيو المؤلمة، لا يفوتنا التذكير بأن العاملات بالقطاع غير الرسمي دفعن ثمناً باهظاً خلال جرائم فض اعتصام القيادة العامة وما تلاها من أحداث، حيث فقدت أكثر 5,000 بائعة شاي و أطعمة جميع ممتلكاتهن المادية و العينية ومصادر رزقهن، بالإضافة لاستهدافهن بشكل مباشر وأطفالهن ضمن حوادث العنف الجنسي التي تعرضت لها العديد من النساء والفتيات والاطفال والشباب، حيث لا تزال مجموعات كبيرة من النساء يعانين من الآلام النفسية والجسدية جراء جرائم فض الاعتصام دون دعم فى الوصول الي العدالة أو العون النفسى والمادي. وعقب تشكيل الحكومة الانتقالية والاتفاق السياسي، لعب الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض دوراً فاعلاً في دعم الفترة الانتقالية لتحقيق مطالب الثورة من خلال التنسيق المباشر مع مؤسسات السلطة الانتقالية ممثلة بوزارة االشؤون الاجتماعية و العمل في الدفع بتصورات لمعالجة أوضاع النساء و الفتيات العاملات بالقطاع غير الرسمي للدفاع عن قضاياهن و هيكلة هذا القطاع و إيجاد فرص للتدريب والتطور للعاملات وأسرهن. ولا تزال جهود الاتحاد مستمرة بهذا الصدد. بتاريخ 15 مارس 2020، قام المكتب التنفيذي للاتحاد التعاون النسوي المتعدد الأغراض الذي يضم 15,000 سيدة راعية أسرة تحت مظلة 13 جمعيات تعاونية مسجلة بولاية الخرطوم، بالاجتماع مع مسؤولين/ات و ممثلين/ات لوزارة الرعاية الاجتماعية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية، لبحث أوضاع النساء العاملات بالقطاع غير الرسمي ضمن ترتيبات الطوارئ الصحية في ظل انتشار جائحة كورونا بالبلاد، و إجراءت فرض حظر التجول والحجر العام لاحقا و تقييد الأعمال بولاية الخرطوم، وقد أوصي هذا الاجتماع بضرورة تقديم مساعدات ودعم لهذا القطاع من خلال الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض. و بناء على خطة العمل التي جرى التوافق عليها مع اللجنة العليا للطوارئ الصحية و وزارة الرعاية الاجتماعية، قام الاتحاد من خلال جمعياته، بإجراء مسح و إعداد قوائم للنساء العاملات ببيع الشاي و الاطعمة بمناطق وجود هذه الجمعيات بالحرطوم الكبرى في: الراشدين – دار السلام – مايو – الازهري – السلمة – امبدة – الفتح (1) – الفتح (2) – الحاج يوسف – غرب الحارات – سوبا – الثورات، و التي تعد من المناطق الاكثر تأثراً من فرض حالة الطوارئ الصحية و حظر التجول بسبب الأوضاع الاقتصادية بها كما أنها تضم معظم العاملات بالقطاع غير الرسمي، وخاصة من النساء المتأثرات بالنزاعات المسلحة التي جرت بأقاليم دارفور و جنوب كردفان والنيل الازرق. وقد تضمنت الكشوفات التي جرى تسليمها لوزارة الرعاية الاجتماعية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية بيانات أكثر من 12,000 سيدة. اليوم و بعد مرور اكثر من يوم 50 يوماً من تسليم هذه الكشوفات، لم تقم وزارة عمل والتنمية الاجتماعية أو اللجنة العليا للطوارئ الصحية بتقديم أي نوع من المساعدات للنساء اللاتي جرى حصرهن بواسطة جمعيات الاتحاد أو التواصل مع الاتحاد لاخطاره بأي مستجدات متصلة بترتيبات العمل على هذا الملف، وقد باءت محاولات الاتحاد بالفشل فى التواصل مع الجهات المعنية. أدى هذا الوضع إلي جملة من التساؤلات وحالات تذمر وغضب مستمرة من قبل النساء فى عضوية الاتحاد وومن أسرهن، حيث أسقط بعض من هذا الغضب علي قيادات الاتحاد بحجة أنهن المسؤولات من هذا الوضع. وهو أمر قد عرض العديد من القيادات للمخاطر والتهديد من قبل أفراد وصل بهم الامر في ظل حظر التجوال لي حدود اليأس جراء العوز والفاقة التي تلازم مجتمعات السودان المهمشة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. إن الدور الذى يلعبة الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض هو دور يتجاوز تنظيم النساء فى القطاع غير الرسمي ويمتد الي نشر السلام ورعاية ودمج مجتمعات كانت ولا زالت مهمشة ولا تحظى بأي إهتمام من الدولة السودانية. وقد كنا نتوقع -نحن فى الاتحاد التعاوني- أن تعي حكومة الثورة هذا الدور وتتعاطي معنا بالاهتمام والتقدير الذى نستحقه. نحن الآن نطالب الحكومة الانتقالية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية بحقوقنا في العيش والسلامة و الايفاء بالتزاماتهم تجاه النساء العاملات بالقطاع غير الرسمي ومجتمعاتهن في اطراف الخرطوم، حتى النساء خارج إطار الإتحاد وعضويته، و تقديم مساعدات لهن في ظل استمرار سريان حظر التجول والعمل علي التعاون مع الاتحاد فى تقديم المعونات والسلع الاستهلاكية لأسر نساء الاتحاد وتضمين مناطق الخرطوم الكبرى الهامشية وجميع المجتمعات المهمشة بكل السودان ضمن خطط الوعي الصحي من الوباء و متطلبات الوقاية من صابون ومطهرات وأقنعة واقية. ونطالب جميع فئات المجتمع السوداني بالتضامن معنا وضم أصواتهم وجهودهم إلي صوتنا في المطالبة بالحقوق المشروعة. اللجنة التنفذية للاتحاد التعاوني النسوي عنهم عوضيه محمود فائزة اسماعيل سعيدة كوكو