قيَّم ممثلو الجهات المانحة أمس في الدمازين، بولاية النيل الأزرق، بشكل مباشر، التقدمَ المحرَزَ في نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بعد مرور سنةٍ على إطلاق السلطات السودانية هذا البرنامجَ بدعمٍ من المجتمع الدولي. "الإدماج هو واحد من أهم المراحل في تنفيذ اتفاق السلام الشامل. فالإدماج الناجح يمكن أن تسهم في السلام والتنمية المستدامة في السودان "، صرّح بهذا السفيرُ اليابانى لدى السودان اكينوري ادا في الدمازين أمس وهو يُُبدي ملاحظته بعد لقائه عددًا من المقاتلين السابقين الذين اجتازوا عملية تسريح المقاتلين وإعادة الإدماج، وأصبحوا الآن معتمدين على أنفسهم ومندمجين بالكامل في المجتمع المحلي. كان السيد وادا جزءًا من وفدٍ يضم أعضاءً من السلك الدبلوماسي والمسؤولين في الحكومة السودانية، وكذلك نائب الممثل الخاص للأمين العام جورج شاربنتييه الذي سافر إلى الدمازين شخصيا لتقييم التقدم المحرز في نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. هذه الزيارة جاءت على خلفية الجهود المتضافرة التي تبذلها الجهات المعنية لتعزيز سلامة نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وحشد الدعم الدولي لهذه العملية. سيستفيد ما مجموعه 180،000 مشارك من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدفاع الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان من هذا المشروع من خلال ترك الحياة العسكرية وإعادة دمجهم في المجتمع المدني. وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام جورج شاربنتييه "إن النجاح في الإدماج يتيح الفرصة لإعطاء المقاتلين السابقين، وأسرهم والمجتمع ككلِّ الأملَ بأن السلام والاستقرار سيحسِّن بالفعل حياتهم" وتقوم حاليا وكالة التعاون الدولي اليابانية، ومنظمة جسمار (وهي منظمة سودانية غير حكومية) ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بتوفير التدريب المهني وأدوات بدء أعمال التجارة الصغيرة وتجهيز الأغذية، والنجارة، وتربية الحيوانات. وبرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج يضمُّ حاليًا أربعة مراكزَ أخرى في جلود وكادوقلي وجوبا ورمبيك. معظم هذه المراكز قد أكملت مرحلة التسريح وهي الآن تقدِّم مشورةً و تجري دوراتٍ تدريبية خاصّة بإعادة الإدماج. عمومًا، سُرِّحَ حتى الآن أكثرُ من 21،000 مقاتل بينما تلقى أكثر من 13،000 من المشاركين في برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المشورةَ بشأن فرص إعادة الإدماج. هذا، وتجري حليًا الأعمالُ التحضيرية في مرحلة متقدمة لإطلاق ثلاثة مراكز إضافية في كاودا، أويل و آل فولا. لا يزال التمويلُ يشكل عائقا حاسمًا في برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، والذي تقدر تكلفته ب 430 مليون دولار على مدى فترة مدتها أربع سنوات. تقف تعهدات الجهات المانحة حتى الآن عند 125 مليون دولار، بينما تبلغ المساهمات الفعلية 40 مليون دولار. هذا البرنامج من الناحية العمليّاتيّة تديرها مفوّضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في شمال السودان ومفوّضية نزع السلاح والتسريح وإعادة لإدماج في جنوب السودان، مع تقديم الدعم التقني واللوجستي من وحدة الأممالمتحدة المتكاملة لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. دكّانٌ لبيع السلع الصغيرة تعرَض فيه مجموعة من موادّ نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج خلال معرض البرنامج المقام في الدمازين نائب الممثل الخاص للأمين العام شاربنتييه (الثالث من اليسار) في أثناء زيارة رفيعة المستوى إلى حدث برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في الدمازين