تصر قيادة اتحاد العمال المحلول، رغم مواكب 30 يونيو الجبارة، التي أوضحت بجلاء تام موقف شعبنا وإصراره على مواصلة ثورته ا، ان تمارس الكذب الرخيص، وتواصل العداء لثورة الشعب السوداني. وتحاول التمسح بالاتفاقيات الدولية لمنظمة العمل الدولية، وتدعي، زورا وبهتانا، انها امتداد لنضالات اتحاد العمال، منذ أيام الاستعمار وانتهاء بانقلاب 30 يونيو الأسود. فقد أصدر الاتحاد المحلول بيانا في 2 يوليو الحالي، كما كتب المهندس يوسف (الرئيس السابق) مقالا لا يشبه ممارسات ومواقف يوسف الذي عرفناها خلال ثلاثين عاما. سأحاول تقديم تلخيص لبيان الاتحاد المحلول ولكلمة رئيسه، وسأحرص بشدة ان يكون تلخيصي وافيا ومعبرا، عما طرح من أراء. تهرب البيان، بشكل فاضح، من التعرض لثورة ديسمبر العظيمة أو النظام المباد من قريب أو بعيد، وسمي كل الحراك الثوري الذي شمل كل بلادنا، من أقصاها الى أقصاها، بمستجدات الاحداث. والاغرب انه صدر في 2 يوليو الحالي، بعد المواكب الجماهيرية الضخمة التي خرجت في 30 يونيو. يتحدث البيان عن الوصاية الدولية والصراعات التي أضعفت الجبهة الداخلية والأزمة الاقتصادية المتفاقمة وصعوبة المعيشة التي لا تطاق. ويحاول بيان الاتحاد المحلول، وبدونكيشوتية مضحكة، ان يهدد لجنة تفكيك التمكين بانها لا تعرف قوته ولا جماهيره ولا سنده المحلي والدولي. ثم يصرخ، بأعلى صوته، ان الحكومة خالفت المواثيق الدولية الخاصة بالحقوق النقابية، وخاصة الاتفاقية رقم 87. ويرفض اعتقال النقابيين. ويكذب قائلاً بان مصادرة ممتلكات الاتحاد لم تحدث من قبل الا في هذه الحكومة، ولا حتى خلال عهد الاستعمار. أما رئيس الإتحاد المحلول فيشرح، في استاذية مفتعلة، الاتفاقية الدولية رقم 87 الخاصة بالحريات النقابية، ويركز على ايراد نصوص المواد 3 و4 و8 من الاتفاقية. ثم يكرر نفس الحديث عن منظمة العمل العربية. ثم يختتم حديثه بالدعوة للحوار والتفاوض غير المشروط مع الحكومة. لا احتاج لجهد كبير في الرد على بيان الاتحاد المحلول ولا مقال رئيسه، فعمال شعبنا يعرفون أكثر مني عن ممارسات ومواقف الاتحاد المحلول. ولكن احتاج لكلمات بسيطة للتذكير. التباكي الزائف على خرق نصوص الاتفاقية رقم 87 الخاصة بالحريات النقابية، أمر مثير للشفقة والضحك معا. الشخص، الذي يملأ الدنيا ضجيجا عن الاتفاقية، لم يطلب من حكومته المبادة عندما كان امينا عاما للاتحاد ثم رئيسا له، أن توقع على هذه الاتفاقية. رغم المطالبات المستمرة من قبل منظمة العمل الدولية لحكومة السودان بالتوقيع على الاتفاقية 87. وشخصيا لا استغرب ذلك من كوادر الاخوان، فقد عاصرت قياداتهم الحالية في جامعة الخرطوم، وفي العمل العام، وأعرف الكثير عن قدرتهم، غير المحدودة، في الظهور بغير مظهرهم الحقيقي، وقدرتهم العجيبة على الكذب. الادعاء بانه لم يسبق لحكومة ان منعت اتحاد العمال وصادرت ممتلكاته، مردود. ولا استغرب ذلك من قادة الاتحاد السابقة. فهي قيادات تم فرضها على الحركة النقابية من خارجها، لذلك لا تعرف تاريخ ونضالات الحركة النقابية، ولا المعارك التي خاضتها. لا أود الذهاب بعيدا في التاريخ. وأذكر فقط ما تم خلال العهد الأسود للاسلامويين. فقد صدرت قرارات منذ الأيام الأولى للانقلاب بحل الاتحادات النقابية، وصادرت ممتلكاتها، واعتقلت قادتها، بل عذبتهم، وقتلتهم في اقبية بيوت الاشباح. أليس، مما يثير إحراج، الرئيس السابق للاتحاد المحلول، انه لم يعتقل أو يعذب. وانه كل من طلبته لجنة تفكيك التمكين هو حضوره لها. تم ذلك الاستدعاء في قضايا فساد واستغلال النفوذ. وأنه لم يسأل أو يعتقل رغم انه يهدد الحكومة ويهاجمها من موقعه كمواطن حر، بل ويستخدم موقع الاتحاد في الفيسبوك لنشر ما يقوم به من نشاطات معادية. وان لجنة التمكين لا ترسل له، ولزملائه، العسكر المدجج بالسلاح، كما كان يفعل اخوانه لألاف النقابيين وفي الساعات الاولي من الفجر، انما تطلب منه الحضور لمكتبها، بكامل الاحترام. الافتراء بان للاتحاد قوة ليس للحكومة ولا لجنة التمكين مقدرة عليه. وانه مسنود محليا ودوليا. يعرف شعبنا ان الاتحاد كان تنظيم حكومة تدعمه وتحميه الأجهزة الأمنية. أما الاسناد الدولي فيكفي عشرات المذكرات والمطالبات التي جاءت من المنظمات الدولية والاتحادات النقابية العالمية ضد ممارسات حكومة الاسلامويين، وحينها لم يفتح الله عليكم بكلمة لحماية النقابيين الذين تعرضوا للفصل والاعتقال والتعذيب. كرر الاتحاد المحلول في بيانه وفي مذكراته للمنظمات الدولية افتراء اعتقال النقابيين. ونقول له، بالصوت العالي، ان من تم طلبهم بواسطة لجنة التمكين بسبب قضايا فساد وسرقة أموال العاملين. وهذه قضايا سيحين الوقت لكشفها ومعها ما تم من نهب أموال واشتراكات العاملين والممارسات التي تمت في بنك العمال الذي تتقلد رئاسة مجلس ادارته حتى اليوم. ونذكر المهندس يوسف ببعض الأنشطة التي قام بها مؤخرا فقد تحدث اونلاين، باسم اتحاد العمال، في احتفال بأول مايو في العراق، وندوة نقابية في تركيا، وأصدر باسم الاتحاد بيان جماهيري حول الأجور، وسلم مع منظمات كيزانية أخرى مذكرة للممثل المقيم للأمم المتحدةبالخرطوم. وسلم مذكرات للمنظمات الدولية والاتحادات النقابية العالمية والإقليمية. هذا بعض ما قمت به من أنشطة مؤخرا، ولم يتعرض لك جهاز الامن. ونقارن ذلك بما حدث لعلي فضل، ومحجوب محمد الزبير، وعبد المنعم سلمان، ومصفي عبادة، ومأمون محمد حسين كأمثلة فقط من الالاف الذين عذبوا، رغم انهم معا لم يفعلوا عُشر ما قمت به انت، منذ سقوط البشير. ورغم كل ذلك تواصل نشاطك في ثقة واطمئنان تام، بل وتهدد بتصعيده. انني لا ادعو لاعتقالك أو تعذيبك، ولكني ادعو جماهير العاملين للتصدي بجدية لقضيتها، وتخطي الصراعات الجانبية، وتوحد صفوفها من اجل انتزاع منظماتها النقابية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.