دخل الأهالي و المشردين داخليا بمعسكر فتابرنو بمحلية كتم، بولاية شمال دارفور في إعتصام مدني مفتوح نتيجة للانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المنطقة بصورة دائمة من دون مساءلة الجناة وافتقار المنطقة للحماية من الدولة أو البعثة المشتركة لحفظ السلام في دارفور ( اليوناميد) ، ورفع المعتصمون شعارات ومطالب بقضايا ومشكلات ومظالم المنطقة تتمثل في وقف الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المشردين داخليا و المطالبة بتوفير الحماية و أمن و سلامة قاطني المعسكر و هيكلة المؤسسات المدنية و تعيين عناصر محايدة و تعزيز سيادة حكم القانون. من حيث المبدأ تؤكد الهيئة أن مطالب المنطقة ونازحي معسكر فتابرنو مشروعة وعادلة وتجد المساندة والتأييد التام وان اللجوء إلى الوسائل السلمية في التعبير و التجمع يكفله القانون الوطني و الصكوك الدولية و الإقليمية و يجد الإحترام ، كما أن إعتصام نيرتتي قدم أنموذجا يمكن اتخاذه مدخلا لبحث كل قضايا الأمن والسلام والإستقرار و تحسين الأوضاع الإقتصادية بكل ارجاء السودان. من خلال متابعة الهيئة علمت أنه بخلاف إعتصام فتابرنو هنالك عدة مناطق رأت في الإعتصام الوسيلة السليمة الوحيدة للتعبير لإيصال أصواتهم للحكومة و رغم إتفاق الهيئة مع هذه المطالَب ونهج الإعتصام في التعبير ، ترى أن الوضع الحالي بالبلاد أكثر هشاشة وقد تفتح الإعتصامات المتعددة للقضايا المطلبية المشروعة الباب على مصراعيه لإضعاف الحكومة المدنية الانتقالية القائمة وتشتيت جهودها وصرفها فى ظل عدم وجود خطة إستراتيجية للحكومة نفسها وعدم اتساق خطابها مع حاضنتها السياسية قوى الحرية والتغيير، وضعف الناتج القومي والإرتباك التام في المؤسسات والأجهزة الانتقالية وعدم وضوح الرؤية . وسائل وطرق مخاطبة مؤسسات الدولة مثل ممارسة الإعتصام في التعبير لتدارك الأخطاء من الوسائل الناجعة ، ومثلما هي فاعلة ومدنية ومعبرة ، هنالك ضرورة للوقوف على إيجابيات ممارسة الحق في الإعتصام وتطويرها ومراجعة سلبياتها، حتى لا يؤدي تقنين الإعتصام كوسيلة وحيدة للتعبير إلي الفوضى الشاملة و تمرير أجندة النظام البائد ليؤدي إلي إفرازات عواقبها ليست في صالح التحول الديمقراطي الذي يسير بخطوات بطيئة لظروف يعلمها الجميع ، لذلك ترى الهيئة الآتي : 1. إعتصام نيرتتي رسالة تعاملت معها الحكومة بجدية ومسؤولية كما ومهدت الطريق لاتخاذه منصة لبحث مشاكل المنطقة ومشاكل دارفور المماثلة من جهة ومشاكل دارفور القومية المرتبطة بقضايا الحرب والسلام والإستقرار و التحول الديمقراطي من جهة أخرى. 2. ترى الهيئة أن يستفاد من منصة إعتصام نيرتتي لتكوين آلية للتحضير لملتقى تشاوري لبحث قضايا البلاد بمشاركة ممثلين من القوى المدنية والتنظيمات السياسية والحكومة الاتحادية لوضع أسس متفق عليها لإنتاج الحلول القاعدية لمشكلات البلاد لا سيما قضايا الأمن والاستقرار والوضع المعيشي بالبلاد . 3. إعتصام نيرتتي رسالة وصلت للحكومة الإتحادية ومكونات الثورة والشارع السوداني الضامن للثورة وبالدروس المستفادة ، وأن ذات مطالب إعتصام نيرتتي هي ذات مطالب إعتصام فتابرنو وقد تكون هي ذات مطالب المناطق الأخرى التي تهيأت للدخول في اعتصامات مماثلة وبالتالي يكون من الأفضل الاستفادة من تجربة إعتصام نيرتتي وتطويره إلي مؤتمرات قاعدية تبحث قضايا البلاد وتنتج لها الحلول النابعة من القواعد وتحقيق التراضي الوطني من خلال ترسيخ مبدأ التعبير السلمي كوسيلة وحيدة للتعبير المشروع. 4. هنالك ضرورة بان تضع الحكومة الإتحادية خطط إستراتيجية مدروسة وأن تتجاوز الحلول المؤقتة الجزئية وسياسة إطفاء الحرائق التي قد تؤدى حتما إلى تراكم المشكلات وتعقيدها كما وقد تؤدى إلي عرقلة أداء الأجهزة الرسمية. 5. ستطرح الهيئة لكافة الأطراف والجهات المعنية مقترح لعقد ملتقى نيرتتي التشاوري وتهدف من خلال ذلك لبلورة الرؤى لإيجاد وسائل جامعة لبحث كل القضايا والمشكلات بمشاركة جميع مكونات الثورة وذلك للخروج بتوصيات و مقررات صالحة للتطبيق الفوري تعزز المكاسب وتعالج السلبيات والإخفاقات . 6. التعبير بوسيلة الإعتصام بمثابة طلبات استعجال من المناطق المتاثرة بالحرب وغيرها لحكومة د حمدوك بضرورة العمل على تلبية مطالب الثورة وتنبيه لحكومته بأن الشارع السوداني قد نفذ صبره كما وفيها رسائل ضمنية لمكونات قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة بان الشارع العريض شرع في مباشرة وممارسة حقه الأصيل في التعبير عن قضاياه وتجاوز الوصاية . ختاما : المطلوب من الأطراف المعنية خاصة لجان المقاومة والحكومة إستثمار السوانح وتحويل الإعتصام في نيرتتي وفتابرنو والمناطق الأخرى إلي أنشطة وفعاليات ومؤتمرات قاعدية تبحث في القضايا والمطالب المرفوعة وتجد لها الحلول ووسائل التنفيذ . التاريخ : 9 /يوليو/ 2020 م