تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    دورات تعريفية بالمنصات الرقمية في مجال الصحة بكسلا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالب حركة العدل والمساواة تفوق شطحات الحلاج ؟! .. بقلم: سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 02 - 04 - 2010

الدكتور أمين حسن عمر، رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام التي تراوح مكانها فى الدوحة ،يعتبر واحدا من أبرز الإسلاميين السودانيين عمقا فى الفكر ، واهتماما بالثقافة والفن وفوق كل ذلك ،فهو شاعر مجيد ،ومثقف موسوعي ،هادئ فى حديثه ، مستمع جيد لمحدثه ، محاور بارع يجيد فنون الحوار ،لذلك لا يجد المرء غرابة ،فى أن توكل إليه الحكومة مسألة الحوار مع واحدة من أكثر الحركات المسلحة تشددا، فى دارفور ، وهي حركة العدل والمساواة التي يقودها الدكتور خليل إبراهيم ، عضو الحركة الاسلامية وأكثر عناصرها قيادة للجهاد فى جنوب البلاد وقت أن كانت رايات الجهاد مرفوعة فى سني الانقاذ الأولي،والدكتور أمين حسن عمر الذي اشتعل رأسه شيبا ،انضم إلي صفوف الحركة الإسلامية ،بعد أن أمن حينا من الدهر بفلسفة ومبادئ الشيوعية ،وكان أحد تلاميذ الدكتور حسن الترابي ،الزعيم الإسلامي الأشهر فى السودان ، وأحد الذين جلسوا إليه فى حلقات تنوير فكرية وسياسية عميقة ، بل يعتبر واحدا من أولئك الشباب من إخوته الذين كانوا يجلسون إلي الدكتور الترابي لتدوين التفسير التوحيدي للرجل وتحديدا الأستاذ سيد الخطيب الصحفي والأديب الرقيق والناطق الرسمي لوفد الحكومة فى مفاوضات نيفاشا ، والأستاذ المحبوب عبد السلام الذى كتب سفرا عن العشرية الأولي للإنقاذ ، وآخرون ،والدكتور أمين هو أحد الممسكين بملف المؤسسات الإعلامية فى السودان خاصة الإذاعة والتلفزيون ،منذ وقت طويل والي يومنا هذا ،وكان عضوا فاعلا فى مفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية فى معظم جولاتها ، خاصة مفاوضات نيفاشا وأيضا ابوجا، مع متمردي دارفور وهو كاتب ذو قلم رصين ودقيق، وصاحب عبارات قوية عميقة الدلالات وفيه بعض طباع أهلنا الرباطاب وكثير من نباهتهم ، غير أنه مقل فى كتاباته فيما يبدو لمسؤوليات الدولة الكبري، التي يكلف بها، وكان الرجل مستشارا صحفيا للرئيس البشير ،وهي من الأمور التي ربما تجعله لا يحقق المثالية المطلوبة فى العمل الوزاري الذي يناط به سواء فى حقل الإعلام، أو الثقافة أو هموم الشباب ،ورغم أن الدكتور أمين حسن عمر، لا يقل صبرا ،عن السيد أحمد عبد الله آل محمود، وزير الدولة فى الخارجية القطرية، الذي أطلق عليه البشير فى حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة اسم عبد الصبور ، نظرا لصبره الكثير وهو يسعي الي لملمة أطراف الصراع فى الإقليم ، الإ أن صبر الدكتور أمين حسن عمر ربما بدأ ينفد ، بسبب مماحكات حركة العدل والمساواة ،ومحاولاتها فى العودة الي مربع الحرب ، ربما جعله كل ذلك يعود لجذوره الصوفية أيضا وينعت أفعال الحركة وخروقاتها (بشطحات الحلاج ).
والحلاج الذي يشير إليه الدكتور أمين هو الحسن بن منصور ،كنيته أبو المغيث من بلد فارس وكان جده مجوسيا ،وكان الحلاج شاطحا جدا فى مجاهداته وأفكاره وأشعاره ،وكيفية أدائه لشعائره التعبدية ،حتى كاد ان يهلك نفسه وجسده ن حيث كان يجلس فى الهاجرة علي صخرة فى الشمس ،والعرق يتصبب من جسده ،وكان يردد دائما عبارة (أنا الحق )وفى حجته الثالثة وقف بعرفة ودعا الله أن يزيده فقرا (مع ملاحظة أن حركة العدل تدعو الحكومة سرا وعلانية أن تزيدها غني وتمكنها من السلطة حتى تكنكش فيها ) إذن هي شطحة يرجون من ورائها فائدة ،وكان الحلاج يدعو الله بأن تجعل الناس تكرهه أما جماعة العدل فيدعونه بأن يرقق قلب البشير عليهم ويحننه زيادة حتى يحقق لهم مطالبهم ،والحلاج وقف فى جامع المنصور ببغداد وطلب من الناس ان يقتلوه وقال لهم : أنكم بقتلي تصبحون مجاهدين وأصبح شهيدا ،
ومن شعره الذي سبب له متاعب مع غيره من المتصوفة قوله:
أنت بين الشغاف والقلب تجري مثل جري الدموع من أجفاني
ومحل الضمير جوف فؤادي كحلول الأرواح فى الأبدان
ويا هلالا بدا لأربع عشر لثمان وأربع واثنتان
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
لذلك يصف الدكتور أمين مطالب حركة العدل ،بأنها تشبه شطحات الحلاج الذي ادعي الربوبية بقوله : أنا الحق وأن الإنسان يمكنه ان يحج فى داره بإطعام ثلاثين يتيما وكسوتهم وإعطاء كل احد منهم سبعة دراهم او ثلاثة فإذا فعل ذلك قام مقام الحج .
. فمنذ توقيع الاتفاق الإطاري بالدوحة يوم 23فبراير المنصرم بحضور كل من أمير قطر والرؤساء السوداني والاريتري والتشادي تقدمت الحركة بمطالب تعجيزية . عددها دكتور أمين ب(22) فى مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء الماضي هنا فى الدوحة، بمقر أقامة الوفود السودانية التي تمثل الحكومة والحركات.الدارفورية،
حيث سرد الدكتور أمين الكثير من مطالب حركة العدل والمساواة ،مبينا أنها أثارت حيرة المسئولين، في أنجمينا مثلما أثارت حيرة الحكومة ،حيث قدمت ما يمكن اعتباره «شطحات صوفية» غير معقولة وغير مقبولة، ربما تكون من باب ما يعرفه أهل العلم اللدني، مضيفا ان من بين طلباتهم التي قالوا أنها حقوق أهل دارفور وليست حقوق الحركة ما يلي:
- «25 % »من الوظائف في الحكومة الاتحادية لأعضاء الحركة.
- تمثيل الحركة في مؤسسة الدولة بنائب رئيس الجمهورية.
- عدد «2» مساعد رئيس الجمهورية.
-« 3 »مستشارين للرئيس.
- التمثيل في الحكومة الاتحادية ب«6 »وزراء اتحاديين منهم وزارتان سياديتان ووزارتان خدميتان ووزارتان اقتصاديتان و«8» وزراء دولة.
- التمثيل في مجلس برلمان معين ب «60» نائبا والحصول على منصب نائب رئيس المجلس الوطني.
- «4 »رؤساء لجان في المجلس الوطني المشكل من «8 » لجان.
- منصب نائب رئيس مجلس الولايات. رغم ان المجلس ليس به نواب وإنما ممثلون للولايات.
- «12» سفيرا «ألمح بعضهم الى ان من بينهم سفير السودان بالدوحة» ربما أعجبوا بالدور الذي يضطلع به السفير الحالي السيد المهندس إبراهيم عبد الله فقيري ، حيث انه فى استقبالات دائمة لوفود الحركات وتوديعها وهي على أية حال شيمة الرجل ومع كافة أفراد الجالية فى دولة قطر ، يمضي جل وقته مع تلك الوفود ويشارك فى المناسبات كلها ويزور المرضي فى المستشفيات ».
وعدد د. أمين حسن عمر مطالب حركة العدل الأخرى حيث أوضح أنها طالبت أيضا ب:
- «15» قنصلا.
- نائب مدير الأمن.
- مدير عام شرطة السودان.
- نائب مدير شرطة الجمارك.
- «7» مديرين للجامعات.
- «10» نواب مديرين للجامعات.
- مدير الصندوق القومي للطلاب.
- تمثل الحركة في المفوضيات بنسبة «25 %» من الإدارة العليا والوسيطة في الخدمة المدنية.
- والي العاصمة القومية.
- عدد «2 » وزير ولائي.
- عدد « 3 »معتمد ولائي من جملة « 6 »معتمدين.
- عدد «3» مديرين عامين للوزارات.
- جملة «25 % »من عضوية مجلس ولاية الخرطوم.
- جملة «25 %» في مؤسسات وهيئات القطاع العام.
- جميع ولاة إقليم دارفور.
- عدد « 2» نائب والي « تبرعوا بنائب والي للآخرين «
- نسبة «75 %» من الوزراء المعتمدين بالولايات الثلاث.
- نسبة «60 %» من المجالس التشريعية في ولايات دارفور.
- نائب رئيس المجلس التشريعي للولايات.
- 40 % من المؤسسات العامة بدارفور.
- نسبة «60 %» من الوزراء في كردفان.
- نسبة « 60%» من أعضاء المجلس التشريعي بكردفان.
- نسبة « 10%» من عضوية الولايات الشمالية.
- عدد 1 وزير ولائي في كل ولايات الجنوب.
- عدد «1» والي في ولاية من الولايات الجنوبية.
- عدد« 2» وزير في حكومة الجنوب.
- نسبة «5 % »من عضوية المجلس التشريعي في الجنوب.
وفيما يتعلق بسلك القضاء الجالس « السلطات القضائية » فإن حركة العدل والمساواة التي تتهم الحكومة بأنها سيست هذا الجهاز وجعلته غير فاعل، يقول الدكتور أمين ان الحركة طالبت بالتالي :
- بمنصب نائب رئيس القضاء.
- عدد «4» قضاة في المحكمة الدستورية من مجموع «9» قضاة منهم« 3يختارون من الجنوب».
- عدد «25» قاضيا من قضاة المحكمة العليا من بين« 60 »قاضيا عدد القضاة.
- عدد «5» رؤساء قضاء على مستوى الولايات.
- عدد «5 »نواب رؤساء قضاء.
- منصب النائب العام.
- منصب مدير إدارة حقوق الإنسان.
- نسبة «25 %» من عدد وكلاء النيابة في السودان.
وفيما يتعلق بضباط الحركة وجنودها ورؤية الحركة لدمجهم فى القوات المسلحة . أوضح السيد رئيس الوفد الحكومي للتفاوض ان الحركة طالبت بالتالي :
- أولا : كشف استيعاب ودمج ضباط وضباط صف وجنود حركة العدل والمساواة:
- ضرورة استيعاب عدد « 3533» ضابطا من فريق أول الى الرتب الاخر كيف وصل ضباط الحركة خلال سنوات معدودة الي هذه الرتب الرفيعة (ومؤكد أنهم سوف يطالبون بمنحهم رتبا أعلي من التي هم عليها فى جيش الحركة الان عند استيعابهم )التعليق من عندي
- عدد « 93 ألفا و280» صف ضباط وجندي. (ربما ذكر الرقم القصد منه إدخال الرعب فى نفوس مسئولي الحكومة )
وفيما يتعلق بالنازحين واللاجئين فقد طالبت الحركة بالتالي :
- مبلغ «1500» دولار لكل نازح ولاجئ.
وإزاء كل هذه المطالب الخرافية التعجيزية،كان طبيعيا أن يسخر الدكتور أمين منها قائلا : )) ان أي سوداني عليه ان يحكم إذا كانت هذه البنود تدخل في شطحات الحلاج أم لا ؟؟ مضيفا اننا لو كنا في مائدة يالطا التي تفاوض فيها الحلفاء مع الألمان على استسلام ألمانيا لما طمع الحلفاء منا بمثل هذا ، مؤكدا ان هذا لا يعكس أي جدية في التفاوض.((
وقال ان طلب «1500» دولار لكل نازح ولاجئ طلب غير واقعي حيث ان حكومة السودان ملتزمة بالمعايير الدولية في التعامل مع النازحين واللاجئين، ومستعدون للتوقيع على ذلك، أما إعطاء أموال سائلة في أيدي الناس فهذا ليس له سابقة في الممارسات في العالم كله وهو أمر غير ممكن حيث لا توجد حكومة في العالم لديها سيولة تتفاوت بين« 6 و8 مليارات دولار لتوزيعها للناس في أيديهم». .
وفيما يتعلق بموقف حركة العدل والمساواة من مطالبة أحزاب المعارضة بتأجيل الانتخابات إلي نوفمبر، قال الدكتور أمين ان الحركة تريد انتخابات بعد « 5 سنوات» وليس مجرد تأجيلها إلي نوفمبر القادم ، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي فى حال استجابت الحكومة لمطالبها العجيبة أعلاه ،والسؤال الطبيعي الذي يطرح نفسه مع مطالب العدل الفلكية هو : لماذا تشارك حركة العدل فى انتخابات تجري بعد نصف عام؟ وهي تملك كل هذا القدر من السلطات الاتحادية الولائية؟ وكل هذا القدر من النواب فى المجلس الوطني والمجالس الولائية والمحلية؟ ، وكل هذا الكم من ضباط وضباط صف وجنودها سوف يتم استيعابهم فى الجيش الوطني ؟وان الحكومة سوف تدفع قرابة عشرة ملايين دولار لنازحي ولاجئي الإقليم ، وبالتالي فإن الحركة لو وافقت على إجراء الانتخابات فى نوفمبر القادم، أو حتى فى موعدها الرئيس بعد حوالي أسبوع من الآن، فذلك يعني بالضرورة أنها لن تستمتع بالسلطة والمال الحكومي ،إلا لشهر واحد ، لذا من الأفضل تأخيرها لمدة خمسة أعوام أسوة بما فعلته الحكومة مع الحركة الشعبية ،عندما تم الاتفاق فى نيفاشا على فترة انتقالية مدتها ست سنوات ،(ومافيش حد أحسن من حد) وعلى الحكومة والأحزاب موافقتها على هذا الرأي الشاطح ، وخلاصة حديث السيد أمين أن الحركة غير جادة فى التفاوض للوصول إلي تسوية مقبولة ومنطقية لأزمة الإقليم،وما يدلل علي ذلك هو تعزيز الحركة لقدراتها العسكرية بجبل مون، ومنطقة جلجلة وغيرها من المناطق، فضلا عن تجنيدها لمواطنين جدد عن طريق الإغراء بالمال وفرض الجبايات ،والرسوم علي عربات المواطنين واعتقال مواطنين وتعذيبهم، واختطاف آخرين وتهديدهم،إضافة إلي إطلاقها النار علي طائرة نقل تابعة للجيش بجبل أوم، والى طائرة أخري تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ، ونفي الدكتور أمين فى مؤتمره الصحفي، ما تردد من نية لوفد الحكومة للانسحاب من مفاوضات الدوحة، ومعلوم ان حركة العدل جمدت مفاوضاتها مع الحكومة من طرف واحد ،عندما علمت أن الحكومة ماضية فى خطتها الرامية لإدخال الحركات الاخري تحت مظلة التفاوض، وهو ما حدا بالدكتور خليل الي ان يتهمها بأنها جلبت مئات الحركات من الإقليم و محاولة سلوك مسارات عديدة تعقد الموقف التفاوضي ، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه ،هل مطلوب من الحكومة ان تحمل كل هذا الكم من الحركات المتشظية كل يوم حملا كي تنضم الي خليل وحركته لبدء التفاوض أم تركها تحارب ؟ واليس بأمكان هذه الحركات إن استبعدت من التفاوض، أن تشكل خطرا فى المستقبل علي السلام فى الإقليم ، وهل معني أن يكون لحركة العدل قوة ما أنها تمثل كل دارفور ، وبالتالي لابد أن تحتكر صوته وتلوذ بالغنائم لوحدها ، حتى ولو لم تنضم الحركات الاخري اليها، وربما هو ما أغضب الحركة وقادتها وجعلهم يعتصمون مرة أخري ،بالعاصمة التشادية أنجمينا ،حتى بدأ صديقنا الاستاذ أحمد حسين الناطق باسم الحركة يغير من لهجته لوسائل الإعلام ويمارس عداء لفظيا مستمرا من شأنه أن يجعل الحكومة ترد بالمثل، ثم ينهار كل شئ ، وما ذكره د/ خليل لقناة الجزيرة: بأنهم ربما يعودون للسلاح مرة أخري، فى حال رفضت الحكومة المضي قدما فى طريق السلام،ووصفه منهج الوساطة التي تقودها قطر والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية بالفوضى، وأن لديهم جيشا عرمرما يفوق جيوش بعض الدول الأفريقية، ولا ادري بالطبع أي دولة يعني ،ويضيف انه لم يقصف اجتماع مجلس الوزراء ،الذي عقد مؤخرا بالجنينة، رغم انه كان علي مرمي نيران قواته، مثل هذه اللغة التي يتحدث بها كبير حركة العدل ،مضافا اليها اللسان الحاد الذي يطلقه السيد أحمد حسين، الي كل فضائية وإذاعة ووكالة انباء وصحيفة تستنطقه علي مدار ساعات اليوم، ليلهب ظهر الحكومة من شأنه أن يقودنا مرة أخري الي ساحات حرب حامية الوطيس، لا تبقي ولاتذر ، سيما إن اعتقدت الحركة أن الحكومة فى حالة ضعف، وأنها مضغوطة من دوائر داخلية وخارجية عديدة ،وان هذا هو الوقت الأنسب لنيل كل المطالب، منها ، أو إسقاطها بقوة السلاح ، لذلك مطلوب من الطرفين ضبط النفس، والسعي من جديد لفتح نافذة جديدة ومباشرة بينهما،والابتعاد قدر الإمكان عن أجواء الشحن الإعلامي، ولابأس ان يمارس الرئيس التشادي ديبي نفوذه، للتأثير علي الدكتور خليل للعودة ثانية إلي طاولة المفاوضات فى أسرع وقت ممكن ،بغية تقديم مطالب مقبولة ويسهل تنفيذها من قبل الحكومة ،ولا تقصي الآخرين من حملة السلاح ، بل لا تظلم بقية أرجاء البلد والقوي الفاعلة فيه ، وعلي حركة العدل الرد علي المقترحات التي قدمتها الوساطة ،فلا يعقل أن تشغل الحكومة والآخرين ، وتهاجم الوسطاء ، دون أن تبدي جدية فى طرحها ، وقد يسأل مراقب عادي السؤال التالي :
إذا كانت المطالب أعلاه هي مطالب حركة العدل لوحدها ومنفردة فماهي المطالب التي سوف تتقدم بها الحركات الاخري الموجودة فى الدوحة؟ وفى أكثر من مكان خاصة حركة التحرير بقيادة عبد الواحد نور ؟ على حركة العدل أن تعلم جيدا أنها لا تمثل كل دارفور، ومطالبها التي قدمتها تؤكد أنها تسعي لتحسين ظروف عناصرها ، ثم لا يهمها من أمر الإقليم وأهله شيئا ،ثم ما هو مصير كبير مساعدي الرئيس السيد أركو مناوي؟هل تريد حركة العدل ان تقول له أترك القصر و اذهب وما تبقي من جماعتك الي ظل شجرة ظليلة فى مهاجرية او غيرها ؟ ينبغي أن تعلم العدل أنه ليس بالإمكان أن تعطي كل ما طلبت ،وليس وضعها شبيها بوضع الحركة الشعبية الجنوبية، وبالتالي فعليها أن تراجع نفسها كثيرا ، قبل فوات الأوان وأن لا تعول كثيرا على ان الرئيس . ديبي يمكن أن يكون مطية لألاعيبها من جديد بل سيحكم عقله ليتدبر مصالح بلده وشعبه، وليس الى مجموعة من الشباب من قبيلته ، لا يتحملون مسؤولية أهاليهم وواقعهم البائس يتاجرون بدمائهم وأرواحهم من أجل مناصب زائلة .
* كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر
Saleem Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.