تدور في الساحة السياسية هذه الأيام ، أحاديث وأقاويل وشائعات كثيرة عن ترشيح (احدي الجعليات) لأول مرة، واليا لولاية نهر النيل! ورغم ان كل ذلك القول، لا يزال ( كلام مشاطات) ، ولكنه قد يتحقق...ولم لا؟ وبنات جعل قدر المسئولية( التأريخية) . وترافق مع الاشاعة ، لقط و ( هرجي) كثير وتعليقات ساخرة واتهامات ( مسبقة) بان ( بنات جعل) أبعد نساء السودان عن السلطة...وان يكن دائما خلف ( بعولتهن) وليس امامهم ..كما انهن اكثر نساء القبائل خوفا من الرجل وأكثرهن مدحا للرجولة والفحولة باعتبار الرجل( غطاء الكاشفات) بل امتدت الاتهامات بان ( بنات جعل) سببا في ترسيخ ( جندرية) الرجل وتسييد الوجود الذكوري في المجتمع. : وتقول بعض الروايات المعاكسة....صحيح هناك نساء كثيرات من ( بنات جعل) في التاريخ كان لهن دورا وطنيا ، مثل ( بنونة بنت المك) و ( السرة بت المك بشير) و ( ستنا بت عجيب) الملكة والسلطانة التي أعجب بها الرحالة الغربيين..الا ان جميع بنات جعل كن دائما خلف الرجال ...وما يقال عن سلطتهم او تاثيرهم في ادارة السلطة هو مجرد ( حكي) و( كلام) تتناقله الروايات التي يحبها ( كهول) أبناء جعل ، خاصة تلك ذات المغزي البطولي ولو في ( بطانة) الضرب بالسوط في مناسبات الزواج...او الخروج عن القانون والسلطة كما في حكاوي ومغامرات ( الهمباتا) وعصابات ( ود ضحوية) و ( الضرير). ولم بسجل التاريخ السياسي السوداني الحديث، بطولات وطنية تذكر ل ( بنات جعل) رغم وجود زعامات من الرجال في كل المجالات تقريبا...مثل الشفيع احمد الشيخ ( وزوجته فاطمة أحمد ابراهيم لم تكن جعلية)، وعامر جمال الدين، ومحمد الشيخ مدني...وغيرهم..فالرجال دائما في المقدمة اسما وحضورا والنساء خلف الابواب الموصدة ونعود الي الشائعة ( الجميلة)..ونقول ...ان أية امراة كانت...اذا قدر لها أن تكون واليا علي ولاية نهر النيل ، فسوف تدخل التأريخ من أوسع ابوابة...ولكن التجربة في حد ذاتها لن تكون سهلة ..وستجد من يعاديها بالفطرة من اصحاب ( الأشناب التي يرك عليها الصقر) وأصحاب العضلات والسكين علي الضراع...فاامرأة في اعتقادهم لا زالت هشة وتحتاج للحماية وفاقد الشيئ لا يعطيه..ومكانها البيت وليس حكم الرجال....وهذا قول بعضهم وليس من عندي... د.فراج الشيخ الفزاري