الذي دفعني لاثارة هذا الموضوع الاخبار المتواترة من داخل مدينة كادقلي و قبلها عدة مناطق القصد منها الاستهداف الممنهج لابناء جبال النوبة و اردت ايراد هذا الخبر نقلا عن جريدة الراكوبة الالكترونية يوم 22 يوليو 2020 و الاتي نصه: مقتل وجرح العشرات في اشتباكات مسلحة داخل مدينة كادقلي قتل وجرح العشرات في اشتباكات مسلحة اندلعت امس داخل مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وادت الاشتبكات القبلية التي استمرت طوال النهار بحيي كلبا ومرتا الى اغلاق كافة اسواق المدينة والمصالح الحكومية ولزوم المواطنيين لمنازلهم وسط حالة من الرعب والخوف. وجاءت الاشتباكات عقب مقتل رجل وامراة يوم الاثنين على يد مسلحين . ولا يعرف بعد على وجه الدقه العدد الكلي للقتلي واعداد الجرحي لاستمرار الاشتباكات لكن شهود ومصادر بمدينة كادقلي اكدوا لراديو دبنقا مقتل (4) اشخاص على الاقل في اشتبكات الصباح الباكر فيما استمرت الاشتباكات المسلحة طوال النهار وحتى الليل حيث ظلت اصوات الهاونات والذخيرة تسمع بغرب الميناء البري بحي كلبا بكادقلي . وطالب نشطاء وقيادات في الحرية والتغير وتجمع المدنيين بكادقلي بإقالة الوالي لفشله الزريع في السيطرة على التدهور الامني المتزايد يوما بعد يوم داخل كادقلي وبقية انحاء ولاية جنوب كردفان. وحذروا من خطورة التدهور الامني على السلام الاجتماعي والتعايش وطالبوا بشرعة اتخاذ اجراءات حازمة وصارمة اوقف هذه الفوضى ......... انتهي الخبر كادقلي تحترق .... و ... التاريخ يعيد نفسه كادقلي حاضرة جبال النوبة و روض ربيعها الاخضر و لا يستطيع احد وصفها الا من عاش فيها و تربي في ربوعها فهي المدينة التي تعتبر عاصمة السودان بمكوناتها العرقية و نسيجها الاجتماعي و مكانتها الاقتصادية حيث كانت لديها و لا تزال مساهمات كبيرة في الاقتصاد السوداني و قد ادرك الاستعمار البريطاني ذلك منذ زمن بعيد؛ اما ايام الحكم الوطني نالت نصيبها من التنمية الي ما قبل وصول الصادق المهدي الي سدة الحكم و بعده عمر البشير فكانت المؤامرات و الدسائس تحاك ضدها و بالتالي كل اقليم جبال النوبة لضرب النسيج الاجتماعي و ايقاف عجلة التنمية الاقتصادية؛ و مؤسسة جبال النوبة خير دليل علي ذلك. الصادق المهدي في عهد حكمه كان من المفترض انه رئيس لكل السودان الا انه سعي جادا للقضاء علي جبال النوبة و تغيير اسمها الي تلال العرب؛ فقد كانت اخر ايامه كارثة علي البلاد و العباد؛ فقد سعي حثيثا الي تكوين ما يسمي بجيش قريش و الذي اراد تكوينه من القبائل العربية بغرب السودان و للاسف استجابت له كثير من هذه القبائل بالرغم من علاقاتها الوطيدة بقبائل النوبة؛ ثم قام بتسليح تلك القبائل و تدريبهم في منطقة ابوزبد الواقعة بين شمال و جنوب كردفان و جهزهم بالجمال و الخيول لمعركة تسمي غزوة جبال النوبة؛ في تلك الاثناء كان الوضع السياسي و الاقتصادي في اسوأ حالاته و كانت البلاد علي حافة الانهيار مما حدا بالبشير و اعوانه من الاستيلاء علي السطة فيما سمي بالانقلاب الابيض دون اراقة دماء و خروج الصادق المهدي بعد ان امن له البشير الخروج الامن؛ و عندها توقف حلم الصادق بغزو جبال النوبة و لكن البشير ورث مليشيات مسلحة لا يمكن التعامل معها الا باحتوائها و منها بدأت فكرة انشاء المليشيات المسلحة ثم تطورت الي قوات الدفاع الشعبي و الذي واصل بها مشوار الصادق المهدي في القضاء علي النوبة اينما وجدوا و استبدالهم بعناصر عربية و التوسع غربا الي دارفور لذات الغرض و لا يزال اثر تلك الغزوات الي يومنا هذا اما ان التاريخ يعيد نفسه ففي مدينة كادقلي و بعض مناطق جبال النوبة و بقية السودان فنجد ان النوبة هم المستهدفين في كل صراع و كأنما هم القوم الوحيدون غير مرغوب فيهم عن بقية الاثنيات الاخري و تدور هذه الايام مؤامرات و استهداف واضح و ممنهج من نفس القبائل التي قام بتكونها الصادق المهدي بالاستهداف الممنهج في كادقلي عاصمة جبال النوبة و ترويع المواطنين الابرياء العزل علي مرأئ و مسمع من الوالي و حكومته الموقرة و كأن شيئا لم يحدث؛ و الاخبار تتوالي كل يوم عن الاحداث المؤسفة؛ فإلي متي يستمر هذا الاستهداف؟ و من وراء ذلك كله؟ و لمصلحة من؟ فالقاتل و المقتول كلهم ابناء الولاية و لكن ادارة هذه الازمات بالريموت من خارج الولاية. ابناء كادقلي يدركون تماما ما هو الحل و لكن ما ينقصهم كيف الوصول الي ذلك؛ جمع المساعدات العينية و التبرعات المادية امر جيد و لكنه مؤقت نريد حلا دائما لهذه المهازل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.