في معظم أو كل المهن وفي بداية التعيين أو النقل من مكان لآخر أو من بلدة لأخرى سواء في الريف أو في المدينة بعد معرفة الموقع يذهب المدرس أو الطبيب أو الموظف إلى موقع العمل والذي غالباً ما يكون في مكان بعيد غير مسقط رأسه أو المكان الذي يقيم به بصفة مستديمة أو مؤقتة ودعونا نتذكر نكتة عثمان حميدة والتي ذكر فيها أن الموظف استلم أمر النقل ودخل هائجاً على مديره وصاح به : (( قبل كدة نقلتوني ام دقرسي مشينا ، تاني نقلتوني ام مغد مشينا، المرة دي ناقلني ام الطيور ، أها أنا ماشي بس عليك الله المرة الجاية أنقلوني أم فتفت ذاتها )) . أول ما يبحث عنه المعين جديد أو المنقول هو السكن حيث ينضم إلى شلة العذابة سواء في منزل الحكومة أو أي شلة تستأجر منزل وسط الأحياء السكنية . الرمية كما يقول إستاذنا البوني يهمنا فيها أمر هؤلاء العذابة حيث هناك عذابة (مجيهين ) وعذابة ( مجهجهين ) وهنا نتذكر منولوج كديسة طارق الأمين والهيلاهوب ( كديسة ربوها بالاناناس وكديسة سكوها بالعكاز) . العذابة المجيهين هم الذين يعتنون بنظافة الميز وبالتناوب بينهم ويختارون المتخصص في شراء واختيار اللحمة السمحة والويكة اللايوقة وبامية الطبيخ والفرك والخدرة المفرهدة فقط مهمته الشراء ، والمشهور بأمانته هو الذي يمسك (الامور المالية) و الطباخ الماهر يتم تكليفه ( بتظبيط ) حلتي الغداء والعشاء ، ومن لا يجيد أي من هذه التكاليف يتم تعيينه لغسيل العدة أو عمل الشاي . العذابة المجيهين هم ناس المؤتمر الوطني فقد استعدوا تمام الاستعداد بتنظيم منقطع النظير وببعد النظر منذ مرحلة الاحصاء مرورا بمرحلة التسجيل نحو مرحلة الانتخاب بالرغم مما يقال لما لزم فترة الاستعدادات من تزوير وتلاعب وانتهاكات واستغلال لأموال الدولة في الحملة الانتخابية . العذابة المجهجهين ( ناس جوبا والمستقلين ) هم الذين اتكل كل منهم على الآخر في تجهيز طبخة حلة عذابة تعبانة ، كدي خلونا نقول (عدس) بي بصلة واحدة ومليان حصحاص أو حتى حلة لحمة بي ربع كيلو بقري لحقوا عليه بالجلالة قبل ما الجزار يخلص اللحمة وشدوا حلتهم (القطر قام ) من غير سبكة لا معروفة تطلع دمعة لا معروفة تطلع سليقة . ليتم إصلاح هؤلاء المجهجهين هناك طريقة من أثنين : الاولى : أن يقتنعوا أنهم متواكلون ومن غير الممكن الاعتماد عليهم أو هم لن يعتمدوا على أنفسهم وبالتالي ينضموا للعذابة في الميز المجاور ربما يلقوا ليهم عضم أو قرمة . الثانية : أن يتعاهدوا على (الإنكرابة) من حسع دي ويتعلموا فن الطبخ وفن ترتيب البيت الداخلي وفن التعامل مع الآخرين وبالتالي يصبحوا مجيهين ويجيهوا معاهم كل من ينضم إليهم. وأن يرضوا بالأمر الواقع الآن ويبطلوا (الجقلبة) والنواح وجلد الذات . تخريمة جانبية : عندما كنا نذاكر لامتحان الجامعة في داخلية مدني الثانوية ( الله يطراها بالخير) حوالي العاشرة مساء أخذ التعب كل مأخذ من أحد الزملاء فقرر أن ينوم لمدة ساعة يصحو بعضها لمواصلة المذاكرة والمراجعة الاخيرة ، ومع الارهاق والسهر صاحبنا شالتو نومة لم يصحُ منها إلا بعد أن أحرقت وجهه شمس الضحى ، فنهض مذعوراً وقال ( وااااي ، الواطة أصبحت ) والطريق لسع طويل والحياة كلها دروس ويجب أن يتزود المسافر بزاد السفر وراحلة السفر ومتاع السفر وتحديد وجهة السفر وبإختصار " الحج ما قفلوه ". وفي كل الأحوال العذابة المجيهين بي هناك قطعوا السلطة وحضروا الرغيف وفرشوا المشمع والحلة (تجقجق) و (العطرابة) فاحت وباقي بس (يغرفوا ويلقفوا) و ( بالهنا والشفا ) .