Abdul-Gabbar Ali [[email protected]] هذا زمن الحق الضائع ... لا يعرف فيه مقتول من قاتله و من قتله... و رؤوس الناس على جثث الحيوانات... و رؤوس الحيوانات على جثث الناس... فتحسس رأسك... فتحسس رأسك... مسرح عبثي جاءت به الإنقاذ في أخريات أيامها بمسرحية هزلية سمتها الانتخابات كجزء من استحقاقات سيئة الذكر نيفاشا، و حل بنا الأجانب من كل حدب و صوب بعد ان سبقتهم جيوشهم و أساطيلهم في اعدادٍ تربو على الثلاتين ألفا بكامل عدتهم و عتادهم تحميهم أجهزة ال FBI من داخل الخرطوم و قوات المارينز في جنوب كردفان و الجنرال سكوت جريشن يجوب الساحة الساسية ليقنعنا بأهمية هذه المسرحية و السيد بان كيمون سكرتير المنظمة الدوليه يفتي بعدم جواز تأجيل الانتخابات و السيد المشير يحلف بايمان مغلظ بانه لن يأجلها و لو ليوم واحد بعد ان أعد العده لها و حسب أنها ستكون له طوق نجاة من لاهاي ... و القوي السياسية كسيحة مشلولة مترددة ضاعت وسط ضبابية الرؤى و أهلنا في الحركة الشعبية لم يعد يعنيهم في كثير شئ السودان القديم ، فبعد رحيل جون قرنق طفقت الوحده الجاذبة كلمة رومانسية تنتظر فبراير 2011 ليحصل الفراق النهائي و يرتاح الجميع من قيم الدولة المدنية الديمقراطية و تنفرد الحركة الشعبية بجنوب تلتهمه العشائرية و القبلية و يستأثر أيفاع الجبهة و سماسرة السياسة و القطط السمان بما يمكن أن يتبقي من هذه البلاد. أنتخابات قد ضربت في تعدادها و في ترسيم دوائرها و في تسجيلها تسير وفق قانون خطته نيفاشا بواسطة الايقاد و شركاء الايقاد و اصدقاء الايقاد فجاءتنا بمفوضية زينوها بمولانا أبل ألر و رموا فيها بكل مواخر الانظمة الشمولية و تنابلة السلطان اللذين يبدعون في التزوير و التزييف و لي عنق الحقيقة كما يريد سادتهم . كيف ؟ لكي لا نلقي الحديث على عواهنه فالحكم بيننا لغة الارقام و سنتجاوز تسجيل القوات النظامية و اللذين سجلو مثني و ثلاث و رباع و خماس كزيجات أثرياء الجبة اللذين لا يشبع لهم نهم و لا يمتلئ لهم وعاء. أعتمدت هذه الانتخابات على اللجان الشعبية و المحليات وهي الاساس الذي ارتكزت عليه عملية التعداد و التسجيل و الطريف في الامر ان سيئة الذكر نيفاشا تناست أو أهملت عن عمد أي ذكر لإنتخابات المحليات و اللجان الشعبية و هي ذات اللجان التي زورت الانتخابات التي جرت في كل مراحل العهد الانقاذي و أريد لها أن تقوم بدورها المناط به في هذه الانتخابات أيضا . في الدول التي تحترم نفسها هناك سجل مدني تقوم به وزارة الداخلية أو ما يسمى بالحكومة الالكترونية حيث الاطفال حديثي الولادة تجد أسماءهم و تاريخ ولادتهم و مكان الولادة و أسماء أماهتهم في جهاز الحاسوب المركزي و هذه المعلومات القاعدية الData base في متناول الجميع لأنها تمثل الاساس الذي تقوم على التنمية في شتي مناحي الحياة. قد يقول قائل أن هذه المسألة باهظة التكاليف و لكن اذا امعنا النظر في العبث بالموارد الماليه الذي يحدث في هذه البلاد أما كان الأجدى لنا و الأنفع بوضع اللبنات الأساسية لكل خطط التنمية من خلال الحكومة الالكترونية. فلنسلم جدلا أن خيالنا الضعيف و إمكانياتنا المهترئة، أما كان حري بنا أن نبدأ أولا بإنتخابات نزية و شفافه للجان الشعبية و المحليات حتي و نضمن حيدة و نزاهة التعداد و التسجيل. كان يمكن لهذه البلاد التي مارست الانتخابات في سنة 1953 ( انتخابات سوكما رسون ) مرورا بانتخابات ما بعد اكتوبر الى انتخابات ما بعد ابريل التي لم يشكك أحد في نزاهتها و لم تحتاج منا لمراقبين محليين أو استيراد مراقبين اقلييمين او دوليين ، فنحن شعب قد نلنا استقلالنا في 1956 و عرفنا الديمقراطية الحقة يوم لم يكن يعرفها أحد في عالمنا الاقليمي. دعونا من كل هذا و لنأتي لأرقامهم التي بثوها و سنأخذ الخرطوم كولاية حضرية يفترض فيها أنها تمثل قمة الوعي في هذه البلاد ذات المليون ميل مربع ، التسجيل في الخرطوم قارب المليونان ( 2 مليون ) تعداد الخرطوم المزور خمسة ملايين و اربعمئة ألف ( 5 مليون و 400 ) ، تعداد الخرطوم المسجل في وزارة الصحة ثمانية ملايين ( 8 مليون ) ، هذه هي أرقام حكومة الانقاذ سيئة الذكر، بمعادلة بسيطة الخرطوم تساوي خمس ( ) سكان السودان ، اذا افترضنا أن درجة الوعي متساوية في كل أنحاء القطر فإن عدد المسجلين يجب أن لا يتجاوز العشرة ملايين نسمة، السؤال الذي يطرح نفسه للسادة أعضاء المفوضية من أين جاء رقم الستة عشر مليون المسجلين في كشوفات الانتخابات، سيما أن هناك معيار دولي أصدرته الأممالمتحدة بأنه لا يجوز إجراء الانتخابات لأدني من 60% من العدد الذي يحق له التصويت ، فإذا كان تعداد السودان أربعون مليونا يصبح العدد الذي يحق له التصويت اربعة و عشرون مليونا ( 24 مليون ) ، و العدد الذي يمكن أن تجاز به الانتخابات اربعة عشر مليون و اربعمئة (14 مليون و 400 ألف ) مقارنة بالعشرة ملايين السابقة ، بهذا تصبح هذه الانتخابات يا سعادة المشير باطلة قانونا. ثم ما هي مصلحة الجنرال سكوت جريشين و السيد بان كيمون في اجراء الانتخابات في مواعيدها ؟ أهو حرصهم على وحدة السودان أم تفتيت السودان ؟ رجل الشارع العادي على علم باليورانيم و الثروات الاخري من بترول و خلافه و مياه في باطن الأرض في بلاد دارفور، هل ياترى يمكن ان تسمح القوى العظمي الاحاديه بأن يستغل ذلك لمصلحة شعب دارفور خاصة و شعب السودان عامة ؟ الأسئلة تترى و السودان الذي عرفناه قد دبر تمزيقه و تفتيته و ساستنا جميعهم دون استثناء سادرون في غيهم بعد أن فقدوا البصر و البصيرة و جميعهم يتوهمون أنهم سيحكمون من خلال صندوق إقتراع صنع في أمريكا ليمزقق هذا الوطن ، هل لكم أن تدركوا قبل فوات الأوان أبعاد هذه المؤامره الدولية و تفوتوا الفرصة على هذا الغازي الجديد. ختام القول ... قالها إسماعيل الأزهري سنة 1948 مقاطعا الجمعية التشريعية ( لن ندخلها و لو كانت مبرأة من كل عيب) و ها نحن نعيدها قاطعوا هذه الانتخابات و لو كانت مبرأة من كل عيب لأنها ستؤدي حتما لتمزيق دولة السودان.