تنويه مهم لمجلس السيادة السوداني    السفارة السودانية بالدوحة: الحكومة تسيطر على معظم البلاد    د. معاوية البخاري يكتب: السودان يدخل أخطر مرحلة على الإطلاق.. ماذا حدث؟    إتجاه حكومي لمعالجة تكدس الموانئ والمعابر وفق الضوابط المنظمة    المشعل كوستي يكسب ثنائي الريان    اتحاد الكرة بالقضارف يستجيب لصوت العقل و المنطق و يخفض رسوم ارانيك التسجيلات    رئيس لجنة انتخابات نادي المريخ السوداني يطلق البشريات    حُبّنا لك سوفَ يكُون زَادَك    لجنة إخلاء العاصمة من التشكيلات العسكرية والقوات المشتركة والمظاهر المسلحة تعقد إجتماعها الخامس    برمة .. تحالف "تأسيس" لن يتفاوض إلا مع الجيش    وزير المالية يوجه بسداد مستحقات الحكومة على قطاع الاتصالات في وقتها    مصرع وإصابة عشرات المهاجرين بينهم مصريون وسودانيون    الهلال السوداني مع جاموس من جنوب السودان.. قرعة دوري أبطال أفريقيا تسفر عن مواجهات نارية للفرق العربية    ماذا قال المصباح قائد البراء بن مالك في رسالة إطلاق سراحه؟    ماذا ينتظر ريال مدريد من كيليان مبابي في الموسم الجديد؟    الهلال في بر الأمان…    محمد صلاح يحرج "يويفا" بعد مقتل "بيليه فلسطين"    السجن 20 عاما لرئيس وزراء تشاد السابق    شاهد بالفيديو.. "وزيرة القراية" السودانية الحسناء ترقص وتستعرض جمالها على أنغام الأغنية الترند "أمانة أمانة"    بعد قرعة الكونفدرالية.. رئيس نادي الزمالة أم روابة: (تحققت نبوءتي لكني لا أتمناها حالياً)    شاهد بالفيديو.. عريس الوسط الفني "البندول" يدندن لحسناء سودانية في الشارع العام    شاهد بالفيديو.. "صدق موسى هلال لكننا لم نسمع حديثه".. ضابط بالقوات المسلحة انضم لمليشيا الدعم السريع يعبر عن ندمه من قراره بعد إهانته وسلب سيارته من قبل أبناء الماهرية ويتوعد قيادات المليشيا    شاهد بالفيديو.. أيقونة الثورة السودانية "دسيس مان" يظهر حزيناً بعد إصابته بكسور في يديه ويلمح لإنفصاله عن الدعم السريع والجمهور يكشف بالأدلة: (سبب الكسور التعذيب الذي تعرض له من المليشيا)    البشاعة والوضاعة تعتذران للنهود    وزير الداخلية ومدير عام الشرطة يتفقدان مركزي ترخيص أبو آدم وشرق النيل    قواعد اشتباك جديدة : الإمارات تنقل الحرب إلى ميدان الاقتصاد.    وزير الداخلية ومدير عام الشرطة يتفقدان مركزي ترخيص أبو آدم وشرق النيل    نقل جمارك حاويات سوبا الى منطقة قري شمال بحري    النيابة المصرية تصدر قرارات جديدة بشأن 8 من مشاهير «تيك توك»    تقرير أممي: «داعش» يُدرب «مسلحين» في السودان لنشرهم بأفريقيا    كارثة تحت الرماد    رافق عادل إمام في التجربة الدنماركية .. وفاة الفنان سيد صادق عن عمر يناهز 80 عامًا    ضبط عدد 12 سبيكة ذهبية وأربعة كيلو من الذهب المشغول وتوقف متهم يستغل عربة دفار محملة بمنهوبات المواطنين بجسر عطبرة    لجنة أمن ولاية الخرطوم تشيد باستجابة قادة التشكيلات العسكرية لإخلائها من المظاهر العسكرية    والي النيل الأبيض يزور نادي الرابطة كوستي ويتبرع لتشييّد مباني النادي    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطن الذي بين (القَاعْدِيِنْ في الخلا) وأهل الحضر: سياحة في ساحات النضال السودانية .. بقلم: فيصل بسمة
نشر في سودانيل يوم 03 - 09 - 2020

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
هذه خواطر قديمة أرجعتني إليها "مفاوضات السلام" في حاضرة جنوب السودان جوبا.
هذه المحاصصات/المحادثات في نظر بعضٍ من السودانيين محاولات و معالجات سياسية توفيقية تستعجل النجاح و تحاول تأجيل الفشل ، و ذلك عن طريق تجريب المجرب و إعادة تسويق الوعود و الأكاذيب و تدوير ذات النفايات السياسية القديمة التي أفرزتها الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) في سابق الزمان في السلسلة التاريخية المعروفة من محادثات المحاصصات و تقسيم الغنائم و الأنفال ، و كانت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة قد درجت على إختصار الوطن في وظائف و مناصب تنفيذية و مكاسب مادية تمنحها للخصوم السياسيين على طريقة (ده حقي و ده حقك).
مشهد:
بعضٌ من ممثلي الجماعات المسلحة في جوبا يعترضون على حضور فنانة (الدلوكة و غنا البنات) ندى القلعة لحفل إحتفال بالسلام!!! السلام الذي طال شوق الشعوب السودانية له حتى أصبح كما (لبن الطير) ، السلام الذي أصرت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة على ترسيخه في الأذهان على أنه قاعة و أضوآء و كاميرات و حضور و غناء و رقص.
المعلمة ندى القلعة جزء من ظاهرة غنائية إجتاحت بلاد السودان خصوصاً الحاضرة السودانية الخرطوم إبان حكم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و قد إرتبطت هذه الظاهرة الغنائية بترديد غناء الوصف الحسي الرخيص المستلهم من ثقافة الشارع و إستخدام لغة (الرندوك) و كل اللغات السوقية ، و كذلك ترديد غناء الحماسة الذي يمجد القتل و البطش و (الشكرة) أمام رموز الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و الرأسمالية الطفيلية و رجالات المافيا في السودان و الدول الأفريقية المجاورة لزوم النقطة.
الخواطر:
مقدمة:
نقلاً عن سايمون دينق في جريدة الراكوبة:
جآء في لقاء نظمته الجبهة الثورية السودانية بقاعة (نياكورين) الثقافية في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان ، أن رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال و نائب رئيس الجبهة الثورية مالك عقار إستنكر وجود أكثر من ثلاثين (30) حركة مسلحة للهامش و قال:
(إن أكبر عقبة أمام قضايا الهامش هم أبنآء الهامش أنفسهم)
فى الماضي القريب و عندما دنا عذاب (سقوط) نظام الكيزان و بانت إرهاصات ذلك (وثبت) الجماعة الإنقاذية المتأسلمة إلى (جراب) حاويها و أخرجت عبأة و طاقية الحوار الوطني لتضعهما على كتفها و رأسها ، إبتدآءً هرولت الجماعة تراجع مخزونها من الوظائف الدستورية و التنفيذية الهامشية و التشريفية و كذلك مصنع صك العملة و لم تنس مراجعة لائحة أخوات نسيبة اللائي فاتهن قطار الزواج ، ثم بعد ذلك هرولت بالضيوف إلى طاولات حوار نصبتها على عجل ، و كان الظن أن ذلك الحراك سوف يطيل من أمد عمر ولاية الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و يضمن لها البقاء (يفضل نطق حرف القاف غيناً كما في العامية السودانية) على سدة الحكم و التحكم في مفاصل الدولة السودانية ، و ما كانت تلك المؤتمرات و الحوارات إلا أفخاخاً نصبتها الجماعة الإنقاذية المتأسلمة تفسد و تلوث بها ذمم خصومها المعارضين من السياسيين و المتمردين المسلحين ، و كانت تلك هي إستراتيجة الجماعة الإنقاذية المتأسلمة الدائمة جربتها و درجت على إستخدامها مع خصومها و حلفآءها على مر العهود و العقود.
و كانت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة قد نصبت نفسها الممثل الشرعي و الوحيد (مع الإعتذار لياسر أبو عمار و منظمة التحرير الفلسطينية) لله و الإسلام و الإيمان في كل بلاد السودان (و ربما في بعضٍ من البلدان المجاورة في أفريقيا و الإقليم) ، و مَزَّقَتْ و فَرَّقَتْ بسياستها و بإسم الدين بلاد السودان و شعوب بلاد السودان إلى دويلات و جبهات و مجموعات متمردة على سلطة المركز ، جبهات و مجموعات تتنازع و تتقاتل فيما بينها و المركز من أجل السلطة و المناصب و الثروة و ما يصاحب ذلك من مكاسب و جاه و نفوذ في (الخلا و الحضر).
في تلك الأيام تداولت الوسائط الإجتماعية و بكثافة عالية شريط ڨيديو قصير يظهر جماعة من الناس إجتمعت في قاعة رحبة يبدوا أنها في فندق فخيم في الحاضرة السودانية الخرطوم ، و كان هنالك سودانيون و أجانب و أعراب كما بينت ذلك السحنات و الأزياء ، و كان في الخلفية منصة إجتماع كما دل على ذلك النفر الجالس و اللافتات الملونة التي كتبت عليها عناوين ذات مدلولات سياسية ، و كان بعضٌ من اللافتات يظهر صور (الرئيس الراقص) و يذكر إسم إقليم دارفور و السلام و الإعمار و الدول الراعية و الوسطاء ، و كان هنالك عدم إنتظام و فوضى و هرج و مرج.
يظهر شريط الڨيديو نقاش حآد و تدافع بالأيدي و المناكب بين أفراد (سودانيين) ، كما يظهر أناس أشهرت جوالاتها المحمولة و (آيْبَادَاتِهَا) Mobile phones and ipads و شرعت توثق الأحداث ، و يبدوا أن هذا (التوثيق) لم يرق لأحدهم فبادر إلى إقتلاع (آيْبَادٍ) من يد أحد الموثقين و قذف به بعيداً مما دفع صاحب الآيباد الغاضب إلى الصراخ و إلتقاط آيباده من الأرض ثم بعد ذلك إندفع بحماسة مهرولاً يلاحق الشخص المعتدي ليشتبك معه في محاولة للأخذ بحقه و حق آيباده ، و لا أحد يدري إن كان صاحب الآيباد قد أتى من (الخلا) أم أنه من (ناس الحضر) ، و كان في الخلفية جلبة و إزعاج و أصوات و صراخ و أحاديث غاضبة غير واضحة لم يتبين منها سوى أحدهم (ربما صاحب الآيباد) يصيح مكرراً:
أنحنا جماعتنا قاعدين في الخلا...
أنحنا جماعتنا قاعدين في الخلا...
بعد تلك الصيحة إرتج جهاز التسجيل و سقط على الأرض و أصبحت الشاشة سوداء و اختفت الصورة و الصوت و انتهى الڨيديو.
توضيح:
الكلمة قاعدين من قعد و قعاد و قعدة و المعنى الإقامة في المكان ، و الخلا هو تسهيل لكلمة الخلاء ، و الخلاء هو نقيض الحضر ، و قد جآء في معجم المعاني أن الكلمة خلآء من خلا و هو المكان الذي لا بنيان فيه ، و هو أيضاً المكان الذي يختلي فيه الإنسان بنفسه ، و هو أيضاً مكان لقضآء الحاجة (التبرز) ، و يسمى أيضاً المذهب و المرفق و المرحاض ، و تسميه أهل السودان المرتفق و الأدبخانة و بيت الأدب و المستراح.
تلخيص المداخلات على الوسائط الإجتماعية:
- بعضٌ من قيادات الهامش إستمرأت حياة المهجر و العيش في فنادق حواضر العالم الفخمة على كنف (الدول الراعية) ، و معلوم أنه لا توجد في هذا الكون دول تجلب السلام و تبني و تعمر دول أخرى من أجل عيونها و حباً في شعوب تلك الدولة
- بعضٌ من السياسيين السودانيين و مناضلي الهامش صاروا ضيوف راتبين على قنوات تلڨزيونية ذات أجندة دينية و سياسية معروفة
- ولآءات الكثيرين من السياسيين السودانيين و مناضلي الهامش و إرتباطاتهم توثقت كثيراً مع بعض الحواضر الأعرابية و الأفريقية و الغربية
- أن كثيراً من الأفراد التي تدعي أنها قادمة من (الخلا) لا يدل مظهرهم على أنهم (ناس خلا) ، فصحتهم وفيرة و بشراتهم نضيرة و جلودهم ندية و لامعة و شعورهم معالجة في صالونات التجميل بالحلاقة الجيدة و الكريمات و ملابسهم أنيقة و أحذيتهم لامعة ، فهيئتهم لا توحي بأنهم أناس مهمشين بل هم أكثر (تركيزاً) و (ترطيباً) و نضارة من الكثيرين من سكان (الحضر)
- أفعال و سلوك بعضٍ من مناضلي و سياسي (الهامش) لا ينسجم مع طبيعة ناس (الهامش) و الغلابة و المناضلين
شرع صاحبنا في تسجيل خواطره حول العبارة (أنحنا جماعتنا قاعدين في الخلا) مستصحباً ما سوف يكون بعد السلام و الإستقرار من مكاسب و مناصب و إقتسام للثروات ، و معلوم أن الإعمار يعقب السلام حيث تأتي الأموال عن طريق المنح و الهبات من الأصدقاء و الشركاء ، كما تأتي الشركات و المنظمات تحمل في حقائبها الوظائف و الصفقات ، و كذلك يأتي الإستغلال و الفساد و الإفساد و التجنيد و العملاء ، على هذه الخلفية حاول صاحبنا تفسير تلك العبارة (أنحنا جماعتنا قاعدين في الخلا) فجآءت المعالجات بعدة إحتمالاتٍ و سيناريوهاتٍ:
1- ربما أحست جماعةٌ (مهمشةٌ) قدمت من (الخلا) أن ظلماً و غبناً وقع عليها حديثاً أثنآء المحاصصات/المحادثات في (الحضر) ، أو ربما كان الظلم و الغبن و التهميش سابقين مارسته عليهم الجماعات المهيمنة على السلطة و الدولة في (المركز الحضري) ، فكان أن أتت (جماعة الخلا) إلى طاولات المحاصصات/المحادثات محملة بمرارات الظلم و الغبن و التهميش ، أتت تطالب (ناس الحضر) بإحقاق الحق و العدالة و المساواة ، و تدعو (كل) من حضر إلى (الحضر) من (ناس الخلا الآخرين و ناس الحضر) إلى تصحيح الأوضاع المزرية في (الخلا) و إلى رفع المظالم ، و لهذا لزم الصراخ و التذكير بالغلابة (الناس القاعدين في الخلا)
2- ربما كانت للجماعة (القاعدة في الخلا) رسائل و أهداف محددة تم إعدادها في (الخلا) و ربما بتنسيق مع جماعات/حلفاء في (حضر و حواضر) ، و أرادت الجماعة أن تذكر جماعات أخرى في (الحضر) و كذلك المفاوضين و الوسطاء أن هنالك (جماعة قاعدة في الخلا) فكان لا بد من الصياح و الصراخ من صاحب الآيباد ، الذي بدا حريصاً على تبليغ تلك الرسالة حتى يسمعها أناس حاضرون جسدياً في (الحضر) و آخرون غآئبون (قاعدون في الخلا و الحضر و الحواضر)
3- ربما أحس صاحب الآيباد أن المطامع الشخصية و الأنانية و ضيق النظر قد سادت جلسات التفاوض الحضرية ، فصاح مذكراً المتفاوضين و فيهم أناس قادمون من (الخلا) أن لا ينسوا قضية الرفاق و مصالح (الجماعة القاعدة في الخلا)
4- ربما غررت جماعات من (الخلا و الحضر) بجماعات قدمت من (الخلا) كانت قد أعطيت عهود مسبقة في (الخلا) أخل بها عند الحضور إلى (الحضر) ، فكان أن صاح صاحب الآيباد صارخاً مستنكراً
5- ربما رأي صاحب الآيباد فساداً في (الحضر) فأراد أن يستنجد و يبلغ (الناس القاعدين في الخلا)
6- ربما نشبت خلافات في (الحضر) بين الجماعات القادمة من (الخلا) فأراد صاحب الآيباد أن يبلغ (الجماعة القاعدة في الخلا) بما حصل حتى (يكونوا في الصورة)
7- ربما نشأت جفوة سياسية و تخاصم بين القادمين من (الخلا) أثنآء المحاصصات/المحادثات في (الحضر) فثارت نخوة صاحب الآيباد يذكر المتحاصصين في (الحضر) من ناس (الخلا) بالجماعات الصابرة القابضة على الجمر في (الخلا) المنتظرة ما سوف تتمخض عنه المحاصصات/المحادثات في (الحضر)
8- ربما تنازعت الجماعات القادمة من (الخلا) فيما بينها و هُمِّشَتْ جماعة (خلوية) فأراد صاحب الآيباد تذكير المعتدين أن للمهمشين جماعات قاعدة في (الخلا)
9- ربما أراد صاحب الآيباد أن يبلغ جماعة في (الخلا) أن حقوقها قد هضمت في محاصصات/محادثات (الحضر)
10- ربما كانت هنالك جماعات من (الخلا) و (الحضر و الحواضر) يهمها فشل المحاصصات/المحادثات في (الحضر) حتى تتأجج الخلافات في (خلا و حضر) بلاد السودان و تكون الفوضى التي تربح من ورآءها (حواضر عالمية) فرأت في إنتشار ڨيديو (الجماعات القاعدة في الخلا) خدمة لمصالحها
11- ربما جآءت صيحة صاحب الآيباد الذي ربما قدم من (الخلا) نخوةً و مبادرةً و تحذيراً منه للمتلاعبين و أصحاب المصالح الشخصية من ناس (الخلا و الحضر) ، مذكراً إياهم أن هنالك مقاتلين أشاوش جالسون في (الخلا) ، و أن النضال المسلح مستمر ، و ذلك لما رأي من التسويق المكثف لإغرآءات (الحضر) و التسابق على شرآء الذمم القادمة من (الخلا) بالشهوات و المغريات (الحضرية)
12- ربما يمتلك/ينتمي صاحب الآيباد جماعة صغيرة في (الخلا) من غير ذات الوزن ، و أن المغزى من الصياح و الڨيديو هو خلق (هِيْلَامَانَةْ) و محاولة (تكبير كيمان) في (الحضر) و الإيحاء لناس (الحضر) بأن هنالك أرتال من الجماعات المسلحة قاعدة و منتظرة في (الخلا) ، و الغالب أن هيلامانة مشتقة من هالة ، و الهالة حزمة من الضوء حول الشئ أو الشخص تضفي عليه الأهمية و ربما القدسية ، و تقابلها في اللغة الإنقليزية الكلمة Halo ، و معلوم أن التقديس و تضخيم الذات أمر شائع بين الأحزاب السياسية و الجماعات المسلحة في بلاد السودان
13- ربما كانت صيحة صاحب الآيباد مناورات و (حركات جيش ساي) لخداع ناس (الحضر) بينما لا توجد أصلاً ناس قاعدة لا في (خلا) و لا في (حضر) ، بل أن الأمر أن الأمر كله من بنات أفكار صاحب الصيحة ، و معلوم أن الجيوش (تقوم بحركات) تستعرض بها القوة حتى تخيف الأعدآء و تدخل في قلوبهم الرعب
14- ربما دفع الخوف من فقدان القواعد في (الخلا) صاحب الآيباد إلى الصياح حتى تعلم تلك القواعد (القاعدة في الخلا) أن وفود (الخلا) التي جآءت إلى (الحضر) ما زالت على العهد و تضع ناس (الخلا) في حدقات العيون ، و أن المهرجانات و الهيلامانات التي في (الحضر) لم و لن تلههم عن النضال و عن الدفاع عن حقوق الغلابة القاعدين في (الخلا)
15- ربما أراد صاحب الآيباد الذي رأى بأم عينيه الصراع الدائر في (الحضر) بين ناس (الخلا و الحضر) إخراج كل الغسيل القذر الذي صاحب اللهث و العراك حول نيل المكاسب و المغانم الشخصية ، فصاح مذكراً العالم و كل المشاهدين أن أصحاب المصلحة الحقيقية هم الجماعة القاعدة في (الخلا) الغير مشاركة في محاصصات/محادثات الحضر
16- ربما فات على المتفاوضين في (الحضر و الحواضر) من ناس (الخلا و الحضر) و المراقبين و الوسطاء أن بلاد السودان برمتها (خلا و حضر) (قاعدة في السَّهَلَةْ) ، و السهلة هي الفضاء العريض الذي لا تحده جدران ، و السهلة في قاموس بعضٍ من أهل السودان تعني (الخلا)
أسئلة:
إذا كان الهم هو الوطن المسمى السودان ، فهل يضير الجلوس في أي مكان (خلا) كان أم (حضر)؟
و قد تتطلب الظروف و طبيعة المهنة (القعاد في الخلا) ، فهل هذا يمثل مدعاة للإمتنان على الشعب السوداني في (الخلا و الحضر) و إلى الإبتزاز و التكسب السياسي الذي تمارسه جماعات (الخلا و الحضر)؟
القعاد من أجل الوطن في (الخلا أو الحضر) شرف و جهاد و رباط و واجب ، أما الإمتنان و التكسب فمعيبة كبيرة و عار ، و يدخل في ذلك العيب الكبير تهافت و تكالب قيادات الأحزاب السياسية و الجماعات المسلحة على المناصب و المكاسب الشخصية (الحضرية) و حب الشهوات خصماً على مصالح الوطن (خلا و حضر) ، و مثل هذه (الحركات النص كم) و الهيلامانات تفقد الأحزاب و الحركات و الزعامات (الخلوية) و (الحضرية) على حد السواء المصداقية و القواعد (الإنتخابات جاية و بكرة قريبة و ما بعيدة)
أين حق (ناس الخلا) من النازحين و غير النازحين من الذين لم يشاركوا في التمرد و القتال الذين لم يأتوا إلى محاصصات/محادثات الحضر؟
و أين مكان ناس (الحضر) القاعدين في (السهلة) من الإعراب السياسي؟
و على من تقع مهمة تعمير (الخلا)؟
و كل أهل السودان قد هجرت (الخلا) و تدافعت إلى (القعاد) في (الحاضرة) القومية الخرطوم و الحواضر الإقليمية الأخرى حتى صارت الحواضر تشبه (الخلا).
يبدوا أن مقولات مثل: الوطن في حدقات العيون و الوطنية خط أحمر و دعاوى النضال و شعارات السلام و الحرية و العدل و المساواة و التغني للوطن كلام (جرايد + ساكت + الليل يمحوه النهار).
ختاماً:
قيل أن متمرداً سابقاً عمل مساعداً لرئيس جمهورية السودان في عهد الطاغية المخلوع عمر البشير لما سألته المذيعة صاحبة المكياج الثقيل عن رأيه في توقيع إتفاقية سلام مع الجماعة الإنقاذية المتأسلمة أجاب:
(أنحنا خلينا النهب المسلح و جينا للتعمير)
و قيل أن المذيعة ضحكت كثيراً حتى بانت نواجزها و سقط ثوبها عن رأسها و أدمعت عيناها و فقدت وقارها و مهنيتها و حيادها لما نطق مساعد رئيس الجمهورية كلمة (المسلح) ، و ذلك لأنه نطق حرف السين في (المسلح) صاداً فكان نطقه الظاهر (المُصَلَّحْ) ، و يرى صاحبنا أن ليس هنالك مدعاة للضحك فتلك هي لهجة المساعد فهو من الجماعات السودانية الناطقين بغيرها ، كما يرى صاحبنا أن المساعد ربما كان صادقاً في نطقه و مقصده.
و في سياق تاريخي قيل أنه عندما سئل وزيراً للإعلام في عهد سابق أن يدلي بحديث عن الحرب الكورية صرح قائلاً:
الله لكوريا و لشباب كوريا...
فصارت العبارة أغنية بنات مشهورة ترقص على أنغامها العروس و العريس و أصحاب العريس يوم (قطع الرحط).
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
FAISAL M S BASAMA
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.