انفجرت الأوضاع مجددا صباح ونهار اليوم الخميس بكسلا وذلك عقب المسيرة الضخمة التي خرجت رافضة لقرار اعفاء الوالي صالح عمار أمس، وقد تصدت الشرطة للمسيرة بعنف مفرط واستخدمت العنف المفرط وأطلقت الذخيرة الحية ضد المتظاهرين مما اسفر عن وقوع عدد من القتلي وعشرات المصابين مما أدى إلى احتقان الوضع بشكل خطير ، وستنشر سودانايل لاحقا أسماء القتلي والجرحى. وكانت مجموعة مؤيدة لوالي كسلا المقال صالح عمار قد خرجت في مسيرة تم التصديق لها من قبل لجنة امن الولاية للتعبير سليما عن رفضها لقرار اقالة الوالي المنتمي اثنيا الي قبيلة البني عامر مما اثار حفيظة ابناء القبيلة والمواليين له من مجموعات ومكونات مجتمعية بكسلا التي وصفت قرار الاقالة بغير الموفق. وحددت اللجنة المنظمة مسارا للمظاهرة ونقاط التجمع من مختلف اتجاهات كسلا حيث تمت حراسة المسيرة من قبل القوات الامينة وصولا الي ميدان الحرية حيث تم مخاطبة المسيرة من قبل الموالين للوالي المقال صالح عمار. وقال مصدر أمني لوكالة سونا للأنباء أنه وبعد انتهاء المسيرة تحركت مجموعة من المتظاهرين المتفلتين تجاه كبري القاش بقصد اغلاق الكبري واحتلال امانة حكومة الولاية الا ان قوة التأمين المتمركزة في المنطقة تصدت للمتظاهرين بحضور وكيل نيابة كسلا الذي طلب من المتظاهرين التراجع وحذرهم من التقدم لمقر الحكومة بعد انتهاء المسيرة توصيل رسالتها وصوتها للجهات المعنية. لم ينصاع المتظاهرون لوكيل النيابة الامر الذي ترتب عليه وقوع مواجهة بين المتظاهرين والحراسة العسكرية المرتكزة في محيط كبري القاش التي اضطرت لاطلاق القنابل المسلة للدموع ثم الرصاص وكان بين المتظاهرين بعض الذين يحملون اسلحة حسب مصادر نظامية. وقال مراسل سونا في كسلا ان من بين المصابين عناصر من القوات النظامية ونجحت الشرطة والقوات العسكرية في تفريق المتظاهرين علي الاحياء المجاورة من منطقة الحدث والسواقي جوار كبري القاش. وتناشد سودانايل قيادة الدولة بالتدخل السريع وألا تنحاز الى طرف على حساب الطرف الاخر فإطلاق النار من طرف الشرطة على المتظاهرين في كسلا وقبله في بورتسودان يجب أن يخضع للمساءلة والتحقيق من قبل المسؤولين وأن لا يمر مرور الكرام وإلا فإننا مقبلون على حرب لأهلية لا تبقي ولا تذر. ومن جانبه أصدر والي كسلا المقال صالح عمار ومؤتمر البجا المعارض بيانين أدانا فيه استخدام القوة المفرطة بكسلا من قبل قوات الأمن والشرطة وحملا الحكومة مسؤولية قتل المتظاهرين السلميين وناشدا مجلسي السيادة والوزراء والحرية والتغيير بالتحرك السريع لإنقاذ ما يمكن ووقف الانهيار كما دعيا الي التهدئة وإعمال صوت العقل درءاً لفتنة ليس فيها غالب ومغلوب. بيان من والي كسلا المقال: يوم الاربعاء (7 أكتوبر 2020) التقيت رئيس الوزراء برفقة ثمانية من قيادات الصف الاول للإدارة الأهلية بشرق السودان وممثلين للحرية والتغيير، وقد دار نقاش ايجابي عن المبادرة التي تقدمت بها للسلام والتعايش الإجتماعي. وتطرق كل المتحدثين إلى قضية والي كسلا، وابلغوه رفضهم استقالة الوالي او إقالته في هذا التوقيت والذي ستفهم عبره الجماهير ان القرار أتى نتيجة ضغوط، وشددوا على ان اي إتجاه لاقالة الوالي منفردا سيشعل الوضع ولن يستطيعوا حينها كقيادات السيطرة على الشارع، وناشدوا رئيس الوزراء إنتظار اسابيع قليلة واعفاء الوالي مع بقية الولاة، وخرجوا من اللقاء بانطباع ان الرئيس فهم رسالتهم ووافق عليها. الآن لدى هولاء القادة وكل الشارع من خلفهم إحساس بأنه قد تم الغدر بهم وان الدولة أصبحت في مواجهتهم، ورصاص اليوم والدماء التي تسيل يثبت ذلك. على مجلسي السيادة والوزراء والحرية والتغيير التحرك السريع لإنقاذ مايمكن ووقف الانهيار. ورحم الله الشهداء والجرحى، ونحن من خلف شعبنا وقضيته العادلة ونناشده مجددا الإستمرار فى ضبط النفس. صالح عمار بيان من مؤتمر البجا المعارض : *يدين استخدام القوة المفرطة بكسلا ويحمل الحكومة مسؤولية قتل المتظاهرين السلميين* . *يدعو الي التهدئة وإعمال صوت العقل درءاً لفتنة ليس فيها غالب ومغلوب*. مؤتمر البجا المعارض قيادة وقواعد يدينون و بأغلظ عبارات الشجب استخدام القوة المفرطة من قبل القوات الحكومية في التصدي للمتظاهرين السلميين بالرصاص وقتلهم وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر معبرين عن رفضهم لقرار السيد رئيس الوزراء باقالة والي كسلا المكلف الاستاذ صالح عمار ، القرار الذي جانبه التوفيق في التوقيت فقد كان بامكان السيد رئيس الوزراء ان ينتظر به قليلًا ليكون ضمن حزمة اعفاء كل ولاة الولايات على ضوء مقررات إتفاقية السلام. مؤتمر البجا المعارض يعتبر ان حق التظاهر حق شرعي تكفله الوثيقة الدستورية وان الاستخدام المفرط للقوة في مواجهة المتظاهرين يمثل ردة لقواعد النظام البائد ومحاولة لتكميم الافواه ولذلك نستنكر ذلك بشدة ونحمل الحكومة تبعات ما يحدث. مؤتمر البجا المعارض من باب حرصه على السلم المجتمعي يدعو كافة اهلنا في الشرق الى التهدئة و اعلاء صوت الحكمة وتغليب العقل والتماس دروب درء الفتنة حفاظا على الارواح والممتلكات ويدعو الجميع الى التمسك بالسلمية في التعبير عن الرفض وعدم تعطيل مصالح البلد في هذا الظرف الحرج ، ويعتبر مؤتمر البجا المعارض ان حل الازمة في شرق السودان يكمن في مؤتمر اهل الشرق الذي نصت عليه إتفاقية مسار شرق السودان والذي سيعمل لرتق النسيج الاجتماعي و إستكمال مستحقات السلام لازالة التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي لحق بكل اهل الاقليم . الرحمة والمغفرة للشهداء و صادق الدعاء للمصابين بعاجل الشفاء اسامة سعيد رئيس حزب مؤتمر البجا المعارض 15 / 10 / 2020م