يبدو أن التعثر الاقتصادي الخانق وضيق الحال في بلادنا الحبيبة جعل فلول الإنقاذ تتحرك وتتكلم بجرأة وتريد للشعب أن يصدقهم بأن نظام المخلوع البشير كان افضل وأنهم تسرعوا في القضاء عليه وباتوا بعضون علي اصابع الندم والحسرة تأكل احشاءهم . هذا ما يريدون للناس أن يفهموه ويضعونه حلقة في آذانهم وتغافلوا عن عمد أن خيرات السودان المهولة طيلة ثلاثين عاما كانت تبعثر في تمويل الإرهاب والصرف علي الموالين والتضييق علي الشرفاء والمناضلين وتمكين أهل الحظوة للاثراء بأي ثمن حتي صارت الدولة رهينة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين يديرها لهم اخوان السودان الذين طبقوا شعار ( اخي في العقيدة أقرب لي من أخي في الوطن ) . وكانت النتيجة حرمان أهل الدار من الخير الذي تدفق خارج الحدود لأناس لا نعرفهم ولا يشبهوننا وبالداخل رأينا البنايات العالية والسيارات المظللة والبنوك الخاوية علي عروشها والصرافات الخرساء وصار المال عند القلة المرفهة التي احتفظت به في المزارع والكونتينارات تضارب به في الدولار وفي تعدد الزوجات والسفر والرحلات السياحية والترفيه عن النفس وإرسال فلذات الاكباد للدراسة بالخارج وترك جامعاتنا البائسة للفقراء والمساكين . قوم تنظيمهم مستورد من الخارج لا علاقة لتربة البلاد الطاهرة به بتحكم في مفاصل الدولة لثلث قرن أحال البلاد إلي لا دولة بل الي مسخ مشوه ووجدت الدول الكبرى فرصتها لتدس أنفها في أدق تفاصيل حياتنا ووضعونا في قائمة الدول الراعية للإرهاب وتحمل الشعب من الصعاب ما لا تتحمله الجبال الراسيات والعصابة الحاكمة يتراقص رئيسها ويتشدق بأن أمريكا تحت جزمته وأنه لن يسلم كديس للمحكمة الجنائية الدولية وقد قصدت أمريكا ومن لف لفها ان يموت الشعب كمدا وجوعا وجهلا ليعيش نظام البطش الذي يمثل لهم دور المغفل النافع الذي يجعل مصالحهم سالكة ويادار ما دخلك شر . الثورة نجحت واذهلت العالم ولكن دولة الإمارات والسعودية تريدان تدفق المرتزقة لمحرقة اليمن ومصر لديها حساسية مزمنة من حكم ديمقراطي بجنوب الوادي يسبب لهم الصداع وامريكا وإسرائيل تريدان التطبيع ولذلك كانت بصمات هذه الدول واضحة في نظام ما بعد البشير وربما يحكم السودان سيسي اخر أو كرزاي يسهل لسادته الأمور ويسلمهم وطن الجدود صرة في خيط . فلول الإنقاذ وقد فقدت امتيازاتها والبقر الحلوب ولكنها لن تعود للحكم مهما بذلت من عراقيل لإجهاض الثورة ومهما تفننت في الكيد ومهما حقدت وخربت فالثورة أن شاء الله ظافرة ومنتصرة وربنا يكفينا شر دول الإقليم المتربصة الغارقة في العمالة والتبعية للدول الكبرى وصارت كومبارسا حقيرا لهم وتريد أن تلعب علينا دور البطولة . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.