انهى سلفا كير حملته يوم الجمعة لانتخابات الرئاسة في جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وكانت تجربته الطويلة كمتمرد كافح ضد حكم الخرطوم هي احدى مؤهلاته الاساسية في نظر بعض الناخبين. وخلال محطات التوقف في حملته الانتخابية اعطى سلفا كير الرئيس الحالي لجنوب السودان اهمية كبيرة لدوره كشاب في اول تمرد في الجنوب والذي انتهى عام 1972 وكأحد مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تقود الان حكومة الجنوب. وبعد تمرد جنوبي استمر لمدة عقدين ضد الخرطوم والذي انتهى بابرام اتفاق سلام عام 2005 يرى كثيرون في جنوب السودان من المسيحيين والوثنيين ان الاولوية الكبرى تتمثل في اعادة بناء منطقتهم. لكن الخطط الرامية لاجراء استفتاء اوائل العام القادم لتحديد ما اذا كان جنوب السودان سيظل متحدا مع الشمال ذي الاغلبية المسلمة ام سينفصل تمثل بصفة يومية بواعث قلق كبيرة بالنسبة للناخبين. وقال كير امام تجمع حاشد "لم نشهد في هذه السنوات الخمس شيئا يمكن ان يجذب انتباه الجنوبيين على قبول الوحدة." وقام كير الذي تولى السلطة بعد اتفاق السلام بجولة في المناطق الريفية النائية وسعى لربط نفسه بالاستفتاء القادم والاستفادة من مشاعر السخط الكبيرة تجاه الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم. واذا أدى التشاحن السياسي بين شمال وجنوب السودان الى تأجيل او الغاء الاستفتاء فان جنوب السودان ربما ينفصل بأي حال رغم العواقب الوخيمة على الاستقرار في انحاء شرق افريقيا. والسباق من اجل اختيار زعيم جديد للولايات الجنوبية هو جزء اساسي من الانتخابات العامة الشاملة التي ستبدأ في 11 ابريل نيسان والتي ستكون اختبارا مهما للديمقراطية الهشة في الجنوب. وانسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي تقود المقاطعة التي اعلنتها المعارضة- من الانتخابات في معظم شمال السودان متهمة الحزب الحاكم بزعامة البشير بالتزوير. ومن المتوقع ان تدعم الانتخابات التي ستجرى الاسبوع القادم حكم البشير المستمر منذ فترة طويلة وستحيط بها شكوك واسعة النطاق حول شرعيتها. وربما يتعين على سلفا كير العمل بجدية من اجل كسب اصوات في ظل تذمر الناخبين من الفساد في الحكومة وضعف التنمية. والمنافس الرئيسي لسلفا كير هو لام اكول الذي شكل الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي المنشقة عن الحركة الشعبية الرئيسية. وكانت حملة اكول الانتخابية اكثر هدوءا رغم حملة الاعتقالات والمضايقات التي تعرض لها عدد من اعضاء حزبه في بلدات جنوبية وهو ما اصاب المراقبين الدوليين بالقلق. وانفصل اكول عن المتمردين السابقين في اوج الحرب ليشكل جماعته المسلحة الخاصة به. ولا يبدو كير قلقا بشأن المنافسة. وقال كير في بانتيو حيث اصطف المئات من الاشخاص في ميدان كبير "لست خائفا منه لانه اذا كنت ذاهبا الى منزلك فانك لا تتسلل في جنح الليل ولكنك تدخل في ضوء النهار."