انتهى اليوم الأول في أول انتخابات عامة يشهدها السودان منذ نحو ربع قرن، بتأكيد المفوضية العليا للانتخابات بأن العملية الانتخابية سارت بشكل طبيعي مع إقرارها بوقوع بعض "الاخطاء". فيما وصف الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر الذي يقوم مراقبون من المركز الذي يحمل اسمه بمراقبة الانتخابات التصويت في اليوم الاول بأنه كان يجري بسلاسة على الرغم من وجود بعض العقبات البسيطة. ويقاطع العديد من أحزاب المعارضة السودانية الاقتراع بسبب مخاوف من حدوث تزوير وتلاعب في الانتخابات. وقالت المفوضية في بيان ان اخطاء فنية وقعت خلال توزيع بطاقات الاقتراع على المراكز الاقتراعية المنتشرة في انحاء البلاد. واشارت في بيانها الذي تلاه مستشارها الإعلامى أبو بكر وزيرى الى وقوع تجاوزات فى ستة وعشرين مركز اقتراع فى الخرطوم وصفتها بالفنية. واوضحت انها تتعلق بتبديل بطاقات ناخبين وأسمائهم من مناطق إلى أخرى. إضافة إلى تغييرات فى رموز حوالى عشرة مرشحين. ودعي إلى التصويت ستة عشر مليون سوداني توزعوا في 25 ولاية سودانية، وهم عدد المسجلين في القوائم الانتخابية، سيختارون رئيسا وبرلمانا ومجالس ولايات، فضلا عن رئاسة الجنوب في الجنوب السوداني. "تعويض المرشحين المتضررين" وأكدت المفوضية أنها عالجت هذه الأخطاء فى كافة ولايات السودان وتعهدت بتعويض المرشحين المتضررين فى الأيام المقبلة. سيلفا كير يدلي بصوته في جوبا ورسميا انتهى اليوم الاول من التصويت حيث اصطف السودانيون في طوابير طويلة في الخرطوم وغيرها من المدن للادلاء باصواتهم. الا ان بعض مظاهر الفوضى والتأخير والادعاءات الكثيرة بالتزوير وسمت التصويت الذي سيستمر حتى الثلاثاء. ونددت الحركة الشعبية لتحرير السودان بما اعتبرته تجاوزات شهدتها الانتخابات، وطالبت بتمديد عملية الاقتراع اربعة ايام اضافية. وقال سامسون كواجي مدير حملة سلفا كير زعيم الحركة "لقد رصدنا تجاوزات عدة. اليوم اذا هو يوم غير محتسب. لقد وجهنا شكوى الى مفوضية الانتخابات نطلب فيها تمديد عملية الاقتراع من ثلاثة الى سبعة ايام". من الفاشر الى بورسودان وأفاد مراسلو وموفدو بي بي سي في عدد من المناطق السودانية منها إقليم دارفور غربا وجوباجنوبا بأن الهدوء ساد أمام مراكز الاقتراع في الساعات الأولى مع وجود بعض التأخير والعقبات هنا او هناك. اذ رصد عادل صالح موفد بي سي الى بورسودان وجود تجميد جزئي للتصويت على القائمة النسبية في بعض المراكز الانتخابية بورسودان لوجود خلل في شعارات الاحزاب في القوائم الانتخابية. ونقل عن الهيئة العليا للانتخابات في بور سودان قولهم ان الخلل طباعي اذ تمت طباعة بعض هذه الرموز بشكل خاطئ وان المفوضية القومية للانتخابات قررت اجراء تجميد جزئي في كثير من الدوائر في بورسودان. وتحدث محمد خالد موفد بي بي سي الى الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان عن بداية متعثرة في بعض المراكز الانتخابية التي تأخرت اكثر من ساعتين كي تفتح ابوابها امام الناخبين. واشار الى ان من جملة 58 مركزا انتخابيا تم افتتاح ابواب 40 مركزا انتخابيا عند الساعة الثامنة صباحا، وعزا نقلا من مدير المفوضية في الفاشر ذلك الى تأخر وصول بعض مستلزمات عمل هذه المراكز. عقبات وتأخير وقال موفد بي بي سي في الخرطوم خالد عز العرب ان الانتخابات تسير في هدوء ولكن ليس بانتظام كامل، اذ لم تحدث أي احداث امنية تعيق سير الانتخابات الا ان هناك عددا من الشكاوى في ما يخص التأخر في مراكز الاقتراع. واشار الى ان ثمة مراكز تأخر فيها بدء الاقتراع حتى الساعة الواحدة ظهرا اي اكثر من خمس ساعات حتى الساعة الواحدة ظهرا، بسبب عدم وصول بطاقات الاقتراع في موعدها. وفي سياق تأثير مقاطعة بعض احزاب المعارضة للانتخابات، اشار الى انه وجد مؤشرا واضحا على ذلك عند معاينته لبعض المراكز الانتخابية في منطقة الحاج يوسف في الخرطوم التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من الجنوبيين من اتباع الحركة الشعبية اذ وجد غياب اي تمثيل الحركة الشعبية في هذه اللجان،الامر الذي وجد فيه تاكيدا لمقاطعة الحركة للانتخابات في الشمال والاقتصار على خوضها في المناطق الجنوبية. وفي الخرطوم ايضا اشار موفد بي بي سي عمر عبد العزيز الى انه الذي زار بعض المراكز الانتخابية في الكلاكلة واركويت وامتداد ناصر، وانه رصد التأخير ذاته في بعض المراكز وضرب مثلا في شكاوى جاءت من بعض مراكز اركويت وامتداد ناصر في الخرطوم حيث رصد ان احد المراكز الانتخابية في الدائرة 28 لم تصله البطاقات الانتخابية حتى الساعة الثانية ظهرا. الانتخابات في الجنوب ومن جوبا عاصمة اقليمجنوب السودان يقول موفد بي بي سي علاء صبحي ان المواطنين في جنوب السودان يدخلون الى هذه الانتخابات وعينهم على الاستفتاء. واشار الى ان ثمة اقبال على الانتخابات في الجنوب، اذ حضر الناخبون منذ وقت مبكر الى امام مراكز الانتخابات، بيد ان تاخيرا واضحا ساد بدء العملية الانتخابية في العديد من المراكز الانتخابية، ارجعها المسؤولون هناك الى اسباب لوجستية. يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير وكان المرشح لرئاسة حكومة الجنوب وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير ميارديت قد وصل مبكرا الى مركز الاقتراع في وسط مدينة جوبا ليكون اول من يدلي بصوته الا انه اضطر ايضا للانتظار حوالي نصف ساعة قبل الادلاء بصوته. وقال سلفا كير بعد ادلائه بصوته "لم يسبق لي ان انتخبت في حياتي. آمل ان تكون هذه بداية تكوين العملية الديمقراطية في جنوب السودان". ويتنافس سلفا كير مع لام اكول زعيم الحركة الشعبية-التغيير الديمقراطي. وينتخب سكان جنوب السودان بالاضافة الى الرئيس والبرلمان ومجالس الولايات رئيس حكومة اقليمالجنوب المتمتع بحكم شبه ذاتي، استعدادا للاستفتاء المقرر تنظيمه في مطلع 2011 بشأن الاستقلال. وتعتبر الانتخابات محطة رئيسية في اطار اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 والذي انهى 22 عاما من الحرب بين الشمال والجنوب.