بوضع أول بطاقة تصويت صباح غدا، في صناديق الاقتراع، تعرض فصول دورة سياسية جديدة على مسرح السياسية السودانية،تبدأ بانتشار كثيف للقوات الأمنية والنظامية التي تسبق المواطنين للطرقات، ومراكز الاقتراع،تحسباً لسيناريوالعنف،وكانت الشرطة السودانية قدمت عروضا عسكرية في العاصمة المثلثة لتقول أنا هنا، تتحرك المفوضية كالنحلة في ولايات السودان المختلفة،باستثناء جنوب كردفان، تزاحم وتدافع من قبل وسائل الإعلام الصحافة المحلية والعالمية، القنوات الفضائية، وكالات الأنباء ،المراكز الإعلامية، المراقبين،والمحليين،والإقلميين،والدوليين لمجريات الاقتراع،مراقبي مركز كارتر "يفنجلون" أعينهم، المراقبين الأروبيون بعيدين من دارفور،المعارضة تتربص لتصطاد الأخطاء،المواطن السوداني يجوب الشوارع،ويقرأ في سره سيناريو العملية الانتخابية،بعد (24)عام،يجد دوره يحمل أكثر من شخصية، يسيطرعليها مزاج متقلب بسبب الانفصام الشخصي نتيجة للصدمة من واقع الانتخابات السودانية،مواطن مثقل بالهموم محبط من غياب حزبه من منظومة الانتخابات، بعد أن لحت له بارقة الأمل في الانتفاضة الانتخابية لا يدري على أيهما يرمي باللوم حزبه أم المفوضية، أم االحزب الحاكم بالإغلبية وفقا لاتفاقية السلام،أم جمعيهم شركاء في الاثم ،وأخر لم يتفاعل معها،ناى بنفسه بعيد عن السجل الانتخابي وبالتالي لن يشغل نفسه بالتوجه لصناديق الاقتراع بل وجتهه مكان عمله فحسب، مواطن يتجه بثقة إلى دائرة اقتراعه دون تردد لقناعته باكتساح المنافسين،مواطن أخر سيتجه للاقتراع ليس لينتخب المبادئ والبرنامج الانتخابي لحزبه الذي توارى بسبب الملاحظات على مجريات العملية الانتخابية بل ليقف مع مرشح مستقل ليسقط الخصوم، ومواطن يكتفي فقط بالنظر على أوراق الدعاية الانتخابية للمرشحين ،ويمضي مبتسما بسخرية غير مكترس لأحدهما،موطن مشغولا بأوجاعه الخاصة مهموما بمرضه،أو أحد أفراد أسرته،وأخرين مشغولين بأمنهم ،منتظرين حصتهم من الغذائية من النظمات،يترقبون وصول الماء،الأحزاب السياسية المشاركة،والمستقلين يتحركون جئة وذهاب قلقا وتوترا مما هوآت،بعض قيادة المؤتمر الوطني تقف متبسمة لقناعتها باكتساح المعركة بعد انسحاب أقوى منافسين له،حزبي الأمة القومي والحركة الشعبية،بعض قياداته تعض الأنامل على مقاطعتهما لكون انتصار الحزب الحاكم بوجودها داخل المعركة يزيد النصر نشوة،ويضاعف الشرعية،المجتمع الدولي مازال يقف في منطقة وسطى مابين أهمية الإستفتاء،وغياب أحزاب ذات وزن من انتخابات انتظرها الكثيرون، الأممالمتحدة أعلنت جاهزيتها لحماية المدنيين في حال نشوب العنف الذي توقعته دوائرها،الإدارة الأمريكية بدأت بالقلق على الانتخابات وأنتهت بترجيح كفة تأجيلها،عملية البحث عن معادلة تعيد التوازن جارية،وإجراءات العملية الانتخابية من قبل المفوضية القومية للانتخابات ماضية،المشهد سياسي وحده يقول مازالتم على شفا حفرة من النار، المراقبون للشأن السياسي والرأي العام المحلي و العالمي يجمع على أن العملية الانتخابية "مسيخة"أي فقدت مذاقها بتقلص عدد المتنافسين،بعد انضام الحركة الشعبية والأمة القومي لركب اليسار(الشيوعيين ،البعثيين،الناصرين) الذى حسم أمره مبكرا. المعركة غدا بين إسلاميين أفسد الدهر وحدتهم،واتحاديين كأهل الاعراف،ومستقلين أفسح لهم سيناريو المقاطعة المجال لكسب القواعد،ثلاثة أيام من الحراك الانتخابي،ثم تظهر نتيجة الانتخابات التي أعلنت القوى السياسية المقاطعة عدم الإعتراف بها قبل قيام الاقتراع،ورفعت منها ثوب الصدقية والنزاهة،وقالت تركتها لتبحث عن ثوب يواري سؤتها. تجري الانتخابات غدا في جو ملئي بنشاط المعرضة التي كثفت حراكها السياسي أمس بمؤتمر صحفي وندوة سياسية.