تشكيك الأحزاب السياسة بمفوضية الانتخابات القومية في منهجها وقدرتها يعد أمراً لافتاً، نسبة للاجتماع الدولي الذي حازته المفوضية من الخارج السودان، والوقار الذي اكتسبته نسبة لترأس مولانا ابل الير لها، حيث استطاعت المفوضية المكونة من شخوص حزبية مختلفة وشخصيات مستقلة متعددة، أن تعطي الفرحة للشعب السوداني في عرسه الانتخابي الانتخابي القادم ، خاصة بعد نجاح عمليتي الإحصاء السكاني والتسجيل التي اختتمت العام الماضي، ومقارنة هذه المفوضية لمعرفتها مع المفوضيات السابقة، فلقد استخدمت آليات عمل جديدة ومتطورة، تمكن كل الناخبين في مكاتب التسجيل في كل ولايات السودان والذي يعد نجاح في الآلية المعتمدة لتسجيل الناخبين، حتى انها ردت على عدد كبير من الشكاوي التي وردت من المواطنين والأحزاب والتي كان اغلبها ينصب في قضية تكرر الأسماء في مراكز الاقتراع المخصصة لهم حسب تعليمات المفوضية، تشكيك الأحزاب كما نعلم هو أمر مشروع وليس هناك قانون يحاسب عليه، ولكن الأحزاب تشكك في أن المفوضية ليس لديها عدالة إعلامية، وفي هذا الإطار يقول الأمين العام لمفوضية الانتخابات جلال محمد أحمد أن آليات العدالة الإعلامية هي الأحزاب والمستشارون للإشراف على التوزيع العادل للفرص في الدولة، ويضيف جلال أن مفوضيته تعمل لمساواة جميع الإطراف لكن تنشأ إشكالية العدالة من كون الرئيس منفتح على الإعلام والإعلام منفتح على الرئيس، ومثلما يكسب من هذا الانفتاح فانه يخسر أيضاً مما يلحق به من منتقديه، وأعلن جلال أن هناك اتجاها ومشاورات بين المفوضية والأممالمتحدة لإنشاء قناة تلفزيونية وإذاعية للمساهمة في توفير دعاية انتخابية متساوية. اذ أن احتكار الإعلام الذي تدعيه الأحزاب السياسية ليس أكثر من عدم قدرة على مواجهة الحقائق بأنها لن تستطيع الفوز بدون دعاية انتخابية، وهذا ما فقدته طوال السنوات الماضية أبان عهد حكومات الأحزاب الأولي والثانية، مما جعلها صاحبت صورة مشوهة أمام المواطن نسبة لعدم تمكنها من التكفل باحتياجاته البسيطة ناهيك عن المطالبات الأخرى الذي يحتاجها السودان لمواكبة عصر النمو. وفي هذا الاتجاه اتهم احد المراقبين الأحزاب بالبحث عن معارك وهمية عبر ادعائها احتكار دور الإعلام في المفوضية، وقال المراقب أن كافة مؤسسات الدولة تخلت منذ فترة طويلة عن تسيس اتجاها وأصبحت تعمل بجهد كبير حتى تصبح قومية وللجميع، وهذا ما يدور حالياً، وذكر المراقب أن أحد الأحزاب القومية تقدم باقتراح لتشكيل مجلس إعلام قومي تشارك فيه كافة القوى السياسية والمفوضية القومية للانتخابات للإشراف على الحملة الانتخابية، وتدرس المفوضية هذا الطلب بالتعاون مع جهات ذات الاختصاص ومع الأممالمتحدة . نقلاً عن صحيفة الرائد 12/1/2010م