عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في السنوات الخمسين ما قبل الميلاد، تكونت أعظم امبراطورية في التاريخ، سميت بالإمبراطورية الرومانية، والتي أسست ملكها فيما يعرف حالياً بإيطاليا. خاضت الإمبراطورية الرومانية حروباً عديدة مع أشرس جيوش الدول القديمة، وهزمتهم جميعاً، وشملت هذه الدول إنجلترا، واسبانيا، ودول البلقان، والدولة الفينيقية، وتوسعت الإمبراطورية لتشمل كل هذه الأراضي، وتمددت حتى شملت بلاد الرافدين وبلاد الشام، وكل جزر البحر الأبيض المتوسط، وجنوب اوربا، وشمال افريقيا. في العام 30 قبل الميلاد، فتحت الإمبراطورية الرومانية مصر، وتم تعيين كورنيليوس جالوس Cornelius Gallus كحاكم روماني جديد لمصر. تقدمت جيوش الإمبراطورية الرومانية في مصر جنوباً حتى حدود الدولة السودانية القديمة في اسوان. في العام 27 قبل الميلاد هاجمت هذه القوات اسوان، وقامت بالاستيلاء عليها. في تلك الفترة، كان يحكم الدولة السودانية القديمة، الملك تريتكاس Teriteqas، وزوجته الملكة الكنداكة اماني ريناس Kandake Amanirenas وابنهما الأمير أكينيداد Akinidad. توفي الملك تريتكاس وخلفته على الحكم الملكة اماني ريناس، التي حكمت في الفترة من 40 الى 10 قبل الميلاد من العاصمة كبوشية القديمة (مروي القديمة). جاءت الأخبار الى الملكة اماني ريناس باستيلاء الرومان على مدينة اسوان، التي كانت تتبع لمملكتها، فقامت بإعداد جيش قوي، استخدمت فيه الفيلة، وقادت هذه القوات السودانية القديمة بنفسها ومعها ابنها الأمير أكينيداد تجاه اسوان، وكان يرافقها اسدها المدجن، المصور في نقوش المعابد بمروي القديمة وهو بجانبها، وانزلت هزيمة قاسية بجيش الإمبراطورية الرومانية، واستردت اسوان منهم، وكان ذلك في العام 27 قبل الميلاد. قامت الكنداكة اماني ريناس بأخذ الاسرى الرومان معها، وقطعت راس تمثال الإمبراطور الروماني أوغسطس، والمصنوع من البرونز، والذي وجدته في أسوان، ونقلته الى قصرها الملكي بكبوشية القديمة، كعلامة على انتصارها الباهر على الرومان، ثم قامت بدفنه تحت أسفل معبد النصر الذي أقيم خصيصاً لانتصارها التاريخي. تم العثور على رأس الامبراطور في منطقة كبوشية عام 1912، بواسطة فريق أثرى بريطاني، حيث يحتفظ به الآن في المتحف البريطاني. عادت اماني ريناس الى قصرها، وعينت حاكما على منطقة اسوان. في العام 24 قبل الميلاد، قام الحاكم الروماني الجديد لمصر، جايوس بترونيوس، بمهاجمة المملكة السودانية القديمة، حتى وصل الى نبتة (كريمة الحديثة)، وقام بتدميرها. خاضت الكنداكة اماني ريناس حروباً مع جيوش الرومان. فقدت الكنداكة اماني ريناس في هذه الحروب ابنها أكينيداد وعينها. ذكر المؤرخ اليوناني استرابو ان الحاكم بترونيوس أشار اليها باسم الكنداكة العوراء "One Eye Kandace".. بعد هذه الشجاعة المنقطعة النظير التي اظهرتها الكنداكة والمعارك البطولية التي فقدت فيها اعز ما تملك وهو ابنها، وكذلك عينها، تم اجبار القوات الرومانية للتراجع حتى مدينة قصر إبريم التي تقع جنوب منطقة اسوان. قام بترونيوس بإقامة حامية رومانية في قصر إبريم، وأرسل الى الكنداكة القوية اماني ريناس يطلب منها عقد اتفاقية سلام. تم ابرام اتفاقية سلام مع الدولة السودانية القديمة تحت قيادة الكنداكة اماني ريناس في جزيرة فيلة في العام عام 20 قبل الميلاد، وكان من أهم البنود ان قصر إبريم هي نقطة الحدود الشمالية لمملكة الكنداكة، وان مملكتها معفاة من الجزية وظلت اتفاقية السلام معمول بها حتى نهاية القرن الثالث الميلادي. اعتبرت اماني ريناس من أشهر الملكات في تاريخ العالم القديم في القرن الثالث قبل الميلاد، بسبب هزيمتها للإمبراطورية الرومانية، حيث خاضت حروباً شرسة ضدهم، في فترة امتدت لمدة خمسة سنوات، من 27 قبل الميلاد إلى 22 قبل الميلاد. على عكس كل الممالك الأخرى الموجودة في أوروبا الرومانية والجزء الغربي من قارة اسيا وشمال إفريقيا، لم تتنازل الكنداكة اماني ريناس عن مساحات كبيرة من الأراضي السودانية القديمة للإمبراطورية الرومانية، ودافعت عنها ضد اقوى امبراطورية في العالم القديم، ولم تُجبر أبدًا على دفع الجزية أو المساهمة بأي موارد مالية او عينية لروما. توفيت الكنداكة أماني ريناس عام 10 ميلادية ودفنت في مقبرة رقم 4 بجبل البركل. المراجع: https://en.wikipedia.org/wiki/Amanirenas https://www.blackpast.org/global-african-history/kandake-amanirenas-10-bc/ https://www.rejectedprincesses.com/princesses/amanirenas