في القرن الأول قبل الميلاد شهدت جزيرة ساموس اليونانية والواقعة شرقي بحر إيجه حدثا تاريخيا هاما وذلك حينما أبرمت معاهدة السلام بين الإمبراطورية الرومانية ومملكة مروي والتي تقضي بوقف الأعمال العدائية بين البلدين . وقع الإتفاقية ممثلين عن مملكة مروي التي كانت يومها تحت حكم الملكة أماني ريناس (40 - 10 ق م) وممثلين عن الإمبراطورية الرومانية . تكتسب هذه المناسبة أهمية بالغة نظرا لحضور الإمبراطور (أغسطس) بنفسه ليشهد توقيع الإتفاقية ، مما يعكس الإهتمام البالغ الذي كان يوليه الإمبراطور للجبهة الجنوبية وضرورة تأمينها من الهجمات المتتالية والمتكررة التي كانت تشنها القوات المروية لقد رأى الرومان أنه من الضرورة بمكان وضع حد لهجمات الجار الجنوبي المزعجة ، خاصة بعد إجتياح الحامية الرومانية في أسوان وفيله من قبل القوات المروية وتحطيم تماثيل الإمبراطور (أغسطس) وإنتزاع رأس أحد تلك التماثيل ونقله إلى مروي ، حيث وضعته الملك (أماني ريناس) تحت درج المعبد إذلالا لذلك الرمز ورغم أن الرومان قاموا بعد ذلك بحملة تجريدية ضد مروي إنتقاما لذلك الهجوم ، إلا أن ذلك لم يهديء من مخاوف الرومان المستقبلية . تحمل الإتفاقية في طياتها العديد من المكاسب للمملكة المروية ولعل من أهم بنودها ان تكون"ابريم" التي في النوبة السفلى هي نقطة الحدود الأولي لمملكة "أماني ريناس" ، وان تكون هناك منطقة عازلة بين المملكتين وهي منطقة ال (12 ميل) من قرية "القصر" خلف الشلال الأول وحتي المحرقة ، كما أعفيت النوبة من دفع الجزية التي فرضها الرومان ، وظلت اتفاقية السلام هذه معمول بها حتي نهاية القرن الثالث الميلادي . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.