* الما عارف يقول: " مصر يا أخت بلادي يا شقيقة!".. وإن أنسى لا أنسى نصيحة أستاذنا، البروفيسور محمد هاشم عوض، أثناء محاضرته لنا عن مشروع الجزيرة والقطن طويل التيلة الذي يمتاز السودان ومصر بإنتاجه.. وعن أن المصريين غدروا بالسودانيين، بعد اتفاق البلدين على بيع القطن بسعر محدد في البورصة، فاذا بالمصريين يفاجئون السودانيين بتخفيض سعر قطنهم في البورصة.. ويلحقون بالسودان خسائر فادحة.. * ثم عرج أستاذنا إلى اتفاق أبرمه ضباط سودانيون مع ضباط مصريين للقيام بثورة ضد الانجليز في عام 1924.. وحددوا تاريخاً معيناً لذلك.. وحين خرج الضباط السودانيون بجنودهم في اليوم المحدد، فوجئوا بأنهم يواجهون الإنجليز لوحدهم.. والمصريون قابعون في ثكناتهم بالخرطوم بحري.. فكانت المجزرة التي استشهد فيها البطل عبدالفضيل الماظ وضباط وجنود سودانيون آخرون.. * واستطرد أستاذنا، رحِمه الله، في سرد غِدر المصريين بالسودانيين، والسودانيون لا يتعظون، ومن ذلك ذكر اتفاقية مياه النيل المبرمة بين السودان ومصر.. وكيف أحاقت الاتفاقية الظلم بالسودان.. وكيف تعنت المصريون في الاستيفاء بالعديد من بنود الاتفاقية.. (وما يزال تعنتهم في الإيفاء ببعض البنود قائماً حتى يومنا هذا..).. * واختتم أستاذنا حديثه بتقديم النصح لنا مشدداً:- "سوف تكونون مسئولين عن اقتصاد السودان في المستقبل.. فخذوا حذركم عند قيامكم بالتفاوض مع المصريين، إنهم لا يؤمن جانبهم!" * كانت المحاضرة في ستينيات القرن المنصرم.. * وفي أواخر الثمانينيات اقتلع المصريون حلايب وشلاتين دون مفاوضات.. ولما فاوضناهم أصروا على الاحتفاظ بحلايب وشلاتين.. ولما طلبنا منهم اللجوء إلى التحكيم الدولي رفضوه بعنجهية.. ولا يزالون يرفضون.. * ومن غباء بعضنا يطالب ذلك البعض من مفاوضينا في موضوع سد النهضة مساندة الأجندة المصرية حتى وإن تعارضت مع ما يراه المختصون من مصالح للسودان.. * وفي أغسطس 2020، جاء رئيس الوزراء المصري بكامل طاقم حكومته.. فتحدثت حكومتنا عن فتح صفحة جديدة مع مصر.. وأبرم (وزير) التموين والتجارة الداخلية المصري علي المصيلحي، اتفاقاً مع (المواطن) السوداني السيد/ ميرغنى إدريس سليمان، رئيس منظومة الصناعات السودانية، لدراسة إستغلال الأراضى الزراعية المتاحة بالسودان.. لتتم زراعتها بعباد الشمس وفول الصويا والذرة لصالح الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين المصرية.. * ويرمي الاتفاق إلى المساهمة فى توفير زيوت الطعام للسوق المصرية، ويحد من استيراد مصر لها.. والشعب السوداني لا يعرف شيئاً عن تفاصيل ذلك الاتفاق االمبدئي.. إذ لا يعرف كم هو المدى الزمني لاستغلال الأراضي المعنية.. ولا كم تبلغ قيمة الإجارة ولا كيفية دفع الإيجار.. * تم كل شيئ وكأن لا وجود لشعب على أرض السودان! * ونقلت الأنباء، قبل يومين، أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري استقبل محمد إلياس، سفير السودان الجديد بالقاهرة، والوفد المرافق له.. وبحث معه آفاق التعاون الزراعي بين البلدين، وتفعيل مذكرة التفاهم ( المبرمة في أغسطس بين الوزير المصري والمواطن السوداني) بإنشاء مزرعتين بالسودان للإنتاج الحيواني والنباتي... * وعبر السفير السوداني الجديد عن حرص السودان على تعميق التعاون مع (الشقيقة) مصر لما يربط البلدين من علاقات (أزلية).. * قال (الشقيقة) مصر قال! * ناس قلعوا منكم حلايب وشلاتين قلِع، تقوموا تدوهم أراضي تانية، وعن طيب خاطر، وتقولوا (الشقيقة) مصر؟! * أصحى يا ترس، المصريون قادمون لالتهام أراضيكم.. والحكومة فاتحة ليهم! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.