قبل أن تركب سفينتك وتمخر بحر الغياب عذراً منك أولاً فلقد كنت بيننا زمناً طويل تعلمنا.... تدرسنا... وتحكي الكثير نسمعك حيناً... وأحياناً لا نعي... ماذا تقول... نبتعد عنك أحياناً وأنت ثابت... تقول الحق وبيدك سيف الصواب لم تيأس... لم تخف تقاتل بأخلاق الرجل النبيل شقيت ردحاً طويلاً... وشقينا نحن والوطن... من عذابات نفر جهول سجنوك... نفوك.. قاتلوك وما زلت تصول... وبيدك سيف الصواب ولما انبلج صبح بهيج... فرحنا وابتهجنا وأمِنا فجواد فارسنا... ما زال منتصباً يجول كم كانت دواخلنا مستبشرة لأنك بيننا..... وكم نمنا هنيئاَ... لأن هناك صنديداً... يهدي وينصح... الحكمة في جنبيه... والفكر في عقله والخلق والأدب الجميل.... فارسنا يحرسنا.... يصد عنا ويلات الأمور وفي غمرة الحلم... فُجعنا بنائبة تسقط السيف الجسور أنت ذهبت... انطلقت صوب المستحيل وأصبحنا يتامى.... نبحث عن والدنا الكبير... ضوء الليالي الكالحات... وزاد المشوار الطويل... حادي مسيرتنا... الهادي والواعي والشامخ بلا غرور... وعذرنا منك ثانية فنحن نبكي فقدنا ويتمنا وحاجتنا للواعي الحكيم فالليل موحش والنائبات كثير نحتاجك سيدي... لحلمك.. لفكرك.. لسيفك... من يحمله..؟ من يمتضي الفرس الأصيل؟ كنت الأصالة كلها... وأنت ماضينا الجميل أعذرنا سيدي.... إن كنا يوماً نقول ماذا يقول...