مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امر القبض واللوبي الصهيوني ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 06 - 03 - 2009


(1 - 3 )
[email protected]
مقدمة :
وقعت الواقعة ، التي ليس لوقعتها كاذبة . وفار التنور . وزلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها . ( وانقلبت ) الدنيا يوم الأربعاء الموافق الرابع من مارس 2009 . ذلك يوم أسود على جبين الأمة السودانية الناصع البياض . يوم أن أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمر قبض جنائي ضد فخامة الرئيس البشير ، رمز الدولة والعزة والكرامة السودانية .
اتهامات المحكمة للرئيس البشير يمكن اختزالها في اتهامه بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ضد القبائل الافريقية في دارفور .
جردت المحكمة الرئيس البشير من شرعيته الدولية ، وقذفت به في اضابير وملفات أقسام البوليس الجنائي من بوركينا فاسو إلى جزر سليمان . في أول سابقة لرئيس في السلطة في التاريخ البشري .
خلقت المحكمة فراغا د ستوريا ضخما , يجب ملئه وباسرع فرصة ممكنة , والا لحقنا بسوبا .
صدور امر القبض احدث نقلة نوعية في ملف الرئيس البشير , الذي انتقل من الحجرة السياسية الي الحجرة القانونية , وهي حجرة غير مسموح العبث بمحتوياتها .
من المتوقع ان تحيل المحكمة امر القبض لمجلس الامن لتفعيله بواسطة الدول الاعضاء في الامم المتحدة ( 192 دولة ) , وتحت البند السابع الذي يخول استعمال القوة . اذا سوف يتحرك المجتمع الدولي لتفعيل امر القبض , الذي سوف يكون له ما بعده في مقبل الايام .
البعض يدعي بان المحكمة ارادت ان تكحلها فعمتها , بالازدياد المتوقع للعنف وللجرائم المختلفة في دارفور نتيجة مباشرة لامر القبض . وانها , اي المحكمة , بفش غبينتها سوف تهدم بنيتها , باصدارها اوامر قبض غير قابلة للتنفيذ , مما يفقدها مصداقيتها , وجدوى بقائها . وكانها لا ارضا قطعت ولا ظهرا ابقت . وسوف تخلق المحكمة الان جنايات جديدة بين مؤيديها ومعارضيها داخل السودان , ربما ادت الي حرب اهلية , فتزيد بذلك الطين بلة . وتنشر الحرابة من دارفور الي بقية اقاليم السودان .
القس دذموند توتو , الحائز علي جائزة نوبل في عام 1982 , اصدر بيانا يوم الاثنين الموافق الثاني من مارس , يدعو فيه الرؤساء الافارقة لتاييد امر القبض عند صدوره .
امر القبض هذا بمثابة الزيت المصبوب علي نار دارفور . والحشاش يملأ شبكته .
بامر قبضها هذا تكون المحكمة قد فتحت صندوق الباندورا الدارفوري , وياله من صندوق .
امة الامجاد :
بامر قبضها هذا تصيب محكمة الجنايات الدولية الامة السودانية في مقتل . لا تعرف المحكمة ( تلاتة نساوين غشيمات , عنقاليات , لا هنا ولا هناك ) قدر الأمة السودانية , التي هي خير أمة أخرجت للناس .
ألم تكن هذه الامة أول من ولف واستانس البقر الوحشي ؟ ألم تكن أول من حلب وشرب لبن البقر الوحشي في تاريخ البشرية في دولة كرمة العظمى, أربعة ألف سنة قبل ميلاد المسيح ؟ ألم تكن الأمة التي إخترعت وكتبت اللغة المروية التي لم يستطع علماء البشر فك طلاسمها ورموزها حتى اليوم , رغم أنهم نجحوا في فك طلاسم اللغة الهيروغلوفية ؟ وكان ميلاد هذه اللغة بمئات السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام .
ألم تكن ملكتهم الكنداكة أول من إستعمل الصرف الصحي في القارة الأفريقية ؟ إذ كانت تأتيها مياه النيل في مواسير فخارية لحمامها اليومي ثم ترجع المياه المستعملة إلى النيل مرة أخرى , بواسطة شبكة مواسير فخارية أخرى . وكان ذلك قبل ميلاد المسيح بمئات السنين ؟
ألم يخضع ملكهم العظيم ( ترهاقا البركل ) فراعنة مصر الذين خروا له ساجدين ؟ الم يحكم ترهاقا بلاد مصر وفلسطين والشام أبان الأسرة السادسة والعشرين العظيمة ؟ ثم فقيرهم لله حسن ود حسونة ... ألم يروب الموية ؟ ألم يعبر مياه النيل الازرق عند سنار مشيا علي الاقدام , في واحدة من كراماته ؟
هذه أمة " لا تنبت إلا الشعراء والأنبياء " . هذه أمة خرج من رحمها الطاهر ود بلال القائل :
" يوم يقف الخلق بين يدي ذي العزة والجلال ، شايلين صلاتهم وزكاتهم ، وحجهم وصيامهم ، وتهجدهم وسجودهم ، سوف أقول : يا صاحب الجلال والجبروت ، عبدك المسكين الطاهر ود حوه بت العريبي , يقف بين يديك خالي الجراب ، منقطع الأسباب ، ما عنده شئ يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة ."
هذه امة يموت افرادها واقفين , كما الشجر .
ندوس فوق الجروح ماشين
ونموت زي الشجر واقفين
ولي يوم الله في عزة وثبات شامخين
ما شان دنيا في شان الوطن والدين
هذا شعب خرج من رحمه الملك بعانخي والملكة أماني ، الملك بادي أبو شلوخ والإمام المهدي ، محمود محمد طه وجون قرنق ، التيجاني يوسف بشير والعباسي ، الطيب صالح والامام الصادق المهدي , كرومة والحاج سرور ، صديق منزول وجكسا , عشة الفلاتية وزينب بدوي .
هذا شعب عظيم ، هذه أمة عظيمة كانت خير امه أخرجت للناس .
هذه أمة عظيمة ما في ذلك شك ! ولذلك ترفض أمر القبض هذا وتعتبره وكان لم يكن .
اوباما :
صرحت بروك اندرسون , الناطقة الرسمية باسم اوباما بان الرئيس اوباما :
" يؤيد بشدة جهود محكمة الجنايات الدولية الرامية الي التحقيق مع المسئؤلين عن الفظاعات في دارفور وملاحقتهم قضائيا . "
واستطردت قائلة بان الولايات المتحدة :
اولا : سوف تستعمل حق الفيتو في مجلس الأمن , ضد أي قرار يدعو لتجميد امر قبض الرئيس البشير .
ثانيا : سوف تبدأ في ملاحقة الرئيس البشير , وقبضه , وتسليمه للمحكمة في لاهاي , حسب نصوص قرار مجلس الامن 1593 . ذلك أن قرار المحكمة يعتبر قراراً من مجلس الأمن , الذي أحال ملف دارفور للمحكمة تحت البند السابع . وعليه فإن قرار المحكمة ملزم لمجلس الأمن وأعضائه بل كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة . ويجب عليهم تنفيذه تحت البند السابع , الذي يخول إستعمال القوة , بما في ذلك إختطاف طائرة الرئيس البشير ، إذا سافر خارج السودان بعد 4 مارس 2009 . وعليه فمن المستبعد أن يسافر الرئيس البشير خارج السودان بعد الآن ، وحتى إخطار آخر .
سوف تكون المحكمة عديمة الجدوي اذا لم تستطع القبض علي , ومحاكمة متهميها , بمساعدة دولها الاعضاء . وحتي القوات الاممية في دارفور والجنوب سوف تكون ملزمة , حسب قانونها الاساسي , بالقبض علي الرئيس البشير , وتسليمه للمحكمة . بامر قبضها هذا تكون المحكمة قد اهدرت دم الرئيس البشير عالميا . ومن المضحك المبكي تهديد حركة العدل والمساواة بأنها , ونيابة عن المحكمة وحسب القرار 1593 المذكور اعلاه , سوف تنفذ امر القبض وتعتقل الرئيس البشير اذا وطئت أقدامه دارفور بعد الآن .
ثالثاً : سوف تبدأ في دراسة عدة خيارات لإرغام الرئيس البشير تسليم نفسه والمتهمين هارون وكوشيب للمحكمة ، حتى لا تفقد المحكمة مصداقيتها ، بإصدار أوامر قبض غير قابلة للتنفيذ . خصوصا وسوف يتم عقد مؤتمر عام لتقييم اداء المحكمة في العام 2010 . ومن هذه الخيارات كما ذكر السيد وليمسون :
فرض حظر للطيران العسكري فوق دارفور , وتدمير الطيران العسكري السوداني على الأرض في مرحلة لاحقة ، منع تصدير البترول السوداني لخنق الإقتصاد السوداني ، تدمير مصانع تجميع السلاح جنوب الخرطوم ، تعطيل شبكات التلفون الموبايل ، ضمن خيارات أخرى أكثر صرامة وشدة .
رابعا : كما وهددت السفيرة رايس بان اتفاق الدوحة لن يؤثر في ملف الرئيس البشير , لا من قريب او من بعيد . ده براه وده براه .
الرئيس البشير :
سوف يرفض الرئيس البشير تسليم نفسه طواعية للمحكمة , وحلف بالله العظيم ثلاثة مرات لتأكيد ذلك . وسوف يرفض نظام الإنقاذ والشعب السوداني تسليم الرئيس البشير للمحكمة عنوة .
وسوف لن يختفي أمر القبض هكذا , بل سوف يظل معلقاً سيك سيك فوق رأس الرئيس البشير . وسوف لن يبطل مفعوله إلا في حالتين لا ثالث لهما :
أولاً : إستلام المحكمة للمتهم . أو
ثانياً : موت المتهم .
لن يستطيع حتى مجلس الأمن شطب أمر القبض . وسوف يعتبر ملزماً تنفيذه للدول ال 108 الأعضاء في المحكمة , والدول ال 192 الاعضاء في الامم المتحدة , بما في ذلك اسرائيل وامريكا . وسوف لن تتواني هاتان الدولتان في التنفيذ الفوري لهذا الامر . ومن غير المستبعد ان تقوم فرقة كوماندوز اسرائيلية /امريكية باختطاف البشير , في اول فرصة سانحة , كما حاولوا من قبل مع الوزير هارون .
سوف يرفض الرئيس البشير أي دعوة من بلد صديق لإستضافته . وسوف يستمر رئيساً لبلاد السودان ، رغم أنف أوكامبو وإسرائيل والولايات المتحدة .
ربما تتأثر الإستثمارات الأجنبية الوافدة للسودان سلباً ، وربما تهرب بعض الأموال خارج السودان . ولكن مؤقتا ّ !
وسوف لن يطمح الرئيس البشير في رئاسة أي تجمع إقليمي كالإتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية أو الإيقاد . وسوف لن يستطيع السفر خارج حدود السودان بعد الان . وربما كانت حجته الأخيرة آخر حجة له للبلاد المقدسة . وربما رفض الأمين العام للأمم المتحدة مقابلته
اذا إضطرته ظروف عمله زيارة الخرطوم مستقبلا
سوف يصير الرئيس البشير إلى بطة عرجاء كما يقول الأمريكان . وربما طفحت مشاكل الرئيس البشير من شخصه إلى بلاده ، بدخول السودان في مسلسل الحصار والعقوبات الدولية , التي ربما طالت منع تصدير البترول السوداني لخنق السودان كما تم خنق قطاع غزة ، ولم يحرك العالم ساكناً .
ومن اسف ان الرئيس البشير قد تمت ادانته في محكمة الراي العام العالمي , ووصمته الجرائد الحكومية المصرية بانه مجرم حرب , قبل ان يذهب الي لاهاي .
الرئيس الصومالي السابق عبدالله يوسف اضطر للاستقالة من منصبه الرئاسي تحت التهديد بفتح بلاغ ضده امام محكمة الجنايات الدولية . ولكن ذلك امر اخر ؟
في هذا السياق يمكن ان نذكر ان اوكامبو فتح بلاغا بجرائم حرب ضد لورد الحرب الكونغولي لوبانجا . واصدرت محكمة الجنايات الدولية امر قبض ضده . وتم جلبه مخفورا الي لاهاي . وبعد استجوابه , لم تجد المحكمة بينة دامغة ضده , فاطلقت صراحه .
اللوبي الصهيوني :
ندعي في هذه المقالة " من ثلاثة حلقات " ، ونسوق البينات والأسباب لدعم إدعائنا ، بأن اللوبي الصهيوني ، وراء كل هذه الزوبعة الفنجانية . نعم اللوبي الصهيوني , وحصرياً اللوبي الصهيوني , وراء شيطنة الرئيس البشير , ودمغه بهذه التهم التي تخر من هولها الجبال ...
ولماذا يا ترى هذه الشيطنة ؟
فقط لأن الرئيس البشير يدعم القضية الفلسطينية , وبالأخص حماس ؟ كما صرح بذلك صراحة وبوضوح وفي تحد عنجهي للمجتمع الدولي افي ديختر, وزير الامن الاسرائيلي الحالي .
هذا هو المبتدأ والخبر لكل هذه العجاجة . وسوف نلخص في هذه المقالة تجارب بعد الزعماء العرب مع المسألة الصهيونية , وكيف تمت شيطنتهم , ومن ثم القضاء عليهم , حتى تسرح وتمرح وتبرطع إسرائيل دون وازع أو كابح , وحتى تستطيع تحقيق هدفها ..... وهو ترحيل الفلسطينيين خارج أرض فلسطين والإستئثار بأرض فلسطين كلها , من النهر إلى البحر , لبني إسرائيل .
نورد هذه التجارب إختزالاً حتى نستطيع تدبرها وإستيعابها لنستفيد من دروسها وعبرها في تصحيح مسارنا . والله نسأله التوفيق و اللطف في هذه المحن والشدائد .
السبب الذي أبطل العجب :
نكرر الادعاء بأن السبب الحصري لمعاداة الإدارة الأمريكية لنظام الإنقاذ والرئيس البشير , هو تأييد ودعم الأخير للقضية الفلسطينية وبالأخص لحماس . وآيتنا في ذلك أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس صرحت , وكما هو مذكور اعلاه , في يوم الثلاثاء الموافق 17 فبراير , أنها لا ترى اي علاقة بين إتفاق الدوحة وملف الرئيس البشير . وذلك يعني ان أي تحسن في موقف السلام والإستقرار في دارفور , لن يغير في موقف الإدارة الأمريكية ضد نظام الإنقاذ ورئيسه البشير . وذلك يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك أن الإدارة الأمريكية لا تركز على حل مشكلة دارفور ، بقدر ما تركز على معاداة نظام الإنقاذ والرئيس البشير ، لإسباب تدخل في صميم استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية . وهذه الأسباب يمكن اختزالها في تأييد ودعم نظام الإنقاذ والرئيس البشير للقضية الفلسطينية وبالأخص لحماس . والدليل على ذلك أن الإدارة الأمريكية لم تتأثر بالمبادرات المختلفة التي قامت بها حكومة الخرطوم والرئيس البشير من أجل تحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية , وبالأخص تعاون الخرطوم الوثيق مع واشنطون ضد الإرهاب الإسلامي العالمي , والموافقة على عقد إتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان ، وتصريحات الخرطوم المهادنة لواشنطون .
السبب الحصري لمعاداة واشنطون للخرطوم والرئيس البشير هو دعم نظام الإنقاذ والرئيس البشير لحماس . نقطة على السطر .
إذا لم يكن هذا هو السبب ، فماهو السبب ؟ لا تقل لي التوجه الإسلامي للإنقاذ ، لأن واشنطون تعقد علاقات حميمة مع دول إسلامية كثيرة . لا تقل لي دكتاتورية الإنقاذ ، لأن واشنطون تعقد علاقات حميمة مع دول دكتاتورية عديدة . ولكن قل دعم وتأييد نظام الإنقاذ والرئيس البشير للقضية الفلسطينية وبالأخص حماس . ودونك صدام والقذافي والأسد وعبد الناصر الذين لا يجمع بينهم شئ أكثر من تأييد كل واحد منهم للقضية الفلسطينية , وبالتالي شيطنته بواسطة واشنطون . واشنطون التي تقودها من انفها اللوبيات الصهيونية , ذيل الكلب الذي يهز الكلب الامريكي .
الرمز عبد الناصر :
في يوم 16 مايو 1967 ، أرسل الرمز عبد الناصر ، من خلال وزير دفاعه المشير عبد الحكيم عامر , رسالة إلى الجنرال ريكي ، قائد قوات الطوارئ الأممية في قطاع غزة وشرم الشيخ , طالباً منه سحب قواته الأممية من مراكزها على الفور . كان عبد الناصر يريد التصعيد ضد إسرائيل ، انما إلى ما قبل المواجهة . لم يكن يبغي الحرب .
يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة وقتها , وهو آسيوي تماماً كما بان كي مون الحالي ، رفض مبدأ الإنسحاب الجزئي ، وحلول قوات مصرية محل القوات الدولية ، كما طلب منه الرمز عبد الناصر . وسحب يوثانت القوات الأممية من كل مواقعها في سيناء وغزة . وأرسل الرئيس جونسون نائبه همفري لعبد الناصر , ليؤكد له أن الإدارة الأمريكية ( تعارض ) بحزم أي عدوان في المنطقة من أي نوع كان .
وإستفسر الرمز عبد الناصر وزير دفاعه المشير عامر عما يمكن أن يحدث لو شنت إسرائيل الحرب على مصر ، ورد المشير عامر بالكلمات التي سارت بها الركبان .
" حا نبططهم ياريس " .
كان ذلك في الحادي والعشرين من مايو 1967 . ونام وقتها الريس على العسل . ثم بعد حوالي أسبوعين من هذه " البطبطة " , وقعت الواقعه , ودمرت إسرائيل جميع القواعد الجوية المصرية , وبدأت نكسة يونيو 1967 .
التاريخ يعيد نفسه :
وكأنما التاريخ يريد أن يعيد نفسه ، وفي 16 أغسطس 2008 , وبعد عودته من إجتماعات القمة التركية / الأفريقية في تركيا ، هدد الرئيس البشير قوي الاستكبار الدولي بأنه في حالة صدور أمر قبض ضده من محكمة الجنايات الدولية فسوف :
" نطلب من القوات الأممية في دارفور مغادرة البلاد " .
وبعد .... وكما يوثانت قبله مع الرمز عبد الناصر , بخصوص القوات الأممية ، فقد طلب بان كي مون من الرئيس البشير التصرف بمسئولية . في هذه الحالة :
اما الإمتثال لقرار محكمة الجنايات الدولية . يعني ان يتكرم يتسليم نفسه طواعية ! ولكن هيهات !
واما ان يتكرم بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية هذه السنة , ويقنع من الغنيمة بالجلوس هادئا في منزله , وكفي الله السودانيين شر القتال . ولكن هل سوف يتركه الامريكان يستمتع بمعاش هادي ؟
وبعد : دعنا نتدبر وناخذ العبر من الآية الحادية عشر بعد المائة من سورة يوسف :
" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ...." .
الذين جاءوا أباهم عشاء يبكون :
هؤلاء إخوة يوسف يا هذا . يوسف هو الرجل الطيب الرئيس البشير . وإخوته هم أولاد بمبة الذين يلعبون لعبة الملوص والثلاثة ورقات مع أخيهم يوسف . رئيس تحرير جريدة الأهرام ورئيس تحرير جريدة المساء ، وهم صوت سيده للرئيس مبارك ، يتهمون الرئيس البشير بأنه مجرم على صفحات جرائدهم الحكومية . الدكتور مفيد شهاب ، كاتم أسرار الرئيس مبارك ، يصرح بأنه درس ملف الرئيس البشير وفلفله جيداً , ووصل إلى قناعة بحتمية تعاون الرئيس البشير مع محكمة الجنايات الدولية ... تسليم نفسه طواعية !
الرئيس مبارك لم يهتم بقضية دارفور منذ نشوبها في مطلع 2003 , إلا بإصدار الأوامر بقتل الدارفوريين في ميدان مصطفى محمود , وكذلك تصفية الفارين من جحيم اللجؤ في مصر إلى إسرائيل . لم تستضف القاهرة إجتماعاً واحداً لحل قضية دارفور . مع أن هكذا إجتماعات قد غربت وشرقت .... من طرابلس وسرت مرورا بإنجمينا وأسمرة ونيروبي , ثم ابوجا وأخيراً الدوحة . اما القاهرة فلا ثم لا ثم لا ...
ولكن ولموقف الدوحة الأخير من قضية غزة , ودعوة الدوحة لعقد إجتماع قمة عربي في الدوحة لحل مشكلة غزة , وتبويظ الرئيس مبارك لهكذا إجتماع , ورغبته في تبويظ إجتماع الدوحة بخصوص دارفور ، فقد رأينا الدكتور خليل وزمرته يحجون إلى القاهرة في طريقهم إلى الدوحة , ثم يرجعون للقاهرة مهددين منها الرئيس البشير بالقبض عليه وتسليمه للمحكمة في لاهاي . هل لاحظت , ياهذا , التغيير المفاجئ والصدامي في تصريحات دكتور خليل بعد رجوعه من الدوحة الي القاهرة ؟ ورأينا مني أركوي مناوي , مهاجما اجتماع الدوحة , وهو يمضي أسبوعاً في ضيافة خمسة نجوم في القاهرة . كل ذلك الاهتمام وغسل المخ والتلويح بالجزر الخرافي , ليس حباً في عيون دكتور خليل ورموش مناوي , وإنما لتبويظ إجتماع الدوحة ....." كيتن " في الدوحة وفي البشير .
الرئيس مبارك يقول لأخيه الرئيس البشير أنه " أي مبارك " قد تحادث مع ساركوزي الفرنسي , بخصوص ملف الرئيس البشير وقال لساركوزي كذا وكذا وكذا . وتحادث مع براون البريطاني وقال له كذا وكذا وكذا . وحتى مع هيلري , من خلال وزير خارجيته , وخلال زيارتها لشرم الشيخ في الثاني من مارس الحالي , وقال لها كذا وكذا وكذا . وإذا جمع الرئيس البشير كل هذه ال "كذا " آت لوجد أنها قبض الريح . بل ربما إكتشف أنها صورة طبق الأصل لما قاله الرئيس مبارك لهؤلاء القادة بخصوص حماس وحزب الله وسوريا وإيران .... والرئيس البشير جزء لا يتجزأ من هذا الرباعي السعيد .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.