عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. نحن السودانيون نتعجل النتائج دوماً. ومن حكم الله فينا أننا لا نعمل شيئاً من أجل تحقيق هذه النتائج التي تسرنا، بل نكتفي دائماً بالتنظير وننتظر الحلول من الآخرين. على الصعيد السياسي نصنع الثورات ثم نترك المجال واسعاً للمتلاعبين بأن يفعلوا بها ما يشاءون، بينما نكتفي بالآمال العريضة في دعم وعون الآخرين وكأننا نعيش في مدينة فاضلة يكافيء فيها العالم الشعوب الحرة وهي جالسة على كراسيها مرتاحة هانئة. وفي الرياضة نكتفي بالتشجيع والتنظير في التشكيل وطرق اللعب ونجاح هذا الإداري أو فشل ذاك دون أن نفكر بجدية في أن نصبح أعضاء فاعلين في أنديتنا من أجل أن نصبح صناعاً للقرار لا مجرد متفرجين. والأغرب أننا نهلل لخطوة بعينها دون أن نتأمل عواقبها ونتائجها جيداً لنبدأ في النواح غداً بسبب ذات الخطوة التي امتدحناها بالأمس. فحين غيرت لجنة السوباط جلد الفريق هلل معظمنا وأشادوا بما أسموه (تشليع) الند التقليدي والظفر بكافة المواهب المتاحة خلال فترة التسجيلات. لكن لم تفكر هذه الأغلبية في أن التغيير الكبير في تشكيلة أي فريق له عواقبه أيضاً، ويتطلب زمناً حتى يتعود اللاعبون الجديد على بعضهم البعض وعلى طرق اللعب في ناديهم الجديد وتحمل الضغوط ومواجهة الجماهير المليونية المتعجلة للنتائج. لهذا أستغرب حقيقة للأصوات الناقدة الكثيرة التي لم يعد يشغلها شيء سوى أمر المدرب الصربي زوران. فهو فاشل وغير قدير وضعيف الشخصية و... في نظرهم لمجرد أن الهلال تعادل في الدوري المحلي مرتين. نسوا له سريعاً النتائج الجيدة أفريقياً، ولو أن الوقت ما زال مبكراً للحكم عليه سواءً بالنجاح أو الفشل. لكن المهم في الأمر أن الرجل وجد أمامه كشف لاعبين معظمه من الجدد الذين يحتاجون مثله تماماً للتأقلم مع الأجواء داخل نادِ يختلف عن الأندية التي لعبوا لها. ولذلك حين يغير المدرب في تشكيلته، أو يقحم عدداً كبيراً من اللاعبين في كل مباراة محلية لا يفترض أن نستنكر ذلك. وإن كان من لوم فيفترض أن نوجهه لأنفسنا حين عبرنا عن سعادتنا الغامرة بتسجيل عشرات اللاعبين الجدد. وإلا فماذا كنا نتوقع حينها! أن يتم تسجيل كل هؤلاء اللاعبين مثلاً ليجلسوا في الدكة ويثبت المدرب تشكيلته من القدامى!! أم كنتم تتوقعون أن تقوم قوة خفية بمعاونة زوران في اختيار التشكيلة الأمثل خلال أسبوع أو اثنين!! كنا ننتقد الكاردينال وجماعة (كيسو فاضي) على تغيير المدربين كل شهرين أو ثلاثة، لكن اتضح أن العيب فينا. فمن غير المنطقي أن تتحكم الصحافة وكافة جماهير النادي في الخيارات الفنية وتتعجل الأحكام بهذا الشكل غير الموضوعي لتتوقع تغيير مدرب خلال أول شهرين لتعيينه بسبب تعادلين ورؤية فنية قد لا تكون صائبة. المدربون والإداريون لا يقدمون برامج ما يطلبه المشاهدون يا أهلنا. ويفترض أن تكون لهم رؤيتهم وسياساتهم التي لابد أن نحترمها ونصبر عليها لحين على أقل تقدير. فلا يمكن أن يكون لكل فرد فينا رأي في التشكيلة وطريقة اللعب وتحديد الأساسيين ولاعبي الدكة. فمثل هذه العشوائية لا تبنى فرق البطولات. وأن أردتم لقباً قارياً حقيقة يا أهلة فلنبدأ بأنفسنا إعلاميين وجماهير بأن نتريث قليلاً ولا نتعجل النتائج أو نطلق أحكاماً في أمور لا تخصنا كثيراً. جدل كثيف يدور حول ضرورة تعيين مساعد وطني للمدرب الصربي. ولا أدري ما الذي يمكن أن يقدمه المساعد الوطني إن لم يكن المدرب راغباً فيه ومنسجماً معه. ستكون النتائج وخيمة، وسيجد البعض ضالتهم في توسيع هوة الخلافات وخلق البلبلة. ثم أن أحد كباتن الهلال السابقين مُعين أصلاً كمحلل أداء. ويستطيع بشة أن يؤدي الدور المساند المطلوب للمدرب. المهم في الأمر أن نترك الخبز لخبازيه، وأن نصبر قليلاً قبل أن نطلق أحكاماً نهائية في أمور فنية دون أن نمنحها الوقت الكافي.
