سمي المعدن الأصفر النفيس الذهب... بالذهب لأنه يذهب بالعقول... كثرت وتفشت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب الذهب... ويا للعجب... عبر مطار الخرطوم. ونتسأل أهو تهريب... أم تخريب؟ هي عمليات تهريب لأنه يتم خارج إطار القانون وبطرق غير معلنه ولا مشروعه... بل ممنوعه... وهي عمليات تخريب للاقتصاد القومي... ذلك أن العائد منها لا يدخل خزينة الدولة وإنما يدخل الجيوب... جيوب المهربين مصاصي دماء الشعب عديمي الضمير... في الآونة الأخيرة نسمع كل صباح عن منسوب جهة معينة يعمل داخل المطار يستغل بطاقة دخول المطار التي منحت له للقيام بعمله داخل المطار ويقوم بإدخال كميات من الذهب وعبر بوابات المطار التي يحرسها جيش من الحراس من كل الجهات الأمنية... وتصل كميات الذهب بكل سهولة ويسر حتى سلم صعود الطائرة... لقد تم اكتشاف عمليات التهريب الأخيرة بواسطة ضباط أمن شركات الطيران الذين قاموا بتبليغ الكابتن قائد الطائرة وبمهنية عالية يقوم ضباط أمن الطيران والكابتن قائد الطائرة بكشف العملية... والسبب الرئيس هو توافر الحس الأمني لدى منسوبي شركات الطيران وبالتحديد ضباط أمن شركات الطيران بقية أفراد طاقم الطائرة... وذلك بفعل وتفعيل برنامج أمن وسلامة الطيران الذي حذقوه وتدربوا عليه... فلهم ترفع القبعات... لقد أصبح مطار الخرطوم ثغرة لتهريب الذهب... ولقد ان الأوان لوقفة جادة لسد هذه الثغرة... ان مايحدث في مطار الخرطوم يدل على الفشل الذريع للقائمين على أمر المطار... وهل يعقل أن تكون عملية تكثيف الرقابة على بوابات المطار تشكل أمرا صعبا لهذه الدرجة... ان العاملين بمطار الخرطوم يتنقلون بين المواقع من موقع لآخر بكل سهولة ويسر... بينما المقرر أن بطاقات دخول المطار تكون مخصصة لدخول القسم الذي يعمل به العامل فقط ولا يجوز له التنقل بين الأقسام الأخرى... وذهبت أغلب المطارات إلى جعل لون مختلف لكل بطاقة ليدل ذلك اللون على الموقع الذي يجوز له دخوله... ان العاملين بمطار الخرطوم يتنقلون بين مواقع المطار من دون تعليق البطاقة على الصدر... بل إن الداخلين لمطار الخرطوم بدون بطاقات يدخلون المطار بسهوله أكثر من حملة البطاقات. ان لوائح الطيران المدني فيما يخص منح واستخدام البطاقات موجودة وتمت صياغتها بمهنية عالية وهي تغطي كل هذه المثالب... الا ان عدم التطبيق والتنفيذ والمتابعة والرقابة هي التي تؤدي لكل تلك المخالفات. لقد تم كشف الكثير من عمليات تهريب الذهب وتم إلقاء القبض على الفاعلين... فهل نطمح يوما أن نري محاكمة أي منهم في محاكمة علنية وعاجلة وما مهربي الذهب مخربي اقتصاد البلاد بأقل خطورة من الفاسدين الذين تتم محاكمتهم حاليا وتبث على أجهزة التلفاز جلسات محاكمتهم... وفي ذلك أكبر تحقيق للردع العام...وحفاظا على ثروات ومقدرات البلاد. د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين الخرطوم في 12 يناير 2021 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////////