بيان مفبرك يزعم بتعرض الأثيوبيون في الخرطوم ومدن شرق البلاد إلى الإعتداء والتحرش ويزعم سقوط ضحايا. اضطرت السفارة الأثيوبية لنفيه ، ثم أخبار مفبركة عن تحركات أثيوبية وتعبئة للجيش على الحدود ، وعشرات المنشورات التي تنشر محرضة على الحرب . إذا بحثت عن مصدر كل هذا النفخ في النيران فلن يعجزك أن تعلم بقليل جهد أنه من مصر ، في حملة منظمة هدفها أن يحارب السودان أثيوبيا بالوكالة فتتاح الفرصة للجيش المصري إما للدخول مباشرة في الحرب إلى جانب السودان أوبتقديم الدعم اللوجستي للجيش السوداني ومن ثم ضرب سد النهضة ، الذي يتمنى كل مصري أن يراه منهارا . حاول الإعلام السيساوي كثيرا التلويح بضرب سد النهضة ، حتى ترامب الرئيس الأمريكي لم يستبعد هده الضربة الأمر الذي استنكرته الحكومة الُيوبية حينها واحتجت عليه وزارة خارجيتها ، لكن النظام المصري ليس لديه الجرأة ولا القدرة على تحمل هكذا عملية . ومع مضي المفاوضات حول السد من فشل إلى فشل ، لجأ النظام المصري للحيلة وهي اشعال الفتنة في اقليم التقراي الأثيوبي ، على أمل أن يشغل ذلك الأثيوبيين عن بدء ملء الخزان في مرحلته الثانية ، ولو إلى حين وهذا الحين هو لتدبير فتنة بين السودان وجارته أثيوبيا ، مستغلين احتلال أثيوبيا لأراض سودانية حدودية . لا شك عندي في تزيين السيسي ونظامه لعسكر السودان في مجلس السيادة القيام بعمل عسكري في تلك الحدود واستغلال انشغال الجيش الأثيوبي بحربه الأهلية في إقليم التقراي . لا يمكن لأي سوداني أن يفرط في شبر من أرض البلاد ، بغض النظر عن الموقف السياسي وتحريض النظام المصري ، وعيننا على حلايب وشلاتين فلا يظن ظان أن السودان سيسكت عن احتلال أراضيه . الدور المصري الكشبوه وأياديهم الخفية فيما يجري في الشرق ليس بخاف على أحد . وعلى أثيوبيا أن تتجاوز نقطة الخلاف وأن تسحب بقية قواتها في المنطقة إن أرادت أن تسير الأمور سيرها الطبيعي ، فتلك الأراضي سودانية مئة بالمئة ، ولئن كان السودان لم يستطع فيما مضي استعادتها لخور النظام الاإنقاذي المباد ، فليس معني ذلك الرضى بالاحتلال والتعدي على المزارعين السودانيين وأخذ أراضيهم بالقوة وإدعاء أن المعتدين من العصابات المتفلتة . في تاريخ بين البلدين اثيوبيا والسودان قامت عدة حروب فيما مضى ولم يستطع الاحباش هزيمة السودانيين في كل المعارك التي دارت بين البلدين ، والسودان بكل تأكيد قادر على حماية أرضه وإلحاق أكبر الضرر بأثيوبيا وهي تعلم ذلك ، وتعلم أن وراء كل ذلك هو النظام المصري الذي سيستفيد من وضع الحرب لضرب سد النهضة ، وإدعاء أن السودان هو من فعل . إذا على حكومة أبي أحمد أن تكون على قدر المسؤولية فتفوت الفرصة على المصريين والأعتراف بالحدود الدولية بين البلدين والجلوس لطاولة المفاوضات لحل مشكلة السد . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.