يقولون وقت الضيق يُعرف الصديق.. الرجل الأبيض يستأسد ب(عدالته) على السودان بينما مواقف الصمت العربي والاسلامي تراوح مكانها.. تارة بدعوى العقلانية وتارة أخرى باسم الواقعية السياسية.. باسم العقلانية تابعنا كيف بقي أمين الجامعة العربية بجانب بيريز في مؤتمر دافوس الأخير الذي أعقب مذابح غزة، بينما لقنه أردوغان درسا لن ينساه. إننا نوجه الدعوة إلى كل قُطر عربي واسلامي لا يزال في زعامته بعض نخوة أن يقف حكومة وشعباً مع السودان، ويلتحم به، لسبب بسيط وهو أن الدور قادم عليهم واحدا تلو الآخر.. الشارع السوداني الذي خرج بالأمس عن بكر ابيه، يتساءل بألم وحسرة أين الذين يتبرعون بالملايين لمعوق في أمريكا؟ أو لمعالجة كلب نشرت عنها الصحف الأجنبية خبراً؟!. إن التراخي والمجاملة في مواجهة طلب (الجنائية) يمثل إهانة ما بعدها ولا قبلها، مثل هذه الاهانة رفضها من قبل مشركو مكة يوم أن رفضوا أن تسليم الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكدها الأنصار كذلك يوم نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. المشكلة اليوم أن الدول العربية والاسلامية تركت الجهاد وتناست المقاومة، بل أنها تراجعت حتى عن الممانعة، وأصبحت تخاف من وصفها بالإرهاب.. إن أمام السودان وشعبه طريق يلزمه فيه تجنب ثقافة الحياة التي بشرنا بها كُتّاب الهزيمة والهوان. عندما (بشرتنا) الجامعة العربية بما اسمته بالخطة السرية، عقب الاعلان عن طلب أوكامبو ظننا أن تلك الخطة تقتضي مهاجمة مصالح العدو وتدميرها، أو على الأقل إصدار مذكرة توقيف مباشرة بحق أوكامبو، والقبض عليه أينما وجد وتسليمه لعمرو موسى لمحاكمته. هل ننتظر أن تعلن الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الاسلامي الانسحاب من الأممالمتحدة، وتكتفي بالتكامل الاقتصادي البيني؟!.. هيهات هيهات. إن محكمة الرجل الأبيض يكفيها عاراً وخزياً أن يكون هناك قرار رسمي منذ إنشائها ينص على أن يُستثنى السياسيون والجنود الأمريكيين من المثول أمامها.. إن محكمة تقوم على استثناء ليس له أي مبرر قانوني؛ هي محكمة غير مؤهلة للنظر في حكمها. [email protected]